المعلومات منفعة عامة.. رسالة اليوم العالمي لحرية الصحافة

الصورة

في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف اليوم الثالث من أيار تحت شعار ( ترويج المعلومات كمنفعة عامة"، في ظلّ مشهد إعلاميّ محفوف بتحديات شديدة، مايزال الصحفيون يطالبون بحماية حرية التعبير  وتوفير المعلومات التي تساعدهم  بالوصول إلى الحقائق .

شقير : الصحافة في الأردن تخوض معركتها الأخيرة 

الصورة

الخبير الإعلامي والقانوني  والمتخصص بقضايا النشر والحريات يحيى شقير  يؤكد في لقائه مع حسنى، على أهمية إتاحة المعلومات امام الصحفيين ليمارسوا عملهم بحرية ،مشددا على ضرورة تمتع الصحفيين بالمهارات والمعرفة والاستقلالة .

 وتحدث شقير عن الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة التي أقرته اليونسكو حماية للصحفيين الذين يواجهون مضايقات وصعوبات في عملهم بعد أن تم اغتيال الصحفي الكولومبي، (غيليرمو كانو إيسازا)، الذي اغتيل بتاريخ 17 كانون الأول/ديسمبر من عام 1986 أمام مقر صحيفته "الإسبكتادور" في بوغوتا (كولومبيا)، وقد كتب تحقيقا استقصائيا يكشف فيه قضايا فساد .

وأكد أهمية تسهيل المعلومات أمام الصحفيين وحقهم بالحصول عليها ،مشيرا إلى مباديء تشواني ،وهي مبادىء عالمية للأمن القومي والحق في المعلومات و ترتكز  على القوانين الدولية (والإقليمية) والمعايير الدولية وأفضل الممارسات في هذا الشأن . 

وفيما يتعلق بالأردن يرى شقير أن هناك خلطا بين الصحافة و مواقع التواصل الاجتماعي ،لافتا إلى أن الدولة تستغل احيانا ما يكتب على مواقع التواصل لتقييد حرية الصحافة ،إذ أن هنام نحو 9 ملايين شخص لديهم حسابات على الفيسبوك في الاردن.

وقال شقير  إن الصحافة في الأردن تخوض معركتها الأخيرة للبقاء و هي في طريقها إلى الإختفاء، مؤكدا أن الصحافة تفتقر إلى العمل الميداني أو الصحافة الاستقصائية وهي ما تدعو اليه رسالة اليوم العالمي لحرية الصحافة.

وشدد شقير أن الصحافة الأردنية التقليدية فشلت منذ زمن بالتكييف مع المستجدات .

وحول الحق بالحصول على المعلومات قال شقير  إن الأردن كان سباقا في تشريع قانون الحق في الحصول على المعلومات إلا أن هذا القانون بعد 14 عاما على إقراره لم يحقق الأسباب الموجبة له ,

وأكد ان هناك شكوى من الصحفيين حول قلة تدفق المعلومات من الحكومة وعدم تفعيل القانون بشكل يخدم المؤسسات الصحفية و دورها المهني .

تراجع الأردن في مؤشر حرية الصحافة 

و أظهر  تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود"، الذي صدر بالتزامن مع اليوم العالمي لحريّة الصحافة ، تراجع الأردن بواقع مرتبة واحدة بحسب مؤشر حرية الصحافة لعام 2021، ضمن 180 دولة في العالم،

وعلى المستوى العربي حاز الأردن على المرتبة 7 بعد تونس، جزر القمر، موريتانيا، الكويت، لبنان، وقطر.

وبحسب التقرير فإن العمل الصحفي يُعرقَل كلياً أو جزئياً في 73٪ من بلدان تم تقييم وضعها في سياق بحث تحليلي أنجزته مراسلون بلا حدود، ويُظهر التصنيف العالمي لحرية الصحافة، أن ممارسة العمل الصحفي تواجه عراقيل شديدة في 73 دولة وتئن تحت وطأة قيود في 59 دولة أخرى. 



الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، كريستوف ديلوار، قال إن "الصحافة هي أفضل لقاح ضد التضليل الإعلامي. ولسوء الحظ، غالباً ما يُعرقَل العمل الصحفي لعوامل سياسية واقتصادية وتكنولوجية، بل ولدواعٍ ثقافية في بعض الأحيان، فأمام انتشار المعلومات المضللة عبر حدود البلدان وعلى المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، تظل الصحافة هي الضامن الرئيسي للنقاش العام الذي يقوم على الحقائق الثابتة".

وتحتل النرويج صدارة التصنيف العالمي للعام الخامس على التوالي، رغم أن وسائل الإعلام في هذا البلد واجهت صعوبات في الوصول إلى المعلومات العامة المتعلقة بجائحة فيروس كورونا المستجد، وبينما احتفظت فنلندا بموقعها في المركز الثاني، واستعادت السويد (3، +1) المرتبة الثالثة، التي خسرتها العام الماضي لحساب الدنمارك (4، -1).

وسجلت في العام 2020 انتهاكات كبيرة بحق الإعلام مع قتل 50 صحفيا غالبيتهم في دول لا تشهد نزاعات، فيما يقبع نحو 400 آخرون في السجون على ما أكدت منظمة مراسلون بلا حدود في تقريرها .

الأمم المتحدة : الإبحار في بحر المعلومات السريع  يتصدى للمغالطات والأكاذيب الخطيرة

وفي رسالة وجهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في اليوم العالمي لحرية الصحافة قال فيها " إن التحديات العالمية التي واجهناها خلال جائحة كوفيد-19 تؤكد على الدور الحاسم للمعلومات الموثوقة والمتحقق منها والمتاحة عالميا في إنقاذ الأرواح وبناء مجتمعات قوية وصلبة".

وأضاف" أن الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام يساعدوننا، أثناء الجائحة وفي الأزمات الأخرى التي تشمل حالة الطوارئ المناخية، على الإبحار في بحر المعلومات السريع التغير، والجارف غالباً، في الوقت الذي يتصدون فيه للمغالطات والأكاذيب الخطيرة".

وأكد أن الصحفيين يتعرضون، في بلدان كثيرة جدا، لمخاطر شخصية كبيرة، تشمل فرض قيود جديدة، والرقابة، وسوء المعاملة، والمضايقة، والاحتجاز، وحتى الموت، لمجرد قيامهم بعملهم. ولا يزال الوضع يزداد سوءا.

وحث جميع الحكومات على بذل كل ما في وسعها لدعم وجود وسائل إعلام حرة ومستقلة ومتنوعة، لأن الصحافة الحرة والمستقلة هي حليفنا الأكبر في مكافحة المعلومات الزائفة والمضللة.

وأشار إلى خطة عمل الأمم المتحدة المتعلقة بسلامة الصحفيين و تهيئة بيئة آمنة للعاملين في وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم - لأن المعلومات منفعة عامة.

وقال نحتفل بالذكرى السنوية الثلاثين لصدور إعلان ويندهوك للنهوض بصحافة حرة ومستقلة وتعددية في أفريقيا. وعلى الرغم من التغيرات الهائلة التي طرأت على وسائل الإعلام على مدى العقود الثلاثة الماضية، فإن دعوة الإعلان الملحة إلى حرية الصحافة وحرية الوصول إلى المعلومات ما زالت مهمة كما كانت دائما

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00