يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم الـ106 على التوالي، إذ تجددت الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال في جباليا وخانيونس، وواصلت قوات الاحتلال ارتكاب المجازر عبر شن الغارات الجوية، والقصف المدفعي على مناطق عدة من بينها بني سهيلا والزنة وعبسان شرق خانيونس.

قصف محيط مستشفيي الشفاء وناصر 

وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن طائرات ومدفعية الاحتلال تقصف بشكل مكثف حي الأمل في خانيونس. 

وأظهرت فيديوهات بثتها وسائل إعلام فلسطينية، إطلاق مدفعية جيش الاحتلال لقنابل مضيئة في محيط مستشفى ناصر بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، بينما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة نازحين في قصف مسيّرات الاحتلال مقر الجمعية ومستشفى الأمل.

كما نسفت قوات الاحتلال مربعا سكنيا في منطقة البلد وسط مدينة خانيونس، فضلا عن نسف منازل ومنشآت في منطقة بني سهيلا شرق المدينة، وأظهرت الصور تصاعد أعمدة الدخان الكثيف من تلك المناطق؛ نتيجة عمليات التفجير التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.

 كما تعرض محيط مستشفى الشفاء الطبي في غزة لقصف جوي ومدفعي إسرائيلي، وأفادت مصادر صحفية بأن المنطقة التي استهدفها جيش الاحتلال تضم مجمعات سكنية يعيش فيها عدد كبير من المدنيين.

خطورة الوضع المعيشي

من جهته قال رئيس بلدية غزة يحيى السراج في مؤتمر صحفي أمس الجمعة، إن هناك أكثر من 50 ألف طن من النفايات تتكدس في الشوارع وأمام المستشفيات، ما ينذر بانتشار الأمراض والأوبئة الخطيرة، وطالب المجتمع الدولي بأن يتدخل لتوفير الوقود ومولدات الكهرباء والمعدات اللازمة لتقديم الخدمات.

شح كبير في المياه الصالحة للشرب

من جهته قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن مياه الشرب والاستخدام المنزلي في غزة تتناقص كل يوم، وإن الآبار المتبقية تعمل حاليا بعُشر طاقتها الإنتاجية، وهي مياه مالحة، ودون المستوى المطلوب.

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أبلغت عن 152 ألف حالة إسهال في غزة؛ بسبب نقص المياه الكافية، وأكثر من نصف هذه الحالات شوهدت لدى أطفال دون سن الـ5، كما أن تعطيل نشاطات التطعيم الروتينية، ونقص الأدوية لعلاج الأمراض المعدية يزيد من خطر انتشار الأمراض. 

وأضاف دوجاريك، أن حياة الفتيات والنساء في قطاع غزة مهددة بالخطر، مضيفا أنهن يواجهن مستويات كارثية من الاحتياجات الإنسانية. 

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي يعيق وصول شحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وأن القيود الإسرائيلية المفروضة على استيراد المعدات الحيوية، بما في ذلك أجهزة الاتصالات، تعرض عمليات الإغاثة الآمنة والفعالة في غزة للخطر. 

وأشار دوجاريك إلى أن 7 عمليات تسليم يمكن أن تتحقق بشكل كامل أو جزئي في أول أسبوعين من كانون الثاني الجاري، مبينا أنها من أصل 29 عملية تسليم مخطط لها.

وتشير التقديرات اليوم إلى أن نحو 70% ممن استشهدوا في غزة من النساء والأطفال، وأن ما لا يقل عن 3000 امرأة ربما أصبحن أرامل وربات أسر بعد أن فقدن أزواجهن، وأنهن في حاجة ماسة إلى الحماية والمساعدة الغذائية، وأن ما لا يقل عن 10 آلاف طفل فقدوا آباءهم، وتتخطى نسبة النازحين من الأطفال في قطاع غزة 90%، ويعيشون في ظروف قاسية في مخيمات النزوح.

اقرأ المزيد.. متى تنتهي الحرب على القطاع؟

المقاومة تخوض مواجهات طاحنة

في الأثناء، تدور اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي شرق خانيونس جنوبي قطاع غزة، وتصدت المقاومة الفلسطينية لمحاولات قوات الاحتلال الإسرائيلي التقدم في شرق جباليا شمالي القطاع. 

وقالت كتائب القسام إن مقاتليها يخوضون معارك ضارية من مسافة صفر مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، المتوغلة شرق جباليا شمالي قطاع غزة.

وأضافت كتائب القسام بأنها استهدفت قوات إسرائيلية خاصة تحصنت داخل مبنى في حي الزيتون، واشتبكت معها بالأسلحة الرشاشة، وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح، كما استهدفت مبنى تحصن فيه جنود الاحتلال بحي الشيخ رضوان، وأطلقت النار على جندي قربه وأصابته بشكل مباشر.

وكانت الكتائب قد أفادت بتدميرها 6 دبابات إسرائيلية من نوع "ميركافا" شرق مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة ومخيم البريج، مبينة أنها استخدمت عبوات شواظ، وأضافت أن مقاتليها تمكنوا من قنص جنديين إسرائيليين ببندقية الغول. 

من جانبها، أعلنت سرايا القدس، عن استهداف تمركزات لجنود وآليات الاحتلال شرق مدينة غزة ووسط القطاع، وبثت صورا لاستهداف مقاتليها حشودا عسكرية إسرائيلية شرق البريج. 

وقد أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق مقتل جندي من لواء "غفعاتي" وذلك بعد إصابته قبل يومين، إلى جانب إصابة 3 آخرين بجروح خطيرة في معارك بجنوب قطاع غزة، ليرتفع عدد الجنود والضباط الذين قتلوا من جيش الاحتلال إلى 530، بينهم 201 منذ بداية العملية البرية في الـ27 من تشرين أول 2023.

اقرأ المزيد.. 100 يوم من العدوان على القطاع ونتنياهو بين فشل وضغط

منشورات تحمل صور أسرى في غزة

ألقت طائرات حربية إسرائيلية، اليوم السبت، منشورات على مدينة خانيونس تحمل صور وأسماء 69 أسيرا إسرائيليا في القطاع، وتطالب الفلسطينيين بإبلاغ الجيش في حال التعرف إلى أي منهم. 

وهذه المرة الأولى التي يلقي فيها الاحتلال منشورات على القطاع تحمل صورا وأسماء لأسرى في غزة. وتشير تقديرات الاحتلال إلى وجود نحو 136 أسيرا لدى المقاومة في القطاع.

اجتماع عربي طارئ الإثنين لبحث تطورات الحرب على غزة

أعلن مندوب فلسطين في جامعة الدول العربية مهند العكلوك، مساء أمس الجمعة، عقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين، الإثنين المقبل، لبحث تطورات الحرب على قطاع غزة. وقال العكلوك:

"مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين سيعقد دورة غير عادية، يوم الإثنين المقبل، في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة برئاسة المملكة المغربية الرئيس الحالي لمجلس الجامعة العربية".

تطورات الجبهة اللبنانية 

من جهته أعلن "حزب الله" اللبناني عن استهداف تجمع لجنود الاحتلال الإسرائيلي في محيط قلعة هونين باستخدام الأسلحة الصاروخية، ما أسفر عن إصابة مباشرة. وقد نشر الحزب بيانا يفيد بأن هذا الاستهداف تم باستخدام الأسلحة المناسبة وأسفر عن إصابات مؤكدة في صفوف القوات الإسرائيلية. 

وفي سياق متصل، أوردت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية اللبنانية أن غارة إسرائيلية استهدفت سيارة على طريق البازورية/ البرج الشمالي قرب صور جنوبي لبنان، ما أسفر عن استشهاد شخصين لم تعرف هويتهما.

وفي التطورات قام الطيران الحربي الإسرائيلي بتنفيذ غارة جوية ثالثة على الأطراف الشرقية لبلدة العديسة، وذلك وفقا لوسائل إعلام تابعة لـ"حزب الله". في الوقت نفسه، أفادت القناة 12 العبرية بإطلاق صاروخ دفاع جوي تجاه هدف مشبوه في إصبع الجليل، دون تأكيد ما إذا كانت هناك أضرار. 

وفي سياق مماثل، أكد "حزب الله" في بيان آخر استهداف تجمع لجنود الاحتلال الإسرائيلي في محيط موقع الضهيرة باستخدام الأسلحة المناسبة، مخلفا إصابات مؤكدة. 

هذا وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بقصف مدفعي إسرائيلي على بلدات حدودية في جنوب لبنان، حيث طالت القذائف سهل مرجعيون، وتلة الحمامص، وأطراف علما الشعب والضهيرة.

اغتيال 4 من الحرس الثوري في دمشق

أكد الحرس الثوري الإيراني مقتل أربعة مستشارين عسكريين إيرانيين بقصف إسرائيلي استهدف، صباح اليوم السبت، مبنى سكنيا قرب السفارة اللبنانية في منطقة المزة غربي العاصمة السورية دمشق.

وأعلن "الحرس الثوري"، في بيان مقتل 4 من المستشارين العسكريين الإيرانيين وذلك في هجوم إسرائيلي على دمشق، وأشار إلى أن الهجوم الإجرامي الإسرائيلي أدى إلى مقتل عدد من عناصر القوات السورية. 

كما تعهد بالكشف عن مزيد من المعلومات في وقت لاحق، بحسب البيان.

اقرأ المزيد.. مريم تروي قصة نزوح عائلتها 3 مرات وتقول "يا أسفاه على العروبة"