برنامج التجسس بيغاسوس ..هل يخترق الحرب الروسية الأوكرانية

الصورة
آخر تحديث

تحاول أوكرانيا الحصول على برنامج التجسس "بيغاسوس " المثير للجدل، لاستخدامه في أغراض التجسس في حربها مع روسيا، بهدف التسلل إلى أجهزة الهواتف لمسؤولين كبار في روسيا، ولكن هذا الطلب لم يتم الاستجابة إليه من قبل الكيان المحتل لغاية الآن ، بحسب ما أظهر تحقيق استقصائي نشرته أمس صحيفتا "ذي غارديان "البريطانية و"واشنطن بوست" الأميركية.

 وتمتنع "إسرائيل" من تزويد أوكرانيا بهذا البرنامج خشية إغضاب موسكو، الأمر الذي يصيب كييف بحيرة من الموقف الإسرائيلي رغم أن الإدارة الأميركية تدعم الجهود الأوكرانية لتحصّل على البرنامج التجسسي.

صحيفة "ذي غارديان"، أكدت أن محاولات أوكرانيا لم تنقطع لشراء برنامج التجسس من شركة (NSO)،لتتبع الهواتف الروسية، لكن الاحتلال الإسرائيلي يريد المحافظة على علاقاته مع روسيا التي تعتبر لو حدث مثل هذا الأمر؛ فهو عدوان على أجهزتها الاستخبارية.

برنامج بيغاسوس يرتبط بحكومة الاحتلال

يعتبر برنامج بيغاسوس الذي أنشأته ( NSO Group ) الإسرائيلية، وهي شركة خاصة ولكنها مرتبطة بحكومة الاحتلال، من أخطر البرامج التجسسية، إذ يتعين على وزارة الدفاع الإسرائيلية في حال بيعه لأي دولة، التوقيع على رخصة تصدير التكنولوجيا، مع ضمان ظاهريًا أنه يستخدم فقط لأغراض "منع الجرائم ومكافحة الإرهاب والتحقيق فيها"، ولكنه في الحقيقة برنامج يستخدم للتجسس لجمع معلومات استخبارية ضد ما يسمى "إرهابيين "أو" مجرمين"، أو على المعارضين والصحفيين ونشطاء سياسيين وغيرهم.

البرنامج يقوم على التشفير من طرف إلى طرف وتقنية تعمل على تشويش الرسائل على الهاتف وفك تشفيرها فقط على هواتف المستلمين، مما يعني أن أي شخص يعترض الرسائل بينهما لا يمكنه قراءتها.

وتزعم  صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن الاحتلال الإسرائيلي يخشى أن بيع السلاح السيبراني لخصوم روسيا سيلحق الضرر بعلاقة" إسرائيل" مع روسيا، إذ أن هناك محاولات سابقة من أوكرانيا وإستونيا لشراء البرنامج والوصول إلى الهواتف الروسية، كجزء من عمليات استخباراتية سبقت ما يسمى بالغزو الروسي لأوكرانيا.

وأضافت أن وزارة الأمن الإسرائيلية رفضت منح تراخيص لمجموعة NSO، الشركة التي تصنع بيغاسوس، لبيعها إلى إستونيا وأوكرانيا "إذا كان هدف تلك الدول هو استخدام السلاح ضد روسيا".

الاحتلال يفضل حماية مصالحه

 القناة العبرية  12 اعتبرت في تقرير لها يوم أمس أن امتناع "إسرائيل"، تزويد كييف بالبرنامج قد يؤدي إلى تفاقم الانتقادات الموجهة اليها كونها تفضل حماية مصالحها، دون أن تظهر انحيازها بالكامل إلى الغرب وأوكرانيا، 

وبالنسبة لمجموعة  NSO  فأن الحكومات التي تشتري بيغاسوس يتم فحصها بعناية ويجب ألا تستخدم المنتج إلا لأغراض محددة ؛ ومع ذلك ، فقد باعت الشركة البرنامج إلى دول معروفة باستخدامها لتكنولوجيا المراقبة لتعقب المعارضين والمحامين والصحفيين وغيرهم من أعضاء المجتمع المدني.

وتشير المعلومات التي تم تسريبها عن البرنامج إلى اختراقه قائمة تضم 50000 رقم هاتف مستهدف، وتم التمكن من تحديد 1000 هدف اخترقت هواتفهم منهم سياسيون وصحفيون ونشطاء ومحامون من جميع أنحاء العالم.

ويمكن من خلال البرنامج سرقة الصور ومقاطع الفيديو والتسجيلات وسجلات الموقع والاتصالات وعمليات البحث على الويب وكلمات المرور وسجلات المكالمات ومنشورات الوسائط الاجتماعية. كما أن لديه القدرة على تنشيط الكاميرات والميكروفونات للمراقبة في الوقت الحقيقي دون إذن أو علم المستخدم.

منذ عام 2019 ، تمكن مستخدمو بيغاسوس من تثبيت البرنامج على الهواتف الذكية مع مكالمة فائتة على WhatsApp ، ويمكنهم أيضًا حذف سجل المكالمة الفائتة ، مما يجعل من المستحيل على مالك الهاتف معرفة أي شيء غير صحيح. 

هذا يعني أن أحدث إصدار من برنامج التجسس لا يتطلب من مستخدم الهاتف الذكي القيام بأي شيء. كل ما هو مطلوب لهجوم برنامج تجسس ناجح وتثبيته هو تثبيت تطبيق أو نظام تشغيل ضعيف على الجهاز، يُعرف هذا باستغلال الضغط الصفري.

تؤكد شركة NSO أنها لا تفصح عن عملائها، وهي تبني بيغاسوس للحكومات فقط لاستخدامه في أعمال مكافحة الإرهاب وإنفاذ القانون.

السؤال عل تضغط أوكرانيا على "إسرائيل" لترخيص برنامج التجسس لاستخدامه ضد روسيا، حيث يقول نائب رئيس الوزراء الأوكراني ميخايلو فيدوروف إن المحادثات مستمرة مع الكثير من الشركات الإسرائيلية في السوق وهم موجودون ولدينا القدرة الكافية لمواصلة التشاور والفوز لنضيف أدوات جديدة في حربنا مع روسيا.

 

دلالات
00:00:00