أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى بالمحكمة الجنائية الدولية، اليوم، قرارين برفض الطعون التي قدمتها دولة الاحتلال الإسرائيلي بموجب المادتين 18
طوفان الأقصى في يومها الـ 40 جيش الاحتلال يقتحم مستشفى الشفاء ويحوله إلى ثكنة عسكرية
دخل العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الـ 40، حيث اقتحمت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، وسط غارات عنيفة دمرت المنازل على رؤوس ساكنيها، وأنباء عن تقدم المفاوضات بشأن صفقة تبادل أسرى مرتقبة بين حركة حماس والاحتلال.
دبابات وجرافات جيش الاحتلال تقتحم مجمع الشفاء الطبي في غزة
واقتحمت قوات الاحتلال مجمع الشفاء الطبي فجر اليوم الأربعاء، وذلك بعد محاصرته وقصفه المتكرر على مدار أسبوع.
وقال رئيس قسم الحروق بمجمع الشفاء د. أحمد مخللاتي إن دبابات وجرافات جيش الاحتلال دخلت إلى حرم المجمع الطبي.
ونقلت مصادر صحفية فلسطينية عن شهود عيان داخل المجمع الطبي قولهم إن آليات الاحتلال اقتحمت القسم الغربي من المجمع، وفجرت أبواب وجدران الأقسام في المنطقة المقتحمة، وأضافوا أن عشرات الجنود دخلوا قسم الطوارئ، فيما تمركزت دبابات الاحتلال داخل حرم المجمع الطبي، وسط حالة رعب وهلع بين النازحين والمرضى والطواقم الطبية داخله.
وزارة الصحة تحذر من ارتكاب الاحتلال مجزرة
وحذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من احتمالية وقوع مجزرة على يد قوات الاحتلال ضد المرضى والنازحين والطواقم الطبية المحاصرة داخل مستشفى الشفاء، حيث يبلغ عددهم 9 آلاف شخص. وقد أفاد الشهود بسماع أصوات إطلاق نار في ساحات المجمع فجر اليوم.
المتحدث باسم الوزارة في غزة أشرف القدرة، استنكر استخدام قوات الاحتلال للقوة داخل المستشفى. وأكد أنه لا يوجد أي مبرر لاستخدام القوة داخل مستشفى الشفاء، حيث لا يوجد أي مظهر للمقاومة داخله. ووصف القدرة الإجراءات الإسرائيلية بأنها إرهاب ضد الأطباء والمرضى، مشيرا إلى وجود حوالي 1500 من أعضاء الطاقم الطبي ونحو 7 آلاف نازح داخل مستشفى الشفاء حاليا.
اقتحام وتفتيش ولا وجود لأي أسرى داخل الشفاء
أكدت إذاعة جيش الاحتلال أنه لم يتم العثور على أي أسرى أو محتجزين داخل المجمع الطبي، ما ينسف رواية جيش الاحتلال والإدارة الأمريكية في تبرير الاقتحام والاعتداء على المستشفى وحصاره. وأفاد الدكتور محمد زقوت، مدير عام المستشفيات في قطاع غزة بأن قوات الاحتلال داهمت قسم الجراحات والطوارئ في مستشفى الشفاء الطبي، حيث يتواجد نازحون في القبو، كما نفذت عمليات تفتيش هناك، واقتحمت مبنى الأمراض الباطنية والكلى في المستشفى.
ووفقا لمصدر طبي داخل مجمع الشفاء، طلبت قوات الاحتلال من النازحين داخل المستشفى الخروج مستخدمة مكبرات الصوت. وفي الوقت نفسه، طالبت القوات الطواقم الطبية بالخروج، لكنهم رفضوا ترك المرضى والمصابين.
تشير التقارير إلى انقطاع التواصل مع الموجودين داخل المجمع الطبي، وتواجه صعوبات في معرفة التطورات الحالية.
دعوة إلى تشكيل لجنة دولية لزيارة المستشفى والتحقق من صحة رواية الاحتلال
وأكد زقوت رفضه ونفيه لادعاءات الاحتلال بشأن مجمع الشفاء والمستشفيات الأخرى. وقد شدد زقوت على أن الوزارة دعت إلى تشكيل لجنة دولية لزيارة المستشفى والتحقق من صحة رواية الاحتلال الكاذبة. وأضاف زقوت قائلا:
"كان الجيش الإسرائيلي يتوقع أن يكون دخوله إلى مجمع الشفاء انتصارا له، ولكنه لم يجد أي دليل على وجود مقاومة داخل المستشفى".
وأشار إلى أن وزارة الصحة وافقت منذ 3 أيام على خطة لإخلاء المستشفى، حيث كان الهدف نقل الأطفال إلى مستشفيات في الجنوب عبر سيارات إسعاف مصرية أو وسائل أخرى، ونقل باقي المرضى إلى مدرسة بسبب عدم توفر متسع في المستشفيات. ولكن لم يتم التجاوب مع هذا الاقتراح.
وأكد زقوت أن الاحتلال أطلق النار على الذين حاولوا الخروج من الممر الذي زعم الاحتلال أنه آمن للخروج من المستشفى.
مناشدات بلا استجابة: رفض الإنقاذ وتحميل المسؤوليات
أعرب إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن خيبة أمله إزاء عدم استجابة المنظمات الدولية والصليب الأحمر لمناشداتهم المتكررة لإنقاذ الجرحى في مجمع الشفاء. وأكد أن هذه المنظمات رفضت التعاون وتماهت مع أهداف الاحتلال، متحملة جزءا من المسؤولية عن الأحداث الحالية.
وأشار الثوابتة إلى أنهم يحملون الاحتلال والمجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية كامل المسؤولية عن سلامة الطواقم الطبية والجرحى والنازحين، محذرين من احتمالية وقوع مجزرة في مستشفى الشفاء.
في سياق متصل، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة أن قوات الاحتلال أبلغتهم رسميا بنيتها اقتحام مجمع الشفاء، وفعلت ذلك. وأوضح أن الجيش تواصل معهم عبر الهاتف، ونصحهم بعدم الاقتراب من نوافذ المستشفى أو أبوابه.
وزعم جيش الاحتلال أنه قد سبقت العملية جهود لإخلاء المستشفى من المرضى والنازحين، وتم فتح ممر خاص للتنقل الآمن من داخله.
اقرأ المزيد.. مستشفيات الغزيين.. قصة صمود خلال الحرب وقبلها
تداعيات اقتحام مجمع الشفاء
وفي بيان لها، حملت حركة حماس الكيان المحتل وقادته والرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته مسؤولية اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي. وأكدت حماس أن هذا الهجوم الذي استهدف المرفق الصحي المحمي بموجب اتفاقية جنيف الرابعة يتسبب بكارثة للطاقم الطبي وآلاف النازحين، وهو "جريمة وحشية". وقالت الحركة:
"إن تبني البيت الأبيض والبنتاغون لرواية الاحتلال الكاذبة، والتي تدعي استخدام المقاومة لمجمع الشفاء الطبي لأغراض عسكرية، كان بمنزلة ضوء أخضر للاحتلال لارتكاب مزيد من المجازر ضد المدنيين لإجبارهم على النزوح من الشمال إلى الجنوب واستكمال مخطط تهجير الشعب الفلسطيني كما صرح العديد من وزراء الاحتلال".
وأشارت حماس إلى أن صمت الأمم المتحدة وخذلان الدول الأخرى لن يثني الشعب الفلسطيني عن الدفاع عن حقوقه وأرضه. وأعلنت الحركة عن تحمل الاحتلال والمجتمع الدولي والولايات المتحدة مسؤولية سلامة الطواقم الطبية والجرحى والنازحين، محذرة من احتمالية وقوع مجزرة في مستشفى الشفاء. وأكدت أن قطاع غزة سيظل مستمرا في الدفاع عن حقوقه وأرضه بقوة، وأن الاحتلال سيتحمل الثمن باهظا عن جرائمه واعتدائه على الأطفال والمرضى والمدنيين.
اقرأ المزيد.. الضفة الغربية والقدس.. معركة موازية عنوانها التضييق والاعتقالات
ضوء أخضر من واشنطن
وجاء اقتحام مجمع الشفاء الطبي بعد تصريحات أمريكية اعتمدت على أكاذيب إسرائيلية، ما يعني أن واشنطن أعطت الضوء الأخضر لذلك.
وزعم البيت الأبيض أن المعلومات المتوفرة لدى واشنطن تفيد بأن حماس والجهاد الإسلامي تستخدمان المستشفيات في القطاع كمركز لعملياتهما العسكرية، بما فيها مستشفى الشفاء.
وتتعرض مستشفيات القطاع لا سيما في مدينة غزة وشمالها، لاستهداف مستمر بالقصف من طائرات الاحتلال ومدفعيته ما يفاقم من الوضع الكارثي، خاصة مع الحصار المفروض على المستشفيات والمراكز الصحية ونفاد الوقود.
أفادت القناة 12 الإسرائيلية عبر موقعها الإلكتروني، أن عمليات التفتيش التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في جميع أرجاء مستشفى الشفاء، ستستمر لساعات.
وأوضحت القناة بأن المزاعم الأمريكية أمس، بشأن امتلاكها معلومات تشير إلى استخدام حركة حماس المستشفيات لأهداف عسكرية، هي التي شقت الطريق لاقتحام المستشفى.
الأورومتوسطي لحقوق الإنسان يحذر من نوايا الاحتلال في الشفاء
أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن انتقادات حادة تجاه اقتحام قوات الاحتلال لمجمع الشفاء، وأكد المرصد أن "إسرائيل" حولت مباني المجمع إلى مركز للاعتقال والتنكيل، مظهرا مخاوف من استمرار وجود قوات الاحتلال في المجمع لساعات عديدة، ما يثير مخاوف من ترتيب مشهد مصطنع.
وأكد المرصد أن المزاعم التي قدمها جيش الاحتلال حول استخدام مجمع الشفاء لأغراض عسكرية لا تبرر الوقت الطويل المستغرق في تمشيط ومداهمة المجمع، كما أعرب عن تخوفه من حدوث عمليات قتل في ظل استمرار سماع إطلاق نار داخل المجمع منذ اقتحامه.
الاحتلال يفجر مستودعا للأدوية داخل الشفاء
وأفادت وسائل إعلام نقلا عن مصادر من داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة بأن الدبابات الإسرائيلية ما تزال موجودة داخل باحة المجمع وأن جيش الاحتلال فجر مستودعا للأدوية والأجهزة الطبية داخله.
اقرأ المزيد.. عمليات ولادة قيصرية للنساء دون تخدير
إدانات لاقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي
وقد أدان وزير الخارجية أيمن الصفدي الصمت على الوحشية الإسرائيلية بمستشفى الشفاء بغزة، واعتبر الصفدي أن ذلك يوفر غطاء لجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال، متسائلا عن صمت مجلس الأمن عن إخراج أطفال من الحضانات في مستشفى الشفاء.
وفي وقت سابق أصدرت وزارة الخارجية بيانا أدانت فيه اقتحام مستشفى الشفاء ووصفته بأنه انتهاك للقانون الدولي، كما حملت الخارجية "إسرائيل" مسؤولية سلامة الموجودين في المستشفى.
من جانبها قالت الخارجية الفلسطينية، إن اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي. وطالبت بتدخل دولي عاجل لحماية الطواقم الطبية والمرضى والنازحين.
بدوره قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي بغزة عار على جبين من يدعمون العدوان، سياسيا وعسكريا.
وشدد عباس على أن السلطة الفلسطينية رفضت بكل قوة وستظل ترفض كل مخططات تهجير وترحيل أبناء الشعب الفلسطيني، وفق تعبيره.
في الأثناء، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن "إسرائيل" تطبق استراتيجية تدمير كامل لقطاع غزة، وأضاف أردوغان القول:
"أقولها بصراحة إسرائيل دولة إرهاب".
وأضاف أردوغان أن زعماء العالم اجتمعوا في باريس لإدانة مقتل 22 شخصا بواقعة صحيفة شارلي إيبدو، لكنهم صمتوا عند مقتل الآلاف في غزة.
تقدم في مفاوضات صفقة تبادل أسرى بين حماس والاحتلال
على صعيد آخر، تواصلت المباحثات في دولة الاحتلال حول صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، إذ إن رئيس جهاز "الشاباك" الإسرائيلي رونين بار زار مصر لمناقشة ملف الأسرى مع رئيس المخابرات العامة عباس كامل، كما عقد المجلس الوزاري المصغر "كابنيت الحرب" اجتماعا مساء أمس الثلاثاء لبحث صفقة تبادل أسرى دون الخوض في التفاصيل.
وعبرت مصادر أمريكية في واشنطن عن تفاؤلها بشأن الصفقة، مشيرة إلى وصول مسؤول أمريكي مطلع على الملف إلى تل أبيب اليوم الأربعاء؛ وذلك لتقديم مقترح لوقف إطلاق النار مؤقتا، وتدرس حكومة نتنياهو وقف إطلاق النار مؤقتا في قطاع غزة لمدة تتراوح بين 3 إلى 5 أيام.
ووفقا لمصادر عبرية وأمريكية فإن المفاوضات بشأن صفقة تبادل أسرى وصلت إلى مرحلة متقدمة وقد تتضمن الصفقة في مرحلتها الأولية إفراج جيش الاحتلال عن أسرى فلسطينيين أطفال مقابل محتجزين لدى حماس.
اقرأ المزيد.. إدانات المنظمات الإنسانية.. هل تتجاوز الورق لتردع الاحتلال؟