أعاد الإعلان الإسرائيلي الاعتراف بما يسمى "جمهورية أرض الصومال" إحياء ملف قديم جديد، ظل لعقود حبيس الجغرافيا السياسية للقرن الإفريقي، ومعلقا
رفض أردني ودولي لاعتراف "إسرائيل" بـ"أرض الصومال"
تحذير من التداعيات الخطيرة لهذه الخطوة
أعلن الأردن وعدد من الدول العربية والإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي موقفا رافضا لإعلان "إسرائيل" الاعتراف بما يسمى "أرض الصومال"، محذرين من التداعيات الخطيرة لهذه الخطوة على الأمن الإقليمي والدولي.
الأردن ضمن موقف جماعي رافض
شارك الأردن في بيان مشترك صادر عن منظمة التعاون الإسلامي ووزراء خارجية 21 دولة عربية وإسلامية، وأكد الرفض القاطع لإعلان "إسرائيل" الاعتراف بإقليم "أرض الصومال" الواقع ضمن جمهورية الصومال الفدرالية.
البيان، الذي نشر عبر وزارة الخارجية الأردنية، شدد على أن هذا الإجراء غير المسبوق يمثل تهديدا مباشرا للسلم والأمن في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، ويمتد أثره إلى الأمن الدولي.
خرق للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة
أوضح البيان أن الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول ذات السيادة يشكل سابقة خطيرة تقوض المبادئ المستقرة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ولا سيما ما يتعلق باحترام سيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها.
كما أدان بأشد العبارات الخطوة الإسرائيلية، واعتبرها خرقا سافرا للشرعية الدولية وعدم اكتراث واضحا بالقانون الدولي.
رفض الربط بتهجير الفلسطينيين
أكد البيان المشترك الرفض القاطع لأي محاولة لربط الاعتراف بإقليم "أرض الصومال" بمخططات تهجير الشعب الفلسطيني، محذرا من خطورة توظيف قضايا السيادة الإقليمية لتبرير سياسات غير مشروعة تمس الحقوق الثابتة للشعوب.
وأثار إعلان "إسرائيل" الاعتراف بـ"جمهورية أرض الصومال" موجة استنكار وتنديد عربي وإسلامي وإقليمي واسع، وسط تحذيرات من أن الخطوة تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وتهديدا مباشرا لاستقرار الصومال وأمن منطقة القرن الإفريقي.
الموقف الصومالي الرسمي
أعلنت الحكومة الصومالية رفضها القاطع للاعتراف الإسرائيلي، مؤكدة أن الصومال دولة واحدة غير قابلة للتجزئة، وأن إقليم "أرض الصومال" جزء لا يتجزأ من أراضيها ذات السيادة.
وشددت مقديشو على أن أي اعتراف يسعى إلى تقويض وحدة البلاد يعد باطلا ولاغيا ولا يترتب عليه أي أثر قانوني.
وحذرت الحكومة الصومالية من أن الخطوة الإسرائيلية تقوض السلام والاستقرار الإقليمي، وتفاقم التوترات في القرن الإفريقي والبحر الأحمر وخليج عدن، كما قد تهيئ بيئة ملائمة للجماعات المتطرفة لاستغلال حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني.
الموقف الأمريكي قيد الدراسة
هذا وقد أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن الولايات المتحدة لا تعتزم الاعتراف بـ"أرض الصومال" في الوقت الراهن، مؤكدا أن أي خطوات محتملة بهذا الشأن ما تزال قيد الدراسة.
ويتصرف إقليم "أرض الصومال"، الذي لا يتمتع باعتراف رسمي منذ إعلانه الانفصال عن الصومال عام 1991، باعتباره كيانا مستقلا إداريا وسياسيا وأمنيا، مع عجز الحكومة المركزية في مقديشو عن بسط سيطرتها على الإقليم، أو تمكن قيادته من انتزاع الاستقلال.
ورحبت سلطات إقليم "أرض الصومال" بإعلان "إسرائيل" الاعتراف بالإقليم كـ"دولة ذات سيادة"، معتبرة الخطوة دعما لمطالبها بالحصول على اعتراف دولي.
وقالت سلطات الإقليم، في بيان رسمي، إن هذا الاعتراف قد يفتح المجال لإقامة علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل" مشيرة إلى اهتمامها بالانخراط في ما يُعرف بـ"اتفاقيات أبراهام"، في سياق توسيع حضورها الخارجي على المستويين السياسي والدبلوماسي.