قاد النشامى لإنجاز آسيوي تاريخي.. الحسين عموتة يغير استراتيجية الكرة الأردنية

الصورة
لاعبو المنتخب الأردني يحتفلون بفوزهم على كوريا والتأهل إلى نهائي كأس آسيا 6/2/2024 | المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية
لاعبو المنتخب الأردني يحتفلون بفوزهم على كوريا والتأهل إلى نهائي كأس آسيا 6/2/2024 | المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية

حين لجأ اتحاد كرة القدم للتعاقد مع المدرب المغربي الحسين عموتة صيف العام الماضي لتصويب مسار الكرة الأردنية وتعزيز حظوظها لبلوغ نهائيات كأس العالم 2026، لم يكن من المتصور على الإطلاق أن عملية التصحيح ستؤتي أكلها سريعا كما ظهر جليا في كأس آسيا الذي نعيش نشوة انتصارات النشامى فيه. 

ورغم أن بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي انتقدوا احتفالات عشاق المنتخب بعد الفوز الكبير على كوريا الجنوبية وبلوغ المباراة النهائية ووصفوها بالمبالغ فيها خاصة في ظل الظروف العصيبة التي يعاني منها أهلنا في غزة، إلا أن هذه الفرحة العفوية التي أعقبت المباراة مردها إلى حالة الإحباط التي يشعر بها المواطنون جراء الشعور بالعجز عن نصرة أهل غزة وثانيها أن جماهير الكرة لم تتخيل في يوم من الأيام أن بمقدور منتخب النشامى أن يبلغ قمة الهرم الآسيوي. 

مواجهة التحديات 

لا يخفى على أحد إن المدرب المغربي تعرض لانتقادات حادة وشرسة من الإعلام ومشجعي المنتخب الوطني الذين عبروا عن سخطهم عن أداء اللاعبين أمام السعودية وطاجكستان بتصفيات كأس العالم، وارتفعت بعد ذلك حدة الانتقادات بعد النتائج السلبية للمنتخب في المباريات الودية الاستعدادية التي سبقت الظهور في بطولة آسيا لتصل إلى درجة المطالبة بإقالة عموتة واستعادة سلفه عدنان حمد. 

الحسين عموتة قابل هذه الانتقادات بتصريحات نارية انتقد فيها مستوى الدوري المحلي الذي لا يمكن أن يفرز لاعبين بمستوى الطموح ليقنع إدارة الاتحاد بإيقاف مسيرة الدوري لإفساح المجال له لإعداد اللاعبين كما يريد. 

انقلاب مفاجئ في أداء النشامى

ومع انطلاقة كأس آسيا التي لم يتوقع أكثر المتفائلين بالنشامى أن يجتاز دور المجموعات كانت المفاجأة؛ فالمنتخب المهزوم معنويا ظهر بثوب مختلف وبأداء لا يمت بصلة لما كان عليه قبل أيام من انطلاقة الحدث الآسيوي. 

منتخب النشامى الذي كان يخشى فتح اللعب والاندفاع إلى الأمام، بات مرعبا للغاية في انطلاقاته الهجومية، وظهرت بصمات عموتة على أداء اللاعبين من خلال اتباع طريقة لعب جديدة هضمها اللاعبون وتلذذوا بها وعذبوا فرق آسيا وفي مقدمتها المنتخب الكوري الجنوبي. 

اقرأ المزيد.. لوحة أردنية تضامنية قدمها المنتخب الأردني للغزاوية

عموتة يكسب 

أثبت منتخب النشامى بقيادة حسين عموتة أنه قادر على ممارسة أسلوب لعب هجومي يختلف كليا عن الأساليب التي اعتمدتها الأجهزة الفنية التي سبق وأن قادت المنتخب في السنوات الأخيرة. 

أسلوب هجومي لم تعتد عليه الكرة الأردنية لسببين: 

  • المدربون السابقون لم يؤمنوا بقدرات لاعبينا ومواهبهم الهجومية عكس عموتة الذي أدرك موهبته سريعا وطوعها لتخدم المجموعة. 

  • الكرة الأردنية باتت تمتلك نجوما شبابا لديهم ملكة التهديف وفي مقدمتهم الثلاثي موسى التعمري ويزن النعيمات وعلي علوان، ويضاف إليهم محمود مرضي اللاعب الخفي. 

هؤلاء استطاع عموتة بذكائه وجرأته أن يستخلص منهم أفضل إبداعاتهم، فدبوا الرعب في أقوى دفاعات آسيا واستمتع الجمهور الأردني والعربي برؤيتهم يتلاعبون بمحترفي كوريا الجنوبية مرتين. 

استراتيجية جديدة 

بهذه التشكيلة المتجانسة والعروض الهجومية الرائعة يؤسس الكابتن عموتة لاستراتيجية جدية للكرة الأردنية أساسها الاعتماد على اللعب الهجومي، وهو ما كانت تفتقده كرتنا في العقود الأخيرة، ولا شك أن هذه الاستراتيجية الأردنية الجديدة التي أرعبت آسيا ووضعت منتخبنا في أعلى مراتب سلم المجد آسيويا هي من ستقود منتخب النشامى لتحقيق حلمنا المونديالي.

اقرأ المزيد.. النشمي الأردني وحده نصير غزة في كأس آسيا

الأكثر قراءة
00:00:00