أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى بالمحكمة الجنائية الدولية، اليوم، قرارين برفض الطعون التي قدمتها دولة الاحتلال الإسرائيلي بموجب المادتين 18
استهداف مستشفى الشفاء مستمر في ظل تفاقم الوضع الكارثي داخله
أطفال الخدج في خطر متفاقم
يحاصر مستشفى الشفاء الطبي منذ أكثر من أربعة أيام في ظل اقتراب المعارك التي يخوضها المقاومون مع جيش الاحتلال من محيطه، وقد كثفت طائرات الاحتلال من قصف محيط المستشفى وعدد كبير من غرفه ومداخله وبعض أقسامه، في حين يناشد المرضى والأطباء ومدير المستشفى بضرورة التحرك العاجل لوقف ما وصفوها بالمجزرة بحق كل من بالمستشفى.
إدانات دولية واسعة لاستهداف مستشفى الشفاء
وأدانت عشرات الدول والمنظمات الدولية والطبية استهداف جيش الاحتلال وطائراته للمستشفى وأقسامه وتعريض كل من فيه لخطر الموت، وكانت هذه أبرز الإدانات:
-
رئيس الوزراء الاسكتلندي: أدان رئيس الوزراء الاسكتلندي استهداف الشفاء، وقال إن أطفال غزة يحتاجون إلى وقف فوري لإطلاق النار ونقلهم إلى مكان آمن.
-
رئيس الوزراء الفلسطيني: قال رئيس الوزراء الفلسطيني إن قوات الاحتلال جعلت من مجمع الشفاء عنوانا للسيطرة على غزة وحولته إلى ثكنه عسكرية، ما يعرض حياة كل من فيه للخطر، لافتا إلى استشهاد نحو 20 مريضا في المستشفى إثر استهدافه.
-
إيران: أدانت إيران حصار مستشفى الشفاء، ووصفت استهدافه بالجريمة الوقحة، كما حملت المسؤولية للولايات المتحدة الأمريكية جنبا إلى جنب مع دولة الاحتلال، واصفة الجرائم المرتكبة بحق الجرحى والمرضى والنازحين في المستشفى بأنها جرائم غير قابلة للوصف.
-
منظمة الصليب الأحمر: قالت منظمة الصليب الأحمر إن خطورة كبيرة تحيط بمجمع الشفاء الطبي، مبينة أنه لا يمكن لطواقمها أن تتحرك من المستشفى أو باتجاهه، وأكدت المنظمة أن فرقها تتعرض لما يتعرض له جميع من هم في المستشفى من الأطباء والمرضى والنازحين.
-
منظمة الصحة العالمية: بينت منظمة الصحة العالمية أن الوضع في مستشفى الشفاء خطير جدا بعد مرور ثلاثة أيام دون كهرباء أو ماء في جميع أقسام المستشفى، ووصف مدير المنظمة أن تبادل إطلاق النار والقصف المتواصل في محيط المستشفى يحول الظروف الصعبة أصلا إلى خطيرة ولا يمكن تخيلها.
-
منظمة أطباء بلا حدود: حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" من استهداف المستشفيات وخاصة مجمع الشفاء، وأشارت إلى أن المستشفيات في محافظة غزة قد تتحول إلى مشرحة؛ كل من فيها معرض للموت.
-
منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان: وصفت هذه المنظمة الوضع في مجمع الشفاء بالخطر، وقالت إن طفلين رضيعين على الأقل توفيا بالفعل، في ظل موت محدق يهدد حياة 37 آخرين.
حماس تؤكد أنه لا تمركز لها في مستشفى الشفاء
وتزعم دولة الاحتلال الإسرائيلي أن حركة المقاومة الإسلامية حماس تتمركز في أنفاق تحت مجمع الشفاء، وأنها جزء من إدارته وتستخدمه لغايات قصف المستوطنات، فيما أكدت حماس في أكثر من بيان لها أنها لا تستخدم أيا من مستشفيات القطاع لأغراض عسكرية، وأنها ليست طرفا في إدارة مجمع الشفاء الطبي أو غيره من المستشفيات.
وطالبت حماس في توضيح لها، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي بالتدخل وإدخال الوقود إلى جميع مستشفيات القطاع لإنقاذ الجرحى والمرضى.
ووصفت الحركة عرض جيش الاحتلال بتزويد مستشفى الشفاء بـ 300 لتر من الوقود؛ استخفافا بآلام المرضى والأطفال الخدج، إضافة إلى أنه عرض غير واقعي من حيث تنفيذه، حيث لم يبين جيش الاحتلال آلية وصول الوقود في ظل حصار مطبق يعاني منه المجمع، حاله كحال عشرات المستشفيات.
دولة الاحتلال تنفي نفاد الكهرباء في الشفاء
وفي ظل ما ترصده الكاميرات وما ينقله الناشطون وما يقوله مدير مجمع الشفاء الطبي، يقابل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ هذه الحقائق والصور بنفيها وادعاء أن حماس "تبالغ" في وصف المشهد في مستشفى الشفاء.
حيث نفى هرتسوغ نفاد الكهرباء في مجمع الشفاء، وقال ردا على سؤال وجهته له إذاعة "بي بي سي" حول الوضع في مستشفى الشفاء؛ أن كل شيء يعمل في المستشفى، وأن الجيش متأكد من أن المقر الرئيسي لحماس هو تحت مبنى المجمع الطبي.
كما حمل هرتسوغ حماس مسؤولية قصف المستشفى، مدعيا أن قذائف أطلقتها فصائل المقاومة في غزة هي التي أصابت مجمع الشفاء يوم الجمعة.
اقرأ المزيد.. بحر غزة.. الشاهد الأبرز على وهن الاحتلال الإسرائيلي أمام كوماندوز المقاومة
الوضع في مستشفى الشفاء اليوم
وارتفع عدد الوفيات من الجرحى والمرضى والنازحين في مجمع الشفاء الطبي إلى 20 شخصا من بينهم ستة أطفال خدج خلال 48 ساعة فقط، وذلك بسبب نفاد الأكسجين وانقطاع الوقود والقصف المتواصل على محيط المستشفى بحسب ما بين المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، مضيفا أن نحو 200 عائلة في محيط مستشفى الشفاء لا يمكنها التحرك من منازلها، كما أن نحو 100 جثة تتحلل في ساحة مستشفى الشفاء ولا يمكن دفنها بسبب استهداف جنود الاحتلال لأي شيء يتحرك، حيث تحاصر آليات الاحتلال ودباباته وقناصوه المستشفى من جميع الجهات، وأضاف المتحدث باسم وزارة الصحة أنه لا يمكن للكوادر الطبية أن تحصي عدد الجرحى والشهداء في أقسام المستشفى إثر هذا الحصار المطبق.
ودمرت آليات الاحتلال مبنى قسم القلب في مستشفى الشفاء بالكامل بحسب ما أكدت وزارة الصحة في غزة، فيما قالت إنه ما يزال عشرات آلاف النازحين والمرضى عالقين في المستشفى.
ويوجد في أقسام مستشفى الشفاء ما لا يقل عن 650 مريضا منهم ما لا يقل عن 17 مريضا في العناية المركزة، جميعهم جاؤوا بحالات صعبة إلى المستشفى، فيما كان في الخداج 40 طفلا جميعهم مهددون بالموت، إضافة إلى ما لا يقل عن 15 ألف نازح كانوا يتخذون من ممرات المستشفى ملاذا لهم.
وحذر مدير مجمع الشفاء الطبي هشام زقوت من أن الوضع الكارثي في المستشفى يزداد صعوبة في ظل عدم السماح لأي أحد بالدخول إليه أو الخروج منه.
اقرأ المزيد.. شهر كامل من العدوان على غزة.. لا أهداف إسرائيلية محققة سوى المجازر
أطفال الخدج في خطر
وأظهرت صور نقلها ناشطون من داخل مجمع الشفاء الطبي أطفالا رضع تم لفهم ببطانيات ووضعهم على أسرة المستشفى المخصصة للكبار، بعد نفاد الكهرباء عن الحاضنات الخاصة بهم في ظل حاجتهم الماسة للأكسجين.
ونظرا للضغط الإعلامي حول الخطر المحدق بمجمع الشفاء الطبي، أعلن الناطق باسم جيش الاحتلال مساء أمس أن الاحتلال وافق على إجلاء الأطفال الخدج من المستشفى إلى مكان أكثر أمانا حسب وصفه، ولكنه لم يحدد كيفية تنفيذ عملية الإخلاء.
وقالت منظمة الصليب الأحمر إن المناقشات مفتوحة حول آلية إجلائهم، إلا أن القصف بالقرب من المستشفى يجعل من الأمر معقدا وخطيرا للغاية، إضافة إلى أنه لا توجد أي منشأة طبية أخرى في كافة قطاع غزة يمكنها استيعاب هذا العدد الكبير من الأطفال الخدج.
وجدد جيش الاحتلال دعواته لإخلاء مجمع الشفاء الطبي، فيما يؤكد مدير المستشفى أن هذا الأمر غير ممكن بل ومستحيل في ظل العدد الهائل من المرضى والجرحى والنازحين، إضافة إلى عدم وجود أي مستشفى آمن يمكن نقل المصابين إليه في ظل استمرار القصف والتهديد.
أين يقع مستشفى الشفاء؟
يقع مجمع مستشفى الشفاء في شمال قطاع غزة في المنقطة الغربية الوسطى من محافظة غزة، وبالتحديد ما بين شارع عز الدين القسام وشارع الوحدة، وفي محيطه يوجد مسجد الشفاء، وتبلغ المساحة الكاملة للمجمع 45 ألف م2.
اقرأ المزيد.. مادة توثيقية عن مستشفيات غزة.. قصة صمود خلال الحرب وقبلها