بسم الله الرحمن الرحيم، "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم
خطاب أبو عبيدة في معركة طوفان الأقصى بتاريخ 28-10-2023
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد وعلى آله وصحبه ومن جاهد جهاده إلى يوم الدين.
وبعد، يا جماهير شعبنا المرابط الصابر الأبي، أيها الصامدون في وجه عدو الله وعدوكم، يا عنوان كرامة الأمة وأمل فجرها، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام على شهداء شعبنا العظماء الذين يرتقون في كل يوم فداء لدينهم ووطنهم وقدسهم، ويقفون في وجه محرقة صهيونية همجية، لكنهم لا يحنون ظهورهم إلا لربهم الذي أراهم من آيات نصره ما يثبت الأفئدة ويربط على القلوب.
أبو عبيدة: رأينا إشارات نصر الله لنا في طوفان الأقصى
لقد رأينا نصر الله يتجلى ونحن نقتحم حصون العدو في السابع من أكتوبر وهي تتهاوى أمامنا كبيت العنكبوت، ورأينا نصره وهو يمكننا من سحق فرقة عسكرية بكل أنواع العتاد والسلاح والتحصين تحاصر قطاعنا منذ عقود وتعتدي على أهلنا صباح مساء. رأينا نصر الله ومجاهد واحد من مقاتلينا يدمر ثلاث آليات ويقتل ويصيب من فيها، ويفر العدو أمامه وكأنه يفر أمام جيش. ورأينا نصر الله ونحن ندخل منذ أيام مجاهدي الضفادع البشرية إلى زيكيم فيصلون إلى قوات العدو ويشتبكون معه فترة طويلة، ويدبون الرعب فيه وهو يدعي التأهب ويهدد بالغزو. ويعلن العدو منتشيا أنه قتل عشرة مجاهدين فيما لم تكن قوام القوة سوى ثلاثة مجاهدين.
هذا فعل الله، وهذه يد الله، وهذه بشريات نصر الله، فكونوا على ثقة يا أبناء شعبنا بأن النصر آت بإذن الله العزيز الحكيم وما عدوان الاحتلال وارتكابه لهذه المحرقة والمجازر سوى لألم عظيم يتملكه وشعور بالانكسار يسيطر عليه، وصدق الله سبحانه: "إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ".
أما عدونا الذي يصب جام غضبه على أهلنا الأبرياء وعلى المباني المدنية والمساجد والمشافي، فإنه لن يحقق سوى الخزي والعار، وستبقى غزة وسيندحر، ويكفي أن نقول للعالم اليوم بأن أحذية بعض مساجد وكنائس غزة أقدم من عمر دويلة هذا العدو بقرون، وأن أشجار الزيتون في غزة مزروعة قبل أن يولد آباء وأجداد هؤلاء الشراذم القادمين من أوروبا الشرقية والغربية ومن كافة أصقاع الأرض.
ما أكد عليه أبو عبيدة في خطابه بعد 22 يوما من معركة طوفان الأقصى
يا أبناء شعبنا ويا أبناء أمتنا ويا كل أحرار العالم، إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام، وبعد نحو اثنين وعشرين يوما من بدء معركة طوفان الأقصى نؤكد على ما يلي:
-
أولا: نقول للعدو الذي يكرر تهديداته بشكل يومي بالمعركة البرية إننا لا نزال في انتظاره لنذيقه أصنافا جديدة من الموت، ولنعلمه ونعلم كل العالم معنى البطولة والفداء، وإننا سنذيقه بقوة الله هزيمة أكبر مما يتوقع أو يتخوف، ونقول له إن زمن بيع الوهم للعالم حول أكذوبة الجيش الذي لا يقهر و"الميركافا" الخارقة والاستخبارات المتفوقة كل هذا انتهى زمنه بعون الله، وقد كسرناه وحطمناه أمام العالم في غلاف غزة وفي كل فلسطين، فزمن انكسار الصهيونية قد بدأ ولعنة العقد الثامن ستحل عليهم وليرجعوا إلى توراتهم وتلمودهم ليقرؤوا ذلك جيدا وينتظروا أوان ذلتهم بفارغ الصبر.
-
ثانيا: إلى زعماء وحكام أمتنا العربية، نقول لكم من قلب معركة طوفان الأقصى التي تشاهدون ولا شك تفاصيلها عبر شاشاتكم، إننا لا نطالبكم بالتحرك لتدافعوا عن أطفال العروبة والإسلام في غزة من خلال تحريك جيوشكم ودباباتكم لا سمح الله، ولا أن تدافعوا عن أقدس مقدساتكم التي تنتهك فيها الحرمات من قبل شذاذ الآفاق خريجي معازل الجيتو، ولا أن تغضبوا لشتم نبيكم صلى الله عليه وسلم في قلب مسراه ومعراجه الى السماء. لا نطالبكم بذلك فنحن أخذنا على عاتقنا كنس هذا الاحتلال وإساءة وجهه والقتال عن شرف أمتنا وديننا ومقدساتنا وأرضنا بما نمتلك من إمكانات بين أيدينا صنعناها من الصفر وبنيناها من المستحيل.
ولكن هل وصل بكم الضعف والعجز أنكم لا تستطيعون تحريك سيارات الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى جزء من أرضكم العربية الإسلامية الخالصة رغما عن هذا العدو المهزوم المأزوم. فهذا ما لا نستطيع فهمه وتفسيره.
ومن هنا فإننا نجدد دعوتنا ومطالبتنا لشرفاء أمتنا، ولكل أحرار ومجاهدي المنطقة أن يعتبروا معركة طوفان الأقصى معركة فاصلة في تاريخ أمتنا، وأن يهبوا لقتال هذا العدو معنا من أجل كنسه عن أرضنا وتحرير قدسهم وأقصاهم وإعادة مجد أمتهم. فنحن على يقين تام بأن أحرار هذه الأمة إن هبوا هبة رجل واحد في الميدان فإن هذا العدو لن يحتمل ولن يصمد أمام هذا الطوفان الهادر.
-
ثالثا: لقد جرت اتصالات عديدة في ملف الأسرى وكانت هناك فرصة للوصول إلى صيغة اتفاق فيه لكن العدو ماطل ولم يبد جدية حقيقية لإنهاء معاناة أسراه، بل إن قصفه الهمجي وجرائمه المتواصلة أدت إلى قتل ما يقرب من خمسين منهم حتى الآن.
ومن هنا فإننا نقول للعدو وللعالم وبشكل واضح ومختصر، إن العدد الكبير من أسرى العدو لدينا ثمنه تبييض كامل السجون الصهيونية من كافة الأسرى. فإذا أراد العدو أن ينهي هذا الملف مرة واحدة فنحن مستعدون لذلك، وإذا أراد مسارا لتجزئة الملف فنحن جاهزون لذلك أيضا، وعليه أن يدفع الأثمان التي يعرفها.
ختاما، الرحمة لأرواح شهدائنا الأبرار، والتحية لدمائهم الزكية الشاهدة على هذه الملحمة التاريخية والتي تكتب التاريخ الناصع لأمتنا وشعبنا، والشفاء للجرحى والمصابين والمكلومين الذين سترسم دماؤهم وتضحياتهم طريق النصر، والتحية لأسرانا المنتظرين للحرية الحتمية بأمر الله، والتحية لشعبنا العظيم الأسطورة الذي يعلم البشرية معنى الصمود والثبات والتحدي والكبرياء، وما النصر إلا صبر ساعة، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شاهد خطاب أبو عبيدة في 28-10-2023 من معركة طوفان الأقصى
اقرأ المزيد.. خطاب محمد الضيف معلنا بدء المعركة