لماذا قطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب

الصورة
قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب
قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب
المصدر
آخر تحديث

قطعت الجزائر علاقاتها دبلوماسيا مع المغرب متذرعة بما زعمت أنها أعمال عدائية، مما أدى إلى تراجع العلاقات الصعبة التي استمرت لعقود بين الجارين في شمال إفريقيا إلى أدنى مستوياتها منذ السبعينيات.

الجزائر والمغرب خلاف قديم يتجدد

ولطالما كانت الجـزائر على خلاف مع الرباط  بسبب دعم الأولى لحركة البوليساريو بشأن الصحراء الغربية ،ويعتبر المغرب أنها جزء من أراضيه.

كما أن الجـزائر وفرت وطناً لسنوات للحركة التي تسعى إلى الاستقلال في منطقة الصحراء الغربية التي يطالب بها المغرب بالكامل.

ووصل التنافس بين البلدين إلى مرحلة جديدة مؤخرا، عندما اعترف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية مقابل إقامة علاقات مع "إسرائيل".

الأمر الذي اعتبرته الجزائر إدخال المغرب لقوة عسكرية أجنبية للمنطقة المغاربية، وفقا لوزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة.

كما أن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يبد أي نية للتراجع عن قرار سلفه ترامب.

دعم انفصاليين وتجسس وتطبيع العلاقات مع  الاحتلال

وأعلن وزير الخارجية الجزائري عن قطع العلاقات في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء الماضي، سرد خلاله سلسلة من المظالم التي تعود إلى عقود، وتتضمن الدعم المغربي المزعوم للانفصاليين في الجزائر والنزاع حول منطقة الصحراء الغربية الذي يدعي المغرب سيادته عليها، كما أشار لعمامرة لأسباب التوتر الأخيرة، بما في ذلك مزاعم التجسس على مسؤولين جزائريين عبر استخدام برنامج  التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس"  وتطبيع العلاقات بين المغرب والكيان المحتل.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن لعمامرة دأب المغرب على ارتكاب "أعمال غير ودية وعدائية وحقيرة" منذ استقلال الجـزائر عام 1962.

كما اتهم المغرب بدعم مجموعتين، ألقت الجـزائر باللوم عليهما في حرائق الغابات المدمرة في البلاد التي خلفت 90 قتيلا على الأقل.

قطع العلاقات نذير بالتصعيد

ويهدد قطع العلاقات الجزائرية المغربية بتصعيد التوترات في منطقة الشمال الإفريقي الغارقة بالفعل في حالة من الفوضى، فتونس جارة الجـزائر تعيش حالة صراع على السلطة بين أقطاب السياسة، بينما تكافح ليبيا من أجل الاستقرار كجزء من مسعى تدعمه الأمم المتحدة لإنهاء ما يقرب من عقد من الاقتتال الداخلي.

قد يكون للخلاف بين حليفين رئيسيين للغرب تداعيات على حرب أوسع ضد الإرهاب في المنطقة، ويمكن أن يعقد اتفاق يسمح للجزائر بنقل الغاز إلى أوروبا عبر المغرب مقابل المدخول الذي يغذي في الغالب محطات الطاقة المغربية التي تعمل بالغاز، ومن المقرر أن تنتهي الاتفاقية في تشرين الأول /أكتوبر القادم.

المغرب تأسف لقرار الجـزائر

 من جانبها عبرت وزارة الخارجية المغربية في بيان عن أسفها للقرار الجزائري واصفة إياه بغير المبرر، كما عبرت الرباط عن رفضها بشكل قاطع لتلك الذرائع المغلوطة والسخيفة، حسب تعبيرها.

دور "إسرائيل" في الخلاف بين المغرب و الجـزائر

واستشهد وزير الخارجية الجزائري بزيارة وزير خارجية الاحتلال يائير لبيد مؤخرا إلى المغرب، والتي انتقد فيها الأخير الجـزائر قائلا: إن الجـزائر تعمل على تطوير العلاقات مع إيران، كما أنها عارضت انضمام "إسرائيل" إلى الاتحاد الإفريقي كمراقب.

وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره "الإسرائيلي" يائير لابيد - الرباط 11 آب

اقرأ المزيد: 7 دول عربية ترفض منح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي

اتهامات نفتها "إسرائيل" قائلة إن اتهامات الجزائر لا أساس لها من الصحة، مضيفة أن المهم هو العلاقات الجيدة للغاية بين "إسرائيل" والمغرب، وأن على الجزائر أن تركز على مشاكلها الخاصة والمشاكل الاقتصادية الخطيرة خصوصا، بدلا من محاولة إيذاء جارتها وإشراك "إسرائيل" في نزاعاتها.

تصريحات تصب الزيت على النار

وفي ظل توتر العلاقات أكثر من المعتاد، أدت تصريحات الدبلوماسي المغربي عمر هلال في الأمم المتحدة في تموز/ يوليو الماضي والتي عبر فيها عن دعمه لتقرير المصير لمنطقة القبائل الجزائرية المضطربة تقليديا إلى صب الزيت على النار، ما دعا الجزائر إلى استدعاء سفيره بالرباط للتشاور بعد تلك التصريحات .

دعوات لحل الأزمة بين الجزائر والمغرب بالحوار

ودعت كل من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية  الجزائر والمغرب 

فمن جانبه عبر أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن أسفه لوصول الحال بين  الجزائر والمغرب إلى حد القطيعة، داعيا البلدين إلى عدم التصعيد وضبط النفس كما حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش البلدين على إصلاح العلاقات الدبلوماسية بينهما.

كما دعت كل من السعودية وليبيا الجزائر والمغرب إلى حل الأزمة بالحوار، فيما عبرت الإمارات عن أسفها.

دلالات
شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00