يحتفل الأردنيون في 25 أيار من كل عام بمناسبة تعتبر الأثمن في قلوبهم، في مثل هذا اليوم، قبل ستة وسبعين عاما، أعلن استقلال المملكة الأردنية
الملك بعيد الاستقلال يطلق رؤية اقتصادية متكاملة للسنوات المقبلة
ركز الملك عبدالله الثاني في خطاب وجهه للأردنيين بمناسبة عيد استقلال المملكة السادس والسبعين، على تحديث المسار الاقتصادي، حيث سيتم خلال الأيام المقبلة إطلاق رؤية اقتصادية متكاملة للسنوات المقبلة لتكون وثيقة مرجعية شاملة.
وقال" لا يكتمل مسار التحديث دون اقتصاد قوي يرفع من معدلات النمو ويخلق فرص العمل" .
برنامج لتطوير القطاع العام
وأعلن الملك إن الحكومة ستعمل قبل نهاية الشهر المقبل على إنجاز برنامج لتطوير القطاع العام هدفه الأساس الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وتسهيل الإجراءات البيروقراطية ورفع كفاءة العاملين والسير قدما في برنامج الحكومة الإلكترونية.
وأعطى الملك ملامح الأردن الجديد، الذي سيكون ملكا للأجيال الشابة وهي التي ترسم له معالم الطريق بقوة طموحها وعلمها والانفتاح على المستقبل وحركة التطور العالمية التي لا مكان فيها لشعب يتخلف عن ركبها.
وقف العمل بأوامر الدفاع خلال الأشهر القليلة المقبلة
وقال الملك إننا إذ نعمل لتدشين مرحلة جديدة لاقتصادنا الوطني فإننا نتطلع إلى وقف العمل بأوامر الدفاع خلال الأشهر القليلة المقبلة لنطوي صفحة أزمة كورونا التي خلفت تداعيات كبيرة على العالم، ونبدأ صفحة جديدة من العمل والبناء.
وفي الكلمة التي وجه فيها الملك التهنئة لكل أردني وأردنية بعيد الاستقلال، دعا الشباب للمشاركة في الحياة الحزبية، لأن منظومة التحديث السياسي توفر لشبابنا فرصة للمشاركة في بناء الحياة الحزبية والمشاركة السياسية متجاوزين مخاوف الماضي في ظل تشريعات تصون حقوقهم وتعبد الطريق أمامهم لصنع التغيير.
وقال إن تلازم المسارات الثلاثة للتحديث والإصلاح شرط لا بد منه لتحقيق الأهداف المطلوبة فلا يمكن التقدم في المجال الاقتصادي دون إدارة حصيفة وكفؤة ولا يمكن لمسار التحديث السياسي والديمقراطي أن يصل إلى غايته دون تحسين الواقع المعيشي للمواطنين وكسر ثنائية البطالة والفقر وتوفير فرص العمل لآلاف الشباب.
اكتمال منظومة التشريعات الخاصة بالتحديث السياسي
وقال الملك لقد أنجزنا فصلا جديدا من فصول البناء والتطوير، فقد اكتملت منظومة التشريعات الخاصة بالتحديث السياسي لنبدأ معها مرحلة انتقالية مهمة لبناء حياة حزبية وبرلمانية هدفها الأساس التنافس البرامجي على خدمة الأردنيين في ظل مؤسسات تشريعية وتنفيذية قوية عمادها سيادة القانون على الجميع دون محاباة أو تمييز.
وأضاف.. من حقنا أن نحتفل باستقلال الأردن الذي صمد في وجه التحديات وظل على عهد الآباء والأجداد سيدا حرا يحمي أرضه وشعبه ويصون كرامة الإنسان وحريته وحقوقه، ويقف إلى جانب أمته العربية وقضاياه وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني الشقيق في قيام دولته المستقلة، على ترابه الوطني ويحمي كل مستجير من أبناء أمته ويواصل حمل أمانة المسؤولية النابعة من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
واعتبر الملك أن الأردن قصة كفاح وعطاء، مجبولة بالدم والعرق، وهي مسيرة الأردنيين جميعا، جنودا وعمالا ومزارعين وكفاءات في كل الميادين وبناء مؤسسات وطنية رائدة.
وأكد أن الأردن الذي لم يحد طيلة قرن من الزمان عن ثوابته ، يواكب التطور ويمضي إلى الأمام في تحقيق طموحات شعبه في التحديث والتغيير، واثقا مستقرا وآمنا بوحدة شعبه، وقوة جيشه الباسل وأجهزته الأمنية الساهرة على أمن الوطن والمواطن وحماية المنجزات.
وبين الملك أن الأردن يسعى في عالم يشهد اليوم أزمات سياسية واقتصادية غير مسبوقة منذ عقود طويلة لاحتواء تداعياتها على أمنه القومي، معتمدا على رصيده من السمعة والمكانة الدولية المتميزة وحرصه على تعزيز العلاقات مع أشقائه العرب لبناء منظومة واحدة تكفل تحقيق متطلبات الأمن الاقتصادي كأساس لاستقرار المجتمعات وازدهارها.
وقال إن الشعب الأردني يستحق الأفضل دائما وواجبنا مسؤولين ومؤسسات أن نبذل أقصى طاقاتنا لترجمة أجندة التحديث هذه إلى واقع يلمس المواطن أثره المباشر على نوعية ومستوى حياته.