الفلسطينيون يحيون يوم الأرض وهم أكثر تمسكا بهويتهم

الصورة
المصدر

بدأت فعاليات الذكرى الـ46 لـ يوم الأرض الذي يحيه الفلسطينيون في كل عام في الثلاثين من آذار، من قرية سعوة في منطقة النقب بزراعة أراضي البلدة التي تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتجريف أراضيها وحرثها منذ أكثر من عدة شهور، ليثبت الفلسطينيون تمسكهم بأرضهم وهويتهم الوطنية.

وتتعرض النقب وهي جزء من الأراضي الفلسطينية التي تعمل سلطات الاحتلال على مصادرة أراضيها وطرد سكانها الذين ما يزالون يتشبثون بأرضهم وهويتهم ويقفون بوجه كل من يحاول النيل من قضيتهم العادلة والاقتراب من أرضهم، مؤكدين أن قضيتهم ومعركتهم هي الأرض.

ويحرص أبناء الشعب الفلسطيني على إحياء ذكرى يوم الأرض، وذلك من خلال تنظيم سلسلة نشاطات تذكر العالم بقضيتهم ، إذ تقام هذا العام فعاليات أعدتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية واللجان الشعبية في فلسطين 48، ويتخللها وضع أكاليل الزهور على أضرحة شهداء يوم الأرض، في سخنين وعرابة ودير حنا وكفر كنا والطيبة.

وقامت اللجان الشعبية صباح اليوم الأربعاء بزيارة بيوت عائلات الشهداء، وأضرحة الشهداء حيث تم وضعت أكاليل الزهور على الأضرحة، وكذلك وضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري لشهداء يوم الأرض الخالد.

 رئيس بلدية سخنين، د. صفوت أبو ريا، قال إن "هذه الذكرى ستبقى خالدة في قلوبنا، هذه الانتفاضة حيث كانت هامة ومفصلية في تاريخ شعبنا، وأن القضية وهي الأرض التي استشهد من أجلها الشهداء لا زالت حاضرة في الوقت الذي تتواصل فيه مخططات الاقتلاع والمصادرة بحق أبناء شعبنا".

كما تنطلق مسيرة تجوب شوارع سخنين البلدة القريبة من الجليل في شمال فلسطين لتستمر نحو عرابة وتلتحم هناك في مسيرة شعبية من بلدة البطوف عند النصب التذكاري شرق المدينة،ليقام المهرجان المركزي بحضور  جماهير كبير.

وحيت لجنة المتابعة والفعاليات والقوى الوطنية والشعبية شهداء يوم الأرض الخالد الذين رووا بدمائهم الزكية ثرى فلسطين وضحوا بأنفسهم دفاعا عن الحق والكرامة.

وأكدت لجنة المتابعة في بيان اليوم على تعزيز بناء الوحدة الوطنية، ورصها وترسيخها، وأن يوم الأرض هو محطة مركزية، ونقطة تحول في نضال الجماهير العربية.

مناسبة يوم الأرض.                  

في الثلاثين من شهر آذار عام 1976،  هب الشعب الفلسطيني في المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 في موقف موحد في إضراب شامل ومظاهرات شعبية عارمة، حيث فتحت قوات الاحتلال النار على المتظاهرين مما أدى إلى استشهاد 6 فلسطينيين وهم: الشهيدة خديجة شواهنة، والشهيد رجا أبو ريا، والشهيد خضر خلايلة من أهالي سخنين، والشهيد خير أحمد ياسين من قرية عرابة، والشهيد محسن طه من قرية كفركنا، والشهيد رأفت علي زهدي من قرية نور شمس واستشهد في قرية الطيبة، إضافة لعشرات الجرحى والمصابين، وبلغ عدد الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 300 مواطن فلسطيني.

 كان السبب المباشر في هبة يوم الأرض هو قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلية بمصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها من المناطق الفلسطينية، لتخصيصها للمستعمرات اليهودية، في سياق مخطط تهويد الجليل.

ومن خلال قانون " أملاك الغائبين" الذي سنته سلطات الاحتلال الإسرائيلي قامت بموجبه بمصادرة أراضي الفلسطينيين الذين طردوا أو نزحوا بسبب الحرب، ومصادرة الأراضي التي ترغب في إقامة مستعمرات بداخلها، الأمر الذي سهل على اليهود الجدد الذين يأتون إلى فلسطين لشراء  تلك الأراضي المصادرة من الدولة.

وفي بيان صادر عن مركز الإحصاء الفلسطيني اليوم بمناسبة يوم الأرض، أكد فيه سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من 85% من أرض فلسطين التاريخية.

وأشار البيان إلى أن عدد الفلسطينيين بلغ في نهاية العام الماضي قرابة 13 مليوناً و800 ألف، يعيش من بينهم خمسة ملايين و 300 ألف داخل أراضي السلطة الفلسطينية، ومليون و600 ألف في الأراضي المحتلة عام 1948، و6 ملايين و200 ألف في الشتات ،وفي الدول الأجنبية 738 ألفاً.

 وأظهر البيان أن الاستيطان شهد زيادة كبيرة في الضفة الغربية في 2021 بواقع بناء أكثر من 12 ألف وحدة استيطانية منها 9 آلاف وحدة على أراضي مطار قلنديا في القدس، بالإضافة إلى المصادقة على مخططات تتضمن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في جميع أنحاء الضفة والقدس.

00:00:00