الملك يبدأ جولته من مركز تأسيس الدولة الاردنية - معان -

بعد أكثر من عام و نصف على غياب الجولات الملكية الدورية للمحافظات بسبب القيود التي فرضتها جائحة كورونا، اختار الملك أمس بدأ هذه الجولات من معان - مركز تأسيس الدولة الأردنية- في رسالة ضمنية أن الدولة الأردنية التي تدخل مئويتها الثانية ما زالت جهود الأوائل فيها محل تقدير و اعتزاز عبر الأجيال المتتالية.

هذه الرسالة قرأها العديد من المحللين و الكتاب، مؤكدين أن الدلالة الأوضح عليها هي بدء الملك زيارته إلى معان، بزيارة مسجد الشريف الحسين بن علي (مسجد معان الكبير).

الصورة

يقول الكاتب "أحمد الحوارني" أن الملك اختار معان ليعاود التذكير بلسان المطمئن أن المرحلة بظروفها و معطياتها و متطلباتها تستدعي من الجميع التلاحم و الانسجام في مسيرة موحدة تحشد و تتضافر فيها جميع الجهود، لاستكمال البناء الوطني و تطوير المؤسسية التي خطتها الدولة خلال المئة عام الأولى، و أن بدءه جولاته من معان بوابة التأسيس، ما هي إلا فاتحة خير لعبور مرحلة جديدة يستكمل فيها البناء .

و أشار كتاب آخرون إلى أن استهلال الزيارة الملكية الميدانية من معان، يحمل دلالات إرث محافظة معان حيث بدايات تأسيس الدولة الأردنية قبل مئة عام، لتشكل معان مع مختلف محافظات المملكة معنى قوة الدولة التي قادها الهاشميون بحكمة وثبات.

العشائر ركن أساس في الدولة

و بين الملك خلال حديثه أمس أن العشائر الأردنية كانت و لا تزال تساهم في بناء الدولة الأردنية و رفعتها، و أنه لن يتم السماح لأحد بأن يستغل هذا الركن الهام لإضعاف الدولة، مشيداً بدور العشائر في بناء الأردن، و معرباً عن ثقته العالية بها في الحفاظ على منجزات الوطن.

الملك يجدد التأكيد على الإصلاح السياسي والاقتصادي

لقاء الملك مع الشخصيات المختلفة في معان ركز على ضرورة الإسراع في الإصلاح  السياسي و الاقتصادي بشكل متوازٍ ، و على أهمية تشكيل لجان عمل تفضي لوضع خطة عمل إصلاحية ضمن جدول زمني، و هو الأمر الذي كان الملك قد أكده خلال لقائه شخصيات سياسية مطلع الأسبوع الحالي .

مشيراً إلى ضرورة توسيع نطاق حوارات الإصلاح، و الحوار حول المشاريع الإصلاحية الإدارية و السياسية و الاقتصادية و أن تكون الأوراق النقاشية قاعدة للانطلاق من أجل هذه الإصلاحات. 

معان مركز اقتصادي مهم

أكد الملك أن وجود مشاريع صناعية ضخمة ستوفر آلاف فرص العمل لأبناء المجتمع المحلي في معان و أن المشاريع الصناعية "أهم نقطة بالنسبة لأبناء المنطقة بسبب البعد الجغرافي عن المحافظات الأخرى، و بسبب عدم توفر الفرص الوظيفية لهم".

كما بحثت الزيارة أمورا تتعلق بالمشاكل الاقتصادية و الفقر و البطالة و توجيه الاستثمارات و توزيعها على المناطق المختلفة من المملكة.