في اليوم الـ35 من استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تواصلت الغارات الجوية على مناطق متفرقة من القطاع، ما أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء
طوفان الأقصى في يومها الـ 63 اشتباكات ضارية في خانيونس

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة لليوم الـ 63 على التوالي، وبينما يستمر جيش الاحتلال في قصف العديد من مناطق القطاع، بما فيها مراكز إيواء نازحين ومنازل مأهولة ومساجد، تستأسد المقاومة الفلسطينية على الأرض في التصدي لجيش الاحتلال المتوغل في عدة محاور، حيث تجري معارك طاحنة في خانيونس.
الاحتلال يستمر بقصف المنازل في غزة
أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن مستشفى الأمل استقبل عشرات الإصابات والشهداء جراء استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلا قريبا من المستشفى وفرع الجمعية في حي الأمل بخانيونس.
وأكدت الجمعية أن الهجوم أدى إلى تحطم الزجاج وتكسير بعض الأبواب والشبابيك، مع حالة هلع شديدة بين النازحين الذين يقدر عددهم بحوالي 14 ألف نازح.
وأفادت التقارير أن طائرات الاحتلال قصفت منزل عائلة المطوق ودمرته، وسببت أضرارا للمنازل المجاورة غرب مدينة جباليا، حيث استشهد المواطن عمر عمار ونجلاه حسام ومحمد.
كما شنت طائرات الاحتلال غارة على قيزان أبو رشوان جنوب غربي خانيونس، مستهدفة مسجد عبد الكريم الشاعر، مما أسفر عن عدد من الإصابات للمارة في المكان.
وشنت الطائرات غارات جوية على منطقتي الكتيبة والسطر الغربي في خانيونس، بينما استهدفت وسط المدينة بغارات صباحية تركزت على حي الشيخ ناصر والكتيبة والأحياء الشرقية.
وأدت غارات الاحتلال صباح اليوم الجمعة إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 13 شخصا، جراء قصف مبنى يؤوي نازحين في مخيم النصيرات بقطاع غزة.
في سياق متصل، لا تزال قوات الاحتلال تحاصر مراكز الإيواء التي تستضيف 15 ألف نازح في شارع زيتون شمال غزة، مستخدمة القنابل الدخانية والنارية، مما أسفر عن اندلاع حرائق في المنطقة.
شنت طائرات الاحتلال غارة على مخيم النصيرات، استهدفت شارع المخيم الجديد مقابل مقهى "دريم"، كما ارتقى عدد من الأشخاص وأصيب آخرون جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة كوارع في دير البلح.
واستشهد المتطوع الطبي الحكيم أشرف أبو دغيم نتيجة لإطلاق نار من قناصة الاحتلال داخل مستشفى العودة في جباليا. وأدانت جمعية العودة الصحية والمجتمعية وإدارة مستشفى العودة في جباليا استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلية للطواقم الطبية، معبرة عن قلقها البالغ على أمانهم خلال أداء واجبهم في ظروف صعبة.
شهدت المناطق المحيطة بخانيونس ودير البلح والنصيرات وبيت لاهيا وبيت حانون والشجاعية والتفاح اشتباكات ضارية بين المقاومة والجيش الإسرائيلي. وتعرض مخيم النصيرات لقصف مدفعي مكثف، وشهد مسجد يافا في دير البلح قصفا من طائرات الاحتلال. كما تعرض محيط مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح إلى قصف عنيف من جانب القوات الإسرائيلية، حيث سقطت بعض الشظايا داخل ساحات المستشفى.
وسمعت أصوات قصف مدفعي إسرائيلي واشتباكات عنيفة في بلدة القرارة شمالي خانيونس، وتم رصد إطلاق نار كثيف من الدبابات المتمركزة في شارع 5 بخانونس، مع تقارير عن اشتباكات في تلك المنطقة، كما شنت طائرات الاحتلال غارات جديدة على المنطقة الوسطى لقطاع غزة.
وفي سياق آخر، أفاد مجمع ناصر الطبي بخانيونس بأنه استقبل يوم أمس الخميس 59 شهيدا، بينهم 23 سيدة و9 أطفال، إلى جانب 43 جريحا، منهم 10 سيدات و8 أطفال، نتيجة للعدوان الإسرائيلي على المحافظة. ووصل شهيدان و44 إصابة إلى مستشفى غزة الأوروبي في خانيونس خلال الـ 24 ساعة الماضية.
اقرأ المزيد.. اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. من أين جاء؟
الاحتلال يقتحم مدرسة إيواء بغزة
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة إيواء في الرمال شمال غزة، حيث اعتقلت الذكور بعد إجبارهم على خلع ملابسهم، فيما أجبرت النساء على مغادرة المدرسة.
وأفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بتلقيه مناشدات استغاثة من نازحين فلسطينيين في مدينة غزة، حيث اقتحمت قوات الاحتلال مدرسة إيواء في الرمال الشمالي واعتقلت العشرات بعد تعريتهم والتنكيل بهم.
وأكد النازحون أنهم يعيشون في ظروف إنسانية كارثية داخل المدرسة، حيث يتعرضون للاعتقال والتعذيب، ويفتقدون للمياه والطعام الصالح للشرب.
وأضافوا أن قناصة لجيش الاحتلال يطلقون النار على من يحاول مغادرة المدرسة، ما أسفر عن وجود جثث داخل المدرسة وخارجها.
في سياق متصل، قامت قوات الاحتلال بقصف مدرسة صلاح الدين في الرمال الشمالي، والتي سبق أن تعرضت للقصف المكثف في السابق.
وحذر المرصد الأورومتوسطي من تصعيد "إسرائيل" لجرائمها بحق المدنيين، خاصة في مراكز الإيواء، داعيا إلى توفير حماية دولية عاجلة للنازحين.
اقرأ المزيد.. جحر الديك.. بوابة الاجتياحات الإسرائيلية ومسرح للمقاومة
القسام يخوض معارك ضارية ضد الاحتلال
مجاهدو كتائب القسام وفصائل المقاومة يتصدون ببسالة لقوات الاحتلال في مختلف أرجاء قطاع غزة، حيث استهدفوا دبابات الاحتلال مع استمرار الكمائن والرشقات الصاروخية.
وأعلنت كتائب القسام أنها تمكنت من تفخيخ مدخل نفق شرق تل الزعتر شمال قطاع غزة بعبوة تلفزيونية، ما أدى إلى مقتل نجل رئيس أركان العدو السابق وإصابة عدة جنود.
قامت كتائب القسام بقصف مستوطنة سديروت بمنظومة الصواريخ "رجوم"، واستهدفت تجمعا لقوات العدو شرق تل الزعتر بقذائف الهاون.
في إطار الاشتباكات، نجحت كتائب القسام في استهداف قوة صهيونية داخل مدرسة ابن عثيمين بقذيفة مضادة للتحصينات.
كما أعلنت عن قصف تل أبيب برشقة صاروخية ردا على المجازر الإسرائيلية، واستهدفت تجمعا لقوات العدو في محور جنوب مدينة غزة بمنظومة الصواريخ "رجوم".
في سياق آخر، أفشلت كتائب القسام محاولة الاحتلال الوصول إلى أحد أسرى العدو، مما أدى إلى مقتل الأسير وعدد من جنود القوة الإسرائيلية الخاصة والسيطرة على بندقية أحدهم.
مصادر ميدانية أكدت أن قوات الاحتلال فشلت في اقتحام عمق مخيم جباليا، وتدمير عدد كبير من آلياتها.
وأمس الخميس قالت كتائب القسام في بلاغ عسكري صادر عنها، إن مقاتليها تمكنوا خلال الـ72 ساعة الأخيرة من تدمير 135 آلية عسكرية كليا أو جزئيا في كافة محاور القتال في قطاع غزة.
واليوم الجمعة، قالت كتائب القسام إنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية ردا على المجازر التي ترتكبها "إسرائيل" بحق المدنيين الفلسطينيين.
وأفادت مصادر صحفية بأن انفجارا دوى بمنطقة تل أبيب الكبرى دون إنذار، نجم عن سقوط صاروخين في البحر دون اعتراض من القبة الحديدية.
388 جريحا فقط خرجوا عبر معبر رفح من أصل 46 ألفا
قال المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منير البرش إن هناك أكثر من 46 ألف جريح في غزة، ولكن لم يتمكن سوى 388 منهم من الخروج عبر معبر رفح. وأكد ضرورة فتح معبر رفح وإدخال مستشفيات ميدانية لمواجهة العدد الكبير من الجرحى الذين يعانون من أوضاع صحية صعبة.
وأضاف البرش أن الفلسطينيين في غزة يموتون بسبب قلة الإمكانيات الطبية، حيث لا يسمح لهم بالعلاج في الخارج، معتبرا ذلك وصمة عار. كما أشار إلى أن النازحين في مراكز الإيواء يعانون من الأمراض المعدية والأوبئة، ويتعرضون للمخاطر بسبب الظروف الصعبة.
وأشار إلى تفاقم الوضع بسبب الأمراض المنقولة عبر المياه غير الصالحة للشرب، وأن مستشفيات جنوب قطاع غزة لا تستطيع تحمل أعباء الجرحى الذين ينقلون من الشمال. كما أكد أن أكثر من 100 إصابة وصلت إليهم بسبب القصف بالقنابل الحارقة على شمال غزة.
وفي سياق آخر، أشار البرش إلى صعوبة كبيرة في إحصاء أعداد الشهداء، مبينا أن الاحتلال الإسرائيلي أحرق مولدات الطاقة في مستشفى كمال عدوان شمال غزة، ما يزيد من تعقيدات الحالة الصحية في المنطقة.
الاحتلال يدمر مسجدا أثريا وسط غزة
شهدت مدينة غزة قصفا من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي، حيث استهدفت المسجد الأثري "عثمان بن قشقار" في البلدة القديمة، مما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين وتسبب بأضرار مادية في المنازل المجاورة.
يعد مسجد "عثمان بن قشقار" من أقدم المساجد والأعيان الأثرية في قطاع غزة، حيث تأسس في عام 620 للهجرة. ويقع المسجد في حي الزيتون شرق مدينة غزة، ويجاور المسجد العمري الكبير الذي دمره الاحتلال خلال العدوان الحالي.
منذ بداية العدوان على قطاع غزة، قام الاحتلال بتدمير العديد من الأماكن الأثرية والمنازل القديمة بشكل فاضح، مع استهداف الموروث الثقافي الفلسطيني. وأشارت وزارة الثقافة إلى تدمير ثمانية متاحف، بما في ذلك متحف رفح ومتحف القرارة ومتحف خانيونس، إلى جانب تدمير معظم أجزاء البلدة القديمة في مدينة غزة، بما في ذلك العديد من المباني التاريخية.
كما تعرضت تسع دور نشر ومكتبات وعدد من المراكز الثقافية للدمار أو التضرر جزئيا أو كليا. وقد تم تدمير وتضرر 21 مركزا ثقافيا، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالمباني التاريخية في البلدة القديمة، من كنائس ومساجد ومتاحف ومواقع أثرية.
من بين الأماكن الأثرية التي تعرضت للدمار خلال العدوان، يأتي المسجد العمري الكبير الذي يعد أحد أهم وأقدم المساجد في فلسطين. وقد يعود تاريخ بنائه إلى أكثر من 3 آلاف سنة، وهو من الأماكن التي استهدفتها القوات الإسرائيلية بشكل مباشر.
كما تعرضت كنيسة القديس برفيريو، التي تعرف أيضا باسم "كنيسة المقبرة"، إلى تدمير جزئي، حيث يعود تاريخ بنائها إلى عام 425 للميلاد. كما تم هدم متحف رفح جنوب قطاع غزة الذي كان مقصدا لدارسي تاريخ المنطقة، وذلك ضمن سياسة استهداف الاحتلال للتراث الثقافي الفلسطيني.
اقرأ المزيد.. الاحتلال يسجل رقما دمويا بقتل الصحفيين لم تشهده الحرب العالمية الثانية