تنطلق يوم الأحد المقبل فعاليات مهرجان التمور السادس في فندق الانتركونتننتال من الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار
الأردن يحتضن مرصدا إقليميا للأمن الغذائي
رعى رئيس الوزراء بشر الخصاونة، اليوم الإثنين، انطلاق أعمال الدورة 37 للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للشرق الأدنى، تحت عنوان "تسريع تحول نظم الأغذية الزراعية الإقليمية لتحقيق الأمن الغذائي والزراعة المستدامة في خضم الأزمات المتعددة التي تواجه المنطقة" وأعلن خلاله عن اختيار الأردن مركزا للمرصد الإقليمي للأمن الغذائي لدول منطقة المشرق.
ويشارك في المؤتمر 30 وزيرا وجاهيا، و15 وزيرا عن بعد، وممثلو 19 منظمة دولية، و17 مراقبا دوليا، وقادة من جميع أنحاء المنطقة لوضع إطار لاتفاق إقليمي بشأن المستقبل والعمل المشترك بما يضمن الوصول إلى نظم أغذية زراعية مستدامة ذات أهداف محددة، ولضمان توفير الأمن الغذائي لملايين السكان في المنطقة.
تحديات هدر الطعام وتقليل الفاقد
وأكد رئيس الوزراء في كلمة افتتاحية على أهمية هذا الاجتماع الوزاري، الذي يأتي في ظل ظروف وتحديات إقليمية كبيرة، وفي أعقاب أزمات عالمية جعلت الحاجة ملحة لتطوير آليات من شأنها تعزيز الاعتماد على الذات، وتحقيق التكامل بين الدول من أجل تحقيق الأمن الغذائي، كجائحة كورونا، وتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية.
وأضاف الخصاونة أن التحول إلى نظم غذائية أكثر فاعلية وشمولا في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا بات أمرا ملحا؛ وذلك لتوفير غذاء صحي وآمن، خصوصا مع التزايد الكبير في أعداد السكان في المنطقة، وندرة المياه والتغير المناخي، وذلك عبر معالجة تحديات توافر الأغذية، وتسهيل الوصول إليها، وثباتها، واستخدامها بطرق توفر للمنتجين من أصحاب الحيازات الصغيرة والمجتمعات الريفية فرصا لزيادة الدخل والتوظيف وإنتاج الأغذية.
وأشار إلى أن الأردن يسعى جاهدا لتحقيق تحول شامل في قطاعه الزراعي ونظمه الغذائية، مع مراعاة جميع العوامل والخدمات خلال سلسلة القيمة كالصناعات الغذائية والنقل وسلاسل التوريد وغيرها.
وأضاف أن من بين التحديات التي نواجهها جميعا هو الهدر الكبير للطعام وتقليل الفاقد، مؤكدا أن الإدارة الحصيفة للفاقد والهدر ستسهم في سد جوع ملايين البشر الذين يعانون من نقص الطعام.
وفي سياق متصل، استقبل الخصاونة مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة شو دنيو، ووزراء الزراعة لعدد من الدول الشقيقة والصديقة المشاركين في أعمال المؤتمر، حيث رحب بضيوف الأردن، مؤكدا أهمية انعقاد المؤتمر لتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات في المجال الزراعي.
المؤتمر فرصة لتبادل الخبرات والتجارب في مجالات الأمن الغذائي والزراعة
بدوره، أشاد مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة باستضافة المملكة لأعمال الدورة السابعة والثلاثين للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للشرق الأدنى، وبجهود المملكة في مجالات الزراعة والأمن الغذائي، مؤكدا على أن المؤتمر هو فرصة كبيرة لتبادل التجارب والخبرات وتعزيز التعاون لتحقيق هذه المتطلبات.
وفي كلمة ألقاها خلال افتتاح المؤتمر، رحب مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، شو دنيو، بالمشاركين، وأشار إلى أن العالم ومنطقة الشرق الأوسط يتابعان الأوضاع والتحديات التي تشهدها غزة والسودان والعديد من الدول في المنطقة، وبشكل خاص المعاناة التي يعيشها سكان قطاع غزة، معربا عن الأمل في الخروج من هذه الأزمة.
وأكد على دور منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في تخفيف معاناة سكان القطاع منذ بدايات الأوضاع في غزة، وذلك بالشراكة مع المنظمات المعنية.
وعبر أمله بإسهام مناقشات المؤتمر في إيجاد حلول لمواجهة التحديات التي تواجهها العديد من دول وشعوب العالم.
الجوع في الدول العربية بأعلى مستوياته
ووفقا لأحدث أرقام منظمة الأغذية والزراعة، وصل الجوع في الدول العربية إلى أعلى مستوياته منذ بداية الألفية في عام 2022، حيث يعاني 59.8 مليون شخص من نقص التغذية. ويمثل هذا زيادة بنسبة 75.9% عن عام 2000، وهو ما يعادل 12.9% من السكان، وهو أعلى بكثير من المتوسط العالمي البالغ 9.2%.
وقد وصل الوضع منذ ذلك الحين إلى نقطة حرجة في غزة، حيث يعاني السكان من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الصراع وارتفاع خطر المجاعة.
وخلال كلمته، أكد شو على الدور الحاسم الذي تلعبه منظمة الأغذية والزراعة في غزة، لا سيما فيما يتعلق بتقديم الإغاثة الطارئة والمشاركة في جهود إعادة البناء.
وتشكل منظمة الأغذية والزراعة جزءا من النداء العاجل المشترك للأمم المتحدة وتقوم بالتنسيق الوثيق مع أسرة الأمم المتحدة الأوسع وشركائها في الاستجابة بشكل مناسب وفعال، بما يتماشى مع ولايتها.
وقال شو إن الفاو أصدرت أيضا دعوة لجمع 20 مليون دولار في النداء العاجل المشترك بين وكالات الأمم المتحدة في تشرين الثاني 2023، وتخطط لإعادة تنشيط إنتاج الأغذية القابلة للتلف وذات القيمة الغذائية العالية والتي لا يمكن استيرادها كمساعدات غذائية، بما في ذلك الحليب الطازج واللحوم والخضروات.
الأزمات المتداخلة
وتضيف الأزمة في غزة مزيدا من التحديات إلى التحديات العديدة التي تواجه المنطقة منذ فترة طويلة. وتشمل تلك التحديات ما يأتي:
-
الآثار السلبية لأزمة المناخ.
-
انخفاض نصيب الفرد من المياه العذبة.
-
ارتفاع عدد السكان والتوسع الحضري.
-
الاعتماد الكبير على الأغذية المستوردة.
علاوة على ذلك، فإن الأزمات المتداخلة مثل جائحة "كوفيد-19" وآثار الصراعات والحروب المستمرة في أجزاء أخرى من العالم، إلى جانب التحديات الاقتصادية والمالية المتزايدة، ولا سيما الزيادة في أسعار المواد الغذائية، قد أدت إلى تفاقم هذه الصعوبات.
وقال شو إن كل هذه التحديات تؤثر على أنظمة الأغذية الزراعية العالمية، مما يؤكد الحاجة إلى تحول عاجل في أنظمتنا الغذائية الزراعية لتصبح أكثر كفاءة وأكثر شمولا وأكثر مرونة وأكثر استدامة.
ومع معاناة ما يقرب من 60% من سكان المنطقة من الجوع وعدم قدرة أكثر من نصف السكان على تحمل تكاليف نظام غذائي صحي، هناك اعتماد قوي على الأغذية المستوردة، مما يؤدي إلى تآكل التربة السريع واستنفاد الموارد الزراعية.
وفي هذا السياق قال مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة شو دنيو:
"لم يعد هناك مزيد من الوقت لإضاعته في السيطرة على الأضرار الناجمة، فنحن بحاجة ماسة إلى حماية أنظمتنا الغذائية الزراعية للأجيال الحالية والمستقبلية. ولتطبيق ذلك، نحتاج إلى رؤية مشتركة، وبصيرة، وملكية، واستراتيجية تنفيذ، واستراتيجية مشتركة.. كما نحتاج إلى طريق واضح يؤدي إلى التأثير وتحقيق النتائج على المدى القصير والمتوسط والطويل".
الأردن يحتضن مرصدا إقليميا للأمن الغذائي
من جهته، أعلن وزير الزراعة خالد الحنيفات خلال كلمته في افتتاح أعمال المؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للشرق الأدنى، عن اختيار الأردن مركزا للمرصد الإقليمي للأمن الغذائي لدول منطقة المشرق. وأوضح الحنيفات أن هذا المرصد سيوفر معلومات تحليلية وتقارير استقرائية وتنبؤات حول الأمن الغذائي، مشيرا إلى أنه يأتي تنفيذا لأهداف المؤتمر في تسريع التحول نحو نظم غذائية زراعية مستدامة.
وأضاف الحنيفات أن هذه المبادرة جاءت استجابة لتوجيهات الملك عبد الله الثاني، وأن المرصد الإقليمي سيوفر لوحة معلومات ديناميكية وتحليلية لمنطقة المشرق، تساهم في إعادة رسم السياسات والاستراتيجيات لمواجهة تحديات الأمن الغذائي. كما أشار إلى أن المرصد سيستخدم تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي لتحسين دقة البيانات والنماذج.
وختم الحنيفات كلمته بالتأكيد على أهمية الدعم التحليلي الذي تقدمه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، مؤكدا أن إنشاء المرصد الإقليمي يبرز التحول الذي تشهده نظم السياسة ودعم القرار في المنظمة.
أولويات المؤتمر
ومن المقرر أن يناقش المؤتمر أربع أولويات رئيسية لمنظمة الأغذية والزراعة لتنظيم دعمها وتعظيم تأثيره عبر بلدان منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا على مدى العامين المقبلين:
-
التحول الريفي وسلاسل القيمة الشاملة، التي تنطوي على معالجة تحديات مثل ارتفاع معدلات البطالة في المناطق الريفية، وهجرة الشباب إلى المدن، والفقر في المناطق الريفية واتساع الفجوة بين الريف والحضر.
-
الأمن الغذائي والنظم الغذائية الصحية للجميع، وهو ما يتضمن تقديم المنظمة دعمها للأعضاء من أجل الاستجابة بشكل أفضل للتحديات التي تفرضها الفجوة المتزايدة بين العرض والطلب على الأغذية بسبب النمو السكاني وارتفاع الدخل، في مواجهة الموارد الطبيعية المحدودة "المياه والأراضي"، ومشكلة سوء التغذية المتنامية، وسوء سلامة الأغذية وجودتها.
-
تخضير الزراعة: معالجة ندرة المياه والعمل المناخي.
-
بناء القدرة على الصمود في مواجهة الصدمات المتعددة، وهو ما يتضمن دعم المنظمة للأعضاء في التصدي للتحديات الناشئة عن الصراعات الممتدة والصدمات والأزمات المتعددة التي تواجهها النظم الزراعية الغذائية.
وتجدر الإشارة إلى أن الملك عبد الله الثاني ركز خلال السنوات الأخيرة على ضرورة أن يكون الأردن مركزا للأمن الغذائي في المنطقة، واستجابة لتلك التوجهات دشنت الحكومة خلال عام 2021 استراتيجية وطنية للأمن الغذائي، وقررت أن تغطي هذه الاستراتيجية في الفترة ما بين 2021 وحتى 2030. وتضمنت الاستراتيجية عدة محاور وأفكارا عامة، على رأسها:
-
أن تساهم الاستراتيجية نقل البلاد إلى أنظمة غذائية مستدامة.
-
أن تشارك في التخلص من الجوع.
-
أن تدعم صغار المزارعين عبر الاعتماد على تقنيات لتوفير المياه وتقليل الفاقد منها.
وأقر مجلس الوزراء نظام مجلس الأمن الغذائي مؤخرا برئاسة وزير الزراعة، وبعضوية وزراء الصناعة والتخطيط والصحة والمياه والتنمية الاجتماعية والبيئة والتربية والمالية، إضافة إلى رئيس هيئة الأركان، ومدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء، ونائب رئيس المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، ورئيسي غرفتي الصناعة والتجارة، ورئيس اتحاد مزارعي الأردن.
اقرأ المزيد.. ماذا يعني أن يكون الأردن مركزا للأمن الغذائي في المنطقة؟