يوم الغفران اليهودي... صورة للعذاب الفلسطيني تحت الاحتلال

الصورة
طفل مقدسي مع دراجته الهوائية يقف على حاجز نصبته شرطة الاحتلال الإسرائيلي
طفل مقدسي مع دراجته الهوائية يقف على حاجز نصبته شرطة الاحتلال الإسرائيلي
المصدر

في يوم الغفران أو ما يسمى بيوم "كيبور"، الذي يعد أحد أبرز الأعياد الدينية اليهودية، يعيش المقدسيون تجربة صعبة تتزامن مع صراع حياتهم اليومية في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

عيد لليهود وتضييق على الفلسطينيين

يشهد الفلسطينيون في القدس المحتلة في يوم الغفران تشديدا إسرائيليا على حركتهم وحياتهم اليومية، حيث تضع سلطات الاحتلال حواجز وسواتر حديدية ومكعبات أسمنتية على مداخل الأحياء ومخارجها، مما يتسبب بشلل تام في جميع نواحي الحياة. ولا تقتصر الأمور على ذلك فقط، بل تُغلَق الدوائر الحكومية والعيادات الطبية أيضا، ما يعني لأهل القدس صعوبة في الوصول إلى وجهاتهم الضرورية، ومهما حاول المقدسيون تجاوز المحنة التي يسببها يوم الغفران لهم، إلا أنه أمر واقع يعيشونه كل مرة. 

وتبذل سلطات الاحتلال الإسرائيلي كل جهدها في تقييد حركة الفلسطينيين في يوم الغفران، حيث تُقيَّد حركة السيارات بشكل خاص من الشطر الشرقي لمدينة القدس، وتمنع وصولها إلى شطرها الغربي، كما تشل هذه المناسبة مرافق الحياة المهمة، كالمدارس والجامعات والمؤسسات والمصالح التجارية، مما يصعب على أهل القدس الاستمرار بأعمالهم اليومية والطبيعية. 

ما هو يوم الغفران

يعد يوم الغفران أقدس أعياد اليهود، وهو المتمم لـ"أيام التوبة والغفران العشرة" -حسب المعتقد اليهودي- والتي تبدأ بيوم رأس السنة العبرية الجديدة ويصوم فيه المتدينون 25 ساعة.

وحسب معتقدهم فإن يوم الغفران هو يوم نزول النبي موسى عليه السلام من سيناء للمرة الثانية ومعه ألواح الشريعة، معلنا أن الرب غفر لليهود خطيئتهم في عبادة العجل الذهبي.

ويحل يوم الغفران هذا العام مع غروب شمس الأحد الموافق لـ 24 من أيلول 2023، وينتهي الصيام مع غروب شمس الإثنين الموافق لـ 25 من الشهر نفسه، في حين استبق المستوطنون وجماعات الهيكل الحشد من أجل اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى. 

يلتزم اليهود في هذا اليوم بالامتناع عن ممارسة الأعمال اليومية كالأكل والشرب، وارتداء الأحذية المصنوعة من الجلد، والتطيب والاغتسال والجماع، وإشعال النار، والكتابة بقلم، وتشغيل السيارات.

طقوس دينية يهودية

كما يحرم على المزارعين العمل في حقولهم أو حلب الأغنام والأبقار، ويتم إغلاق المعابر الجوية والبرية والبحرية، وتتوقف المؤسسات العامة والخاصة والمدارس والجامعات عن العمل، كما يحرم على السيارات ووسائل النقل العامة الحركة في هذا اليوم، وتتوقف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة عن العمل.

يوم الغفران يعطل حياة تجار القدس

في يوم الغفران تنقلب الحياة التجارية في القدس رأسا على عقب، وذلك بفعل التضييقات والإجراءات الإسرائيلية التي تقيد حركة التجار وتجعل من اليوم تحديا كبيرا للبقاء على قيد الحياة.

هناك ما يقارب 2018 محلا تجاريا يُغلَق قسرًا في يوم الغفران في القدس، بينها 1372 محلا في البلدة القديمة و646 محلا في 7 شوارع تجارية محيطة بها. هذا الإغلاق القسري يُعد تقطيعا لأوصال أحياء القدس وتصفية للحياة فيها خلال هذا اليوم الديني الخاص باليهود. 

ويتعرض التجار والمواطنون الفلسطينيون لاستفزازات مستوطنين إسرائيليين أثناء توجههم للصلاة في حائط البراق، منها استفزازات لفظية عنصرية، واعتداء على المقدسات الدينية الإسلامية، ما يزيد من حدة التوترات في هذا اليوم.

شارع فارغ خلال يوم الغفران

وتمتد التضييقات على التجار الفلسطينيين في القدس إلى أيام أخرى بالإضافة إلى يوم الغفران، وتشمل هذه التضييقات فرض الضرائب والمخالفات التعسفية والتدابير التي تستهدف تفريغ الأسواق من التجار الفلسطينيين. وتهدف هذه الإجراءات إلى تحقيق التهويد المستمر للقدس وجعل الأسواق خالية من التجار العرب والمسلمين والمسيحيين. 

حتى الآن، أدت هذه التضييقات إلى إغلاق 352 محلا تجاريا في البلدة القديمة، مما أسفر عن انخفاض حركة التسوق وتراجع الاقتصاد في هذا الجزء الهام من القدس التاريخية.

اقرأ المزيد... هيومن رايتس: "اسرائيل" تطبّق الفصل العنصري ضد الفلسطينيين

00:00:00