خلال زيارته إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التقى الملك عبدالله الثاني أول أمس الأحد أعضاء جمعية الأطباء الأردنية الأمريكي (JABA)، في لقاء وصف بأنه "مطمئن للغاية" من جانب الأطباء، الذين أكدوا حرصهم على وضع خبراتهم في خدمة الأردن. 

اللقاء الثاني مع الملك

وبين الدكتور أحمد أبو السعود أحد أعضاء الجمعية لـ حسنى اليوم، أن هذا اللقاء هو اللقاء الثاني الذي يجمعهم بالملك، وقد حمل اللقاء في طياته استعراض إنجازات الجمعية، ومناقشة عدد من الشؤون الطبية المحلية، والمشاريع، والمبادرات أيضا. 

اقرأ المزيد.. لقاء جمعية الأطباء الأردنيين في أمريكا

إنجازات جمعية الأطباء الأردنيين في أمريكا

وأشار أبو السعود إلى أن الجمعية حققت إنجازات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، ولا تزال مستمرة بالعمل على إنجازات جديدة: 

• عقد مؤتمر سنوي للأطباء الأردنيين في أمريكا، والذي يعقد كل عام في ولاية مختلفة، وكانت آخر نسخة في هذا العام في ولاية نيوجيرسي، على أن يقام العام المقبل في فلوريدا، بمشاركة أطباء أردنيين من مختلف الولايات وعائلاتهم.

• عقد مؤتمر علمي طبي في عمان الشهر الماضي، حيث شارك في المؤتمر أكثر من 500 طالب طب أردني، وبرعاية وزير التعليم العالي، كما لاقى نجاحا واسعا، وأسهم في فتح المجال أمام طلاب الطب الأردنيين الدارسين في الجامعات المحلية للحصول على فرص تدريب وتخصص في مستشفيات أمريكية مرموقة، الأمر الذي يعزز خبراتهم العملية ويفتح أمامهم آفاقا أكاديمية جديدة، مع خطط لتوسيع النسخة المقبلة لاستيعاب أعداد أكبر. 

• إنشاء وقف خيري (صندوق دعم طلاب الطب في الأردن) بالتعاون مع جمعية "آفاق للتعليم"، والتي توفر قروضا ومنحا دراسية بلا فوائد، تجاوزت قيمتها 600 ألف دولار، مع خطة لرفع قيمة الوقف الداعم للصندوق إلى مليون دولار خلال فترة قصيرة، وقد جمع أكثر من 400 ألف دولار في الأشهر الماضية وحدها.

•  عمل مشاريع تدريبية وتعليمية، شملت:
  1. تدريب أطباء العناية الحثيثة في مستشفى البشير بعد جائحة كورونا.
  2. تأسيس أكاديمية جابا للتعليم الطبي عبر الإنترنت.
  3. إطلاق مجلة طبية أردنية متخصصة صدرت منها حتى الآن 12 نسخة، يجري العمل على فهرستها لتصبح أول مجلة طبية أردنية مفهرسة عالميا.
  4. توفير أكثر من 75 فرصة تدريبية لطلاب الطب الأردنيين في مستشفيات أمريكية مرموقة، بالتنسيق مع أطباء أردنيين مقيمين في الولايات المتحدة.

مبادرات إنسانية في غزة 

وأبرز الأطباء أمام الملك جانبا من نشاطهم الإنساني، خاصة في قطاع غزة، إذ عملوا على:

• كفالة أكثر من ألف يتيم عبر ربطهم بأطباء أردنيين أمريكيين.

• جمع تبرعات لدعم مرضى السرطان من غزة ممن يتلقون العلاج في مركز الحسين للسرطان، تجاوزت قيمتها 600 ألف دولار.

• إرسال نحو 17 بعثة طبية إغاثية إلى غزة، بالتعاون مع جمعيات فلسطينية وأردنية ودولية.

مبادرة وطنية لزراعة الأعضاء 

وأضاف أبو السعود أن من أبرز ما طرح في اللقاء مع الملك، مبادرة وطنية لتطوير برنامج زراعة الأعضاء في الأردن، مشيرا إلى أن الأردن يمتلك كل مقومات النجاح، من كوادر طبية متميزة، وقوانين رادعة تحمي من تجارة الأعضاء، وبنية تحتية متقدمة، لكن ينقصه "النظام المتكامل" الذي يربط المستشفيات والجهات المعنية، ويوفر قاعدة بيانات للمتبرعين والمرضى، إضافة إلى تعزيز التوعية المجتمعية. 

وأوضح أن تكلفة غسيل الكلى على الدولة تبلغ نحو 1500 دينار شهريا للمريض الواحد، بينما لا تتجاوز تكلفة عملية الزراعة الواحدة 5000 دينار، ما يجعل الاستثمار في البرنامج أقل كلفة بكثير ويمنح المرضى حياة أفضل. 

وأكد أبو السعود أن الملك وعد بدعم المبادرة بشكل كامل، وأبدى استعداده لتسجيل رسالة مصورة لتشجيع الأردنيين على التبرع بالأعضاء. 

حضور واسع للأطباء الأردنيين في أمريكا 

وبحسب الدكتور أحمد أبو السعود، يقدر عدد الأطباء الأردنيين العاملين في الولايات المتحدة بنحو 3500 طبيب وطبيبة على الأقل، فيما يرجح أن يكون العدد أكبر بكثير. وقد أسس هؤلاء الأطباء جمعيتهم قبل سنوات، واكتسبت شهرة خلال جائحة كورونا حين جمعت تبرعات وأرسلت أجهزة تنفس صناعي للأردن، قبل أن تتوسع مبادراتها التعليمية والصحية داخل المملكة وخارجها.