طوفان الأقصى في يومها الـ119 مزيد من المجازر وترقب لرد حماس على الصفقة

الصورة
أطفال فلسطينيون نزحوا مع عائلاتهم من شمال قطاع غزة إلى دير البلح 1/2/2024 | المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية
أطفال فلسطينيون نزحوا مع عائلاتهم من شمال قطاع غزة إلى دير البلح 1/2/2024 | المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية
المصدر

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم 119 على التوالي قصفها المكثف على مناطق متفرقة من قطاع غزة مما أسفر عن وقوع ضحايا بين شهداء وجرحى، وذلك في وقت يشهد فيه القطاع تصاعدا في المأساة الإنسانية، حيث نزح أكثر من 75% من سكانه إلى خارج منازلهم التي دمرت بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين أول الماضي. 

في الأثناء أعلنت قوات الاحتلال انسحابها من المناطق الشمالية الغربية لقطاع غزة، بعد غزوها بريا في الـ27 من تشرين أول الماضي، وذلك بعد معارك عنيفة مع المقاومة الفلسطينية، وشهدت المناطق التي انسحبت منها قوات الاحتلال دمارا هائلا وغير مسبوق. 

وعلى صعيد المباحثات للتوصل إلى صفقة بين حركة حماس والاحتلال، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، أمس الخميس، أن حركة حماس أعطت "تأكيدا إيجابيا أوليا" بشأن مقترح "الهدنة" في غزة وإطلاق سراح الأسرى.

الاحتلال يرتكب مزيدا من المجازر في غزة

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 13 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، مما أدى إلى استشهاد 112 فلسطينيا وإصابة 148 آخرين. وأوضحت الوزارة أن العديد من الضحايا ما زالوا تحت الركام، وتمنع القوات الإسرائيلية وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم. 

بهذا العدد الجديد من الضحايا، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة إلى 27.131 شهيدا و66.287 مصابا منذ بداية العدوان في السابع من تشرين أول الماضي. 

وواصلت طائرات الاحتلال الإسرائيلي ومدفعيته شن غارات وقصف عنيف على مناطق متفرقة في قطاع غزة، مع التركيز على خانيونس. واستهدف العدوان منازل وتجمعات النازحين والشوارع، مخلفا عشرات الشهداء والجرحى.

ودمرت إحدى الغارات معصرة أم القرى شرق عبسان الكبيرة شرق خانيونس، بينما أكدت جمعية الهلال الأحمر استمرار القصف وإطلاق النار في محيط مستشفى الأمل في خانيونس، مشيرة إلى تسرب مياه الأمطار على النازحين بسبب تضرر أسقف المباني، مما يعرض مرضى الكلى للخطر بسبب تعذر نقلهم إلى مستشفيات أخرى بسبب استمرار الحصار. وأكدت أيضا اقتراب نفاد مخزون الأكسجين مرة أخرى.

في سياق آخر، نفذ الاحتلال هجوما على منطقة جنوب مدينة خانيونس، ما أدى إلى تدمير مربع سكني. وتم انتشال شهيدين بعد استهدافهما بقصف جوي، حيث نقلا إلى المستشفى المعمداني. 

كما أصيب عدد من الفلسطينيين، أحدهم نازح داخل مستشفى غزة الأوروبي، وأصيبت طفلة، جراء القصف الجوي الإسرائيلي على منزل في حي قريب من المستشفى.

كما أطلقت مدفعية الاحتلال قنابل إنارة خلال قصف مدفعي على مدينة خانيونس. ورصدت مقاطع مصورة حجم الدمار الذي خلفه العدوان غرب المدينة. 

وفي واقع مأساوي تم العثور على 12 شهيدا من عائلة شراب، قتلوا جراء قصف الاحتلال لمنزلهم قبل أسابيع في منطقة السكة وسط خانيونس.

وقد أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن مصير فريقه الذي خرج لإنقاذ الطفلة هند ذات الـ6 أعوام ما يزال مجهولا، وذلك بعد مرور 89 ساعة.

واقع مأساوي في القطاع

وتتفاقم المعاناة في قطاع غزة، حيث أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" بأن حوالي 17 ألف طفل يعيشون دون ذويهم أو تم فصلهم عن عائلاتهم، ودعت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسيف، إلى عدم التخلي عن أطفال غزة، مشيرة إلى تفاقم وضعهم القاسي يوما بعد يوم. 

في السياق نفسه، يعاني مئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون في الخيام ومراكز الإيواء من البرد الشديد، في ظل نقص في الملابس والفرش والأغطية، وتسببت الأمطار الغزيرة بتفاقم معاناتهم بعد غمر الخيام.

وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن خطر المجاعة يتزايد في شمال قطاع غزة نتيجة لقلة المساعدات، وحذرت من تعليق عملياتها بحلول نهاية شباط الحالي.

وأضافت الوكالة أن الاحتياجات الإنسانية الهائلة لأكثر من مليوني شخص في غزة تواجه خطر التفاقم، بعد قرار 16 دولة تعليق دعمها للأونروا.

وأعلنت الأونروا اليوم الجمعة مقتل 152 من موظفي الوكالة منذ بداية الحرب في غزة، وذلك عقب اتهامات من "إسرائيل" لعدد من موظفي الوكالة، مما أدى إلى تعليق تمويل 16 دولة لها، بما في ذلك الولايات المتحدة، في خطوة أثارت رفضا فلسطينيا ودوليا واسعا.

اقرأ المزيد.. من هي الدول التي علقت تمويل الأونروا؟

تصاعد المواجهات في غزة رغم إشارات التوصل لهدنة

وتتواصل المعارك بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في مناطق متفرقة من قطاع غزة، على الرغم من وجود مؤشرات على إمكانية التوصل لهدنة جديدة. 

حيث أفادت مصادر إعلامية بوقوع اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال يسمع صداها في المناطق الغربية لمدينة غزة. 

وأعلنت كتائب القسام عن استهداف ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105" في حي الأمل غرب مدينة خانيونس، واستهداف دبابة إسرائيلية من نوع "ميركافا" بقذيفة "الياسين 105" في منطقة جورة العقاد غرب خانيونس. 

وأمس الخميس، بثت كتائب القسام مشاهد على قناتها في "تيليغرام" تظهر استهداف مجاهديها لآليات الاحتلال وقنص ضابط صهيوني في حيي تل الهوى والشيخ رضوان غرب مدينة غزة.

كما أعلنت الكتائب استيلاءها على 3 طائرات "درون" جنوب حي الزيتون جنوب مدينة غزة. وأكد مجاهدو القسام أنهم بعد عودتهم من خطوط القتال، استهدفوا آلية عسكرية تابعة لسلاح الهندسة الصهيوني بقذيفة "الياسين 105" على تخوم حي الشيخ رضوان بمدينة غزة. 

وتظهر مشاهد أخرى استهداف مجاهدي كتائب القسام لتحشدات العدو غرب مدينة غزة بقذائف الهاون من العيار الثقيل.

وفي بيان عسكري، أعلنت الكتائب أن مجاهديها بعد عودتهم من خطوط القتال استهدفوا 3 آليات صهيونية بقذائف "الياسين 105" على تخوم حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.

وبثت كتائب القسام مشاهد التحام مجاهديها مع آليات العدو غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. 

وفي بيان آخر، أكدت الكتائب أن مجاهديها تمكنوا من استهداف مجموعة من جنود الاحتلال تحصنت داخل منزل غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة بقذيفة "TBG" مضادة للتحصينات، موقعين بينهم قتيل وجريح. وأشارت إلى استهداف جرافة عسكرية من نوع "D9" بقذيفة "تاندوم" غرب مدينة خانيونس.

من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراض مسيرة أطلقت من قطاع غزة تجاه الجنوب خلال الليلة الماضية. 

وأكد الجيش استمرار القتال في قطاع غزة، بعد يوم من انسحابه من مناطق شمال غرب المحافظات الفلسطينية. وأوضح أن الجنود هاجموا أهدافا في خط الشاطئ لقطاع غزة كجزء من دعم القوات الفلسطينية التي تنشط وسط القطاع.

حماس تنفي التوصل إلى اتفاق والتسريبات الإسرائيلية محاولات تضليل

قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، إن الحركة لم تقدم أي رد رسمي حتى الآن على مقترح الصفقة الذي قدمته قطر بعد اللقاء الرباعي في باريس حول العدوان على غزة. وأضاف حمدان في تصريحات صحفية أن التسريبات حول قرب التوصل إلى اتفاق هي محاولة من حكومة الاحتلال الإسرائيلي لتخفيف الضغط عليها.

حمدان أكد أن حماس عندما تدرس أي مقترحات أو تقدم إجابات على أي مقترح، يكون ذلك بناء على تقديرها لمصلحة الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن أي اتفاق يجب أن يشمل إنهاء العدوان بشكل شامل ورفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع. 

وأوضح حمدان أن جزءا من خطة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هو تسريب أخبار لتهدئة المعارضين والضغط الداخلي، وأن الأخبار الكاذبة تعكس محاولاته للبقاء على رأس الحكومة.

اقرأ المزيد.. حماس تتلقى مقترحا لهدنة وصفقة تبادل وتدرس الرد عليه

00:00:00