تشهد مبيعات السيارات الكهربائية في الأردن نموا لافتا مؤخرا، في ظل ارتفاع أسعار المحروقات، والذي شكل حافزا للمواطنين لاقتناء السيارات الهجينة
لهذه الأسباب انتشرت السيارات الكهربائية الصينية في الأردن
شهد الشارع الأردني في الآونة الأخيرة إقبالا لافتا على اقتناء السيارات الكهربائية كبديل لسيارات البنزين والهايبرد؛ في ظل ارتفاع أسعار المحروقات لمستويات عالية تثقل كاهل المواطن.
واستطاعت الشركات الصينية أن تنال حصة الأسد من مبيعات سيارات الكهرباء على حساب نظيراتها الغربية؛ نظرا لانخفاض سعر التكلفة نسبيا، فما هي الأسس والنصائح التي يجب اتباعها قبل شراء السيارة؟
أسعار السيارات الكهربائية مخفضة
في عام 2020 تم تخفيض الجمرك على السيارات الكهربائية؛ وذلك بهدف تشجيع استيرادها، مما أدى إلى انخفاض أسعارها في الأردن، وزيادة إقبال المواطنين على شرائها خصوصا مع التكلفة المرتفعة للبنزين، لذا فتحت حسنى هذا الملف واستضافت الخبير في مجال فحص السيارات المهندس محمد أبو حمدة.
وقال أبو حمدة إن كلفة إنتاج السيارات الكهربائية أعلى من السيارات العادية إلا أن تخفيض الجمرك أسهم بتخفيض سعرها. وأضاف أن السبب الآخر لانخفاض أسعار السيارات الكهربائية الصينية يرجع إلى دخولها إلى السوق الأردني بطريقة غير رسمية ودون وكالات معتمدة؛ إذ إن الحكومة الصينية تمنح مواطنيها دعما يصل إلى 10 آلاف دولار على سعر السيارة الكهربائية، لذلك أقبل عدد كبير منهم على شراء سيارات كهربائية بهدف بيعها للتجار، ومنهم التجار الأردنيون، ما يجعل أسعار تلك السيارات منافسة جدا مقارنة بغيرها.
كيف تحمي نفسك من الاحتيال؟
ونظرا إلى أن سوق السيارات الكهربائية جديد، ما زالت شريحة واسعة من المستخدمين تجهل الأسس الرئيسية التي يجب اتباعها أثناء البحث عن سيارة كهربائية، مما يعرضهم لخطر الاحتيال في الأسعار والجودة.
أقر أبو حمدة في حديثه لـ حسنى وجود تجاوزات لدى بعض التجار، مما يعرض المشترين لمخاطر الاحتيال فيما يتعلق بجودة السيارة أو توافر قطع الصيانة الخاصة بها، أو عمرها التشغيلي السابق.
وقال أبو حمدة إن إحدى المشكلات التي أدت إلى خلق تجربة سيئة للأردنيين مع السيارات الكهربائية الصينية، هي وجود بعض السيارات الكهربائية التي دخلت السوق المحلي دون وجود وكيل معتمد أو قطع غيار أو حتى أدوات لازمة لفحصها، إذ إن بعض هذه السيارات مصنعة فقط في السوق الصيني وقد تكون ممنوعة التصنيع بعد تجربتها هناك.
أفاد مواطنون في حديث لهم مع حسنى أن بعض السيارات الكهربائية الصينية يتم التلاعب بمؤشر عدادها، لتظهر وكأنها جديدة ولم تقطع مسافة كبيرة على الطرقات أبدا.
نصائح لتجنب التعرض للاحتيال عند شراء سيارة كهربائية
ينصح خبراء السيارات كل من يرغب بشراء سيارة كهربائية باتباع عدد من الخطوات على النحو التالي:
- فحص السيارة لدى جهة متخصصة.
- معرفة تاريخ السيارة من خلال موقع كارسير المتخصص بهذا الشأن.
- معرفة وكيل السيارة وعدم شرائها دون وجود كفالة.
- سؤال الخبراء عن توفر قطع الصيانة وأسعارها.
أمان أعلى وعمر افتراضي طويل
لطالما تولد هاجس قلق لدى المواطن الأردني من الصناعة الصينية بوصفها أقل جودة من نظيرتها الغربية، وهو ما تسبب بتخوف لدى بعض المقبلين على شراء السيارات الكهربائية الصينية من حيث توافر سبل الأمن والسلامة فيها.
أكد أبو حمدة أن سيارات الكهرباء آمنة بدرجة أكبر من غيرها؛ نظرا لقلة قطع الغيار داخلها، عدا عن أن البطاريات الكهربائية أكثر أمانا من احتراق البنزين في حالات الحوادث.
واستطاعت السيارات الصينية تلبية الشروط والمعايير المعمول بها في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، مما جعلها مصدر ثقة من قبل المواطن الأردني.
وبلغت حصة الصين من السوق العالمي للسيارات الكهربائية العام الماضي 63.6% بينما بلغت حصة أوروبا 24% فيما حصلت أميركا على ما نسبته 9.2% من السوق، واكتفت بقية دول العالم بما نسبته 3.2% وفق أرقام صادرة عن مؤسسة البيانات الدولية (IDC).
أبو حمدة قال لـ حسنى إن العمر الافتراضي للبطاريات الكهربائية طويل جدا، إذ إن سيارة (TESLA) بعد أن قطعت نصف مليون كيلومتر حافظت بطاريتها على مستوى كفاءة وصل إلى 90%.
كيف تحسب المسافة التي تقطعها السيارة في الشحنة الواحدة؟
تساؤلات عديدة وصلت لـ حسنى حول كيفية احتساب المسافة التقديرية بالكيلومتر، والتي تقطعها السيارة خلال الشحنة الواحدة للبطارية؛ لا سيما بعد تعرض أشخاص للخداع بإيهامهم بمعلومات مغلوطة عن المسافات التي تقطعها السيارات الكهربائية.
قال أبو حمدة إن حجم البطارية الكهربائية هو ما سيحدد المسافة التي تقطعها السيارة في الشحنة الواحدة، فالبطارية سعة 54 كيلو واط تسير 350 كم وفق ظروف القيادة الطبيعية.
ويمكن قياس المسافة التقديرية التي ستقطعها السيارة خلال الشحنة الواحدة عن طريق وضع سعة (الكيلو واط) للبطارية وضربه برقم 6 حيث سيتبين لدى المشتري المسافة التقريبية التي ستقطعها السيارة في ظروف القيادة الطبيعية.
الشحن الكهربائي.. معضلة تواجه فئة من الأردنيين
ورغم بدء انتشار السيارات الكهربائية على الطرقات، إلا أن توفر محطات الشحن الكهربائي داخل المنازل لا زالت معضلة تواجه شريحة واسعة من الأردنيين؛ في ظل عدم امتلاك الجميع لمواقف خاصة لسياراتهم تتيح لهم شحنها بشكل دوري.
يقول عمر لـ حسنى:
أقيم في منطقة وادي الحدادة في العاصمة عمان، وهي منطقة جبلية أغلب منازلها على الجبال، ويكون الوصول إليها من خلال صعود الأدراج، أسوة بغالبية منازل عمان الشرقية، وهذا ما يمنعني من اقتناء سيارة كهربائية.
ويتخوف مواطنون من اعتمادهم الكلي على الشحن السريع المتوفر ببعض محطات الطاقة؛ نظرا لتسببه بانخفاض جودة البطارية التي يصل سعرها في حال تعطلها إلى ما يقارب سعر السيارة ذاتها 10-16 ألف دينار.
الخبير في مجال شواحن السيارات الكهربائية المهندس طارق عواودة يقول لـ حسنى إن الشحن السريع بشكل دوري يؤدي إلى الإضرار بالبطارية على المستوى الطويل، فيما دعا خبراء في مجال السيارات من لا يسير مسافات طويلة بشكل يومي إلى عدم اقتناء سيارة كهربائية.
وأوضح عواودة أن أسعار البطاريات الكهربائية ما زال مرتفعا إلى حد ما، وهو ما يقلق بعض المواطنين الذين لا يمكنهم توفير محطة شحن منزلي للسيارة "شحن بطيء".
لماذا لا تستورد الأردن بطاريات مستعملة للسيارات الكهربائية؟
وحول أسباب عدم استيراد الأردن للبطاريات المستعملة الأقل تكلفة، أوضح أبو حمدة أن البطاريات تشكل خطرا بيئيا كبيرا في حال استيرادها. وأكد أنه يدعم قرار الحكومة بعدم فتح المجال لاستيرادها؛ حتى لا يصبح الأردن مكبا عالميا لهذا النوع من النفايات.
وأشار أبو حمدة إلى أن استيراد البطاريات المستعملة يجب أن يكون مشروطا بوجود مصانع متخصصة في إعادة تدويرها وحماية البيئة من آثارها التي تظل داخل الأرض مئات السنين.
ويذكر أن أمين عام الهيئة العربية للطاقة المتجددة المهندس محمد الطعاني أكد في وقت سابق أن الأردن يعد الدولة العربية الأولى بالاعتماد على السيارات الكهربائية كمصدر طاقة نظيفة، إضافة إلى التزام الأردن بالمعايير البيئية وتخفيف الأعباء الاقتصادية.