إيران تضرب تل أبيب بصاروخ "فتاح" وترجيحات بدخول واشنطن على خط النار

الصورة
صاروخ فتاح
صاروخ فتاح
آخر تحديث

تواصلت فجر اليوم الأربعاء موجات التصعيد العسكري بين إيران و"إسرائيل"، وأطلقت إيران للمرة الأولى صاروخ فتاح وهو صاروخ باليستي، فيما شنت تل أبيب ضربات عنيفة طالت منشآت حساسة في طهران، من بينها مواقع مرتبطة بالبرنامج النووي.

وفي الأثناء، تتزايد المؤشرات على قرب تدخل أمريكي مباشر، مع حديث البيت الأبيض عن "سيطرة جوية كاملة" على سماء إيران، وتلميحات باستخدام القاذفات الاستراتيجية.

غارات إسرائيلية تضرب العمق الإيراني

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن أكثر من 50 مقاتلة حربية نفذت غارات في العاصمة طهران خلال الساعات الأخيرة، وسط سماع دوي انفجارات عنيفة، وأوضح أن الضربات استهدفت منشآت لصناعة صواريخ أرض-أرض وأخرى لإنتاج وسائل قتالية. 

كما شملت الهجمات موقعا لتصنيع أجهزة الطرد المركزي، في إطار ما وصفه الجيش بمحاولة لتقويض البرنامج النووي الإيراني. 

وشملت الأهداف أيضا غارة على جامعة الإمام الحسين العسكرية التابعة للحرس الثوري شرقي طهران، لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات. وأكد "قائمقام" مدينة ورامين –جنوب شرقي العاصمة– أن قوات الدفاع الإيرانية أسقطت مسيرة إسرائيلية في محيط المدينة.

إيران ترد.. صاروخ فتاح الفرط صوتي

وفي رد هو الأعنف حتى الآن، أطلق الحرس الثوري الإيراني وابلا من الصواريخ في الساعات الأولى من صباح الأربعاء ضمن "عملية الوعد الصادق 3"، وأكد الحرس استخدام الجيل الأول من صاروخ فتاح الباليستية الفرط صوتية لأول مرة، في ما وصف بأنه تصعيد نوعي في ساحة المواجهة.

وأشار إلى أن الصواريخ اخترقت منظومة الدفاع الإسرائيلية وأحدثت أضرارا مادية وهزت الملاجئ، في رسالة وصفها بأنها "موجهة إلى حليفة "إسرائيل" المتوهمة والمحرضة على الحرب"، في إشارة إلى الولايات المتحدة.

وبحسب موقع "آرمي تكنولوجي" المتخصص في الشؤون العسكرية، فإن صاروخ فتاح يتميز بسرعة تتراوح بين 13 و15 ماخا، ومدى يصل إلى 1400 كيلومتر. ويضم الصاروخ فوهة متحركة ومنظومة توجيه تتيح له تغيير المسار أثناء الطيران، بما في ذلك المناورات الجانبية والدورانية داخل وخارج الغلاف الجوي.

 كما أعلن عن اعتراض ثلاث مسيّرات إيرانية، إحداها في شمال البلاد واثنتان في منطقة البحر الميت.

مستشفيات "إسرائيل" تستقبل عشرات الجرحى جراء الضربات الإيرانية

وأفادت وزارة الصحة الإسرائيلية بأن 94 مصابا وصلوا إلى المستشفيات الليلة الماضية نتيجة الضربات الإيرانية، وذكرت مصادر إعلامية أن الصواريخ الإيرانية سقطت على "إسرائيل" بعدما أخفقت الدفاعات الجوية في اعتراضها، مما أدى إلى اندلاع حرائق وأضرار بأحد المباني ضمن رشقتين صاروخيتين شملتا نحو 30 صاروخا خلال أقل من ساعة.

وذكرت القناة الـ12 العبرية أن أضرارا لحقت بمبنى في وسط "إسرائيل" جراء الرشقة الصاروخية الإيرانية، كما سقطت شظايا صواريخ على مبنى في المنطقة الشمالية، في حين اندلعت حرائق بمناطق مفتوحة نتيجة سقوط الصواريخ الإيرانية أو شظاياها.

إيران تستخدم صاروخ فتاح الفرط صوتي

ورغم أن صاروخ فتاح لا يتمتع بمواصفات الرأس الحائم الكاملة التي تميز الوحدات الفرط صوتية الروسية أو الصينية، فإن قدرته على المناورة بسرعات خارقة تفوق 12 ماخا تجعله تحديا بالغ الصعوبة أمام أنظمة الاعتراض التقليدية، التي صممت أساسا لمواجهة مسارات أكثر تنبؤا. 

وقد كشف رسميا عن صاروخ فتاح عام 2023 في حفل عسكري حضره كبار قادة الحرس الثوري ومسؤولو الصناعات الدفاعية الإيرانية، بوصفه أحد أبرز إنجازات البرنامج الصاروخي الإيراني. 

ووفقا للبيانات الرسمية، فإن الصاروخ قادر على إصابة أهداف تبعد حتى 1400 كيلومتر، بسرعة تقارب 15.000 كيلومتر في الساعة، مما يمنحه ميزة تفوق جوي وتهديدا جديا حتى لأكثر المنظومات الدفاعية تقدما.

خلية مرتبطة بالموساد في قبضة الأمن الإيراني

في تطور أمني مواز، أفادت وكالة "مهر" الإيرانية بوقوع اشتباك في مدينة ري جنوب طهران بين قوات الأمن الإيرانية وعناصر يُشتبه في ارتباطهم بجهاز الموساد الإسرائيلي. وأعلنت الوكالة إحباط مخطط لشن هجمات في مناطق مكتظة بالسكان، واعتقال عناصر الخلية، دون الكشف عن عددهم أو هوياتهم. 

أما وكالة "فارس"، فأكدت اعتقال 5 أشخاص في مدن خرم آباد، وبروجرد، ودورود، كانوا يسعون إلى تنفيذ عمليات لصالح الموساد.

وقد أعلن قبل يومين اعتقال خلية مرتبطة بالموساد في مدينة ري، وضبط مواد متفجرة ومعدات لتصنيع طائرات مسيرة بحوزتها.

عمليات سرية للموساد في العمق الإيراني

كشفت وسائل إعلام عبرية عن تنفيذ جهاز الموساد لثلاث عمليات سرية داخل إيران تزامنا مع هجوم الجمعة الماضي. وقالت إن فرق "كوماندوز" إسرائيلية تمكنت من زرع أنظمة تشغيلية لأسلحة دقيقة قرب منظومات صواريخ أرض-جو في إيران، وتم إطلاقها دفعة واحدة خلال الغارات الجوية.

وفي عملية أخرى، تمكن عملاء الموساد من تثبيت أنظمة هجومية متطورة على مركبات مدنية تم استخدامها لتدمير الدفاعات الجوية الإيرانية مع بدء الهجوم.

كما جرى –وفقا للتقارير– تفعيل طائرات مسيّرة مفخخة من داخل إيران استهدفت قواعد إطلاق الصواريخ في قاعدة "أشفق آباد" قرب طهران.

ترامب: لا استهداف للمرشد حاليا.. لكننا نسيطر على سماء إيران

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه عقد اجتماعا مع فريقه للأمن القومي لم يسفر عن قرار نهائي بشأن شن هجوم على إيران، لكنه شدد على أن المرشد الأعلى علي خامنئي "هدف سهل"، مؤكدا أنه "لن يستهدف في الوقت الحالي". 

وفي تصريحات لاحقة، قال ترامب: "نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى في إيران.. صبرنا ينفد.. لا نريد استهداف جنودنا"، مشيرا إلى أنه سيكون في غرفة الأزمات صباح الثلاثاء للتعامل مع تطورات الملف الإيراني. 

وأضاف ترامب: "ما نريده هو نهاية حقيقية للصراع، لا مجرد وقف لإطلاق النار"، مؤكدا أن "الرضوخ الكامل من إيران" هو الهدف النهائي.

تحركات عسكرية أمريكية.. وواشنطن تقترب من المعركة

نقلت "فوكس نيوز" عن مسؤول في البيت الأبيض أن توجيه ضربات أمريكية لمنشآت نووية إيرانية بات مطروحا بجدية، وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن ترامب يناقش ذلك في اجتماعات مجلس الأمن القومي. 

ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قولهم إن ترامب يدرس شن ضربة على منشأة "فوردو" النووية، بدفع من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

وفي إطار الحشد العسكري، يجري الجيش الأمريكي نقل مقاتلات إف-16، وإف-22، وإف-35 إلى قواعد في الشرق الأوسط. كما أرسلت قاذفات "بي 52" إلى جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، وفقا لمصادر أمريكية، وأكد أن هذا الوجود يهدف لإتاحة خيارات عسكرية في حال فشل المسار الدبلوماسي.

وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، شاركت بطاريات "ثاد" الأمريكية في اعتراض الصواريخ الإيرانية الأخيرة، رغم إعلان واشنطن أنها ما تزال تتجنب الانخراط المباشر في الحرب التي دخلت يومها السادس.

استعدادات إيرانية وتلويح برد واسع

من جانبها، حذرت إيران من أن أي تدخل أمريكي في الحرب سيقابله هجوم مباشر على قواعد الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أن إيران جهزت صواريخ وزرعت ألغاما بحرية في مضيق هرمز استعدادا لاحتمال المواجهة. 

كما أكدت الصحيفة أن طهران قد تلجأ إلى حلفائها من الحوثيين في اليمن لاستهداف السفن في البحر الأحمر، في حين قد تشارك فصائل عراقية وسورية موالية لها في استهداف القواعد الأمريكية.

وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من 40 ألف جندي أمريكي باتوا في حالة تأهب قصوى في القواعد المنتشرة بالمنطقة، وأن واشنطن نقلت 30 طائرة للتزود بالوقود إلى أوروبا لدعم عمليات جوية واسعة النطاق، في حال تقرر توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية. 

وختمت المصادر الأمريكية بأن "إسرائيل" لا يمكنها توجيه ضربة حاسمة للبرنامج النووي الإيراني دون دعم أمريكي لوجستي، وربما غطاء جوي لقوات كوماندوز إسرائيلية تنفذ مهامها داخل إيران.

اقرأ المزيد.. تل أبيب تعلن اغتيال رئيس هيئة الأركان الإيراني

دلالات
00:00:00