في افتتاح الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ألقى الملك عبد الله الثاني خطابا ندد فيه بالوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية
الملك يناشد العالم بشأن الأزمة الغذائية واللاجئين في خطابه للأمم المتحدة
خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين، التي عُقدت أمس الثلاثاء في نيويورك، ألقى الملك عبدالله الثاني كلمة تناول فيها الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعايشها الملايين حول العالم من اللاجئين حيث أشار إلى أن أكثر من 345 مليون شخص يعيشون تحت تهديد الجوع يوميا.
الملك يدق ناقوس الخطر حول اللاجئين والأزمة الغذائية
وأكد الملك عبدالله الثاني على أن 108 ملايين لاجئ قسريا حول العالم يشكلون إحدى الفئات الأكثر عرضة للظروف الإنسانية الصعبة، وأن الأطفال يمثلون 40% من هؤلاء اللاجئين، مشددا على أن هذه الأرقام لا تعبر بالكامل عن حجم المأساة.
وأشار جلالته إلى أن اللاجئين هم إخوتنا، وأنهم يبحثون عن بلدان آمنة تقدم لهم الدعم للتغلب على الأزمات التي أجبرتهم على مغادرة منازلهم. مؤكدا أن الأمهات والآباء والأجداد قاموا برحلات محفوفة بالمخاطر من أجل إنقاذ أسرهم، بينما يحمل الشباب والأطفال أحلاما وطموحات كبيرة.
وفي هذا السياق، بين الملك أن اللاجئين يعتمدون على المجتمع الدولي لتوفير الدعم الضروري لهم، مشيرا إلى جهود وكالات الأمم المتحدة في تقديم الخدمات الحيوية للمساعدة في تلبية احتياجات اللاجئين.
الملك: نقص دعم اللاجئين السوريين يؤثر على الأردن
كما أبدى الملك قلقه إزاء تقليل التمويل الدولي المخصص للاجئين في الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى قطع المساعدات الإنسانية عن الكثيرين. وأثار الملك سؤالا حول ما إذا كان المجتمع الدولي سيترك أسر اللاجئين في وضع يجبرهم على إرسال أطفالهم للعمل بدلا من الدراسة، مشيرا إلى أن هذا النقص في الدعم الإنساني يؤثر بشكل كبير على الأردن الذي يشكل اللاجئون أكثر من ثلث سكانه، مما أدى إلى تفاقم الخطر على حياة الملايين منهم.
كما أكد الملك على أن تأثير نقص الدعم الإنساني لا يقتصر على بلد أو منطقة معينة، بل يتسبب بزيادة عدد اللاجئين الذين يبحثون عن الأمان في مناطق أخرى، مما يؤدي إلى رحلات مأساوية وخطيرة عبر الحدود.
وفي كلمته، أشاد الملك بالجهود التي تبذلها المملكة الأردنية لمساعدة اللاجئين السوريين، مؤكدا على أهمية تقديم المساعدة لهؤلاء اللاجئين من حيث الطعام والطاقة والمياه.
1.4 مليون لاجئ سوري نصفهم تحت 18 عاما
أشار الملك في حديثه إلى أن السوريين تحت 18 عاما يشكلون نصف اللاجئين السوريين المقيمين في الأردن، والذين يقدر عددهم بـ 1.4 مليون سوري.
كما تحدث عن التحديات البيئية التي تواجهها المنطقة، مشيرا إلى تأثير التغير المناخي وموجات الجفاف والفيضانات على الأوضاع. ومؤكدا على أن الأردن قام بإدارة موارده المحدودة بعناية لمساعدة اللاجئين، لكنه أوضح أن الضغوطات المستمرة تجعل الاستمرار في هذا النهج أمرا صعبا. وأكد على أن الحل الأمثل يكمن في إيجاد حل سياسي يتوافق مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254، وذلك للعمل نحو حل تدريجي للأزمة السورية.
دعا الملك إلى تضامن عالمي للتصدي للتحديات المشتركة وحل الصراعات الدولية والإسهام في بناء ثقة جديدة في العمل الدولي.
الملك يؤكد التزام الأردن بالحفاظ على هوية القدس
في خطابه، أعرب الملك عن القلق إزاء استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دون حل، وأكد على أهمية حل القضية الفلسطينية كأساس لتحقيق الأمن والتنمية في المنطقة. وشدد على أن التعثر في تحقيق العدالة والسلام يؤدي إلى اندلاع دوامات لا تنتهي من العنف.
كما تحدث الملك عن أهمية حماية القدس كمدينة مقدسة للأديان الثلاثة، مشيرا إلى جهود الأردن في هذا الصدد، ومؤكدا على أن الجميع مسؤول عن الحفاظ على هويتها المتعددة.
وتناول الملك أيضا قضية اللاجئين الفلسطينيين وحاجتهم الملحة للمساعدة والتمويل المستدام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، مشددا على أهمية حماية الشباب الفلسطينيين، وذلك عبر ضمان استمرار انخراطهم في المدارس التي ترفع راية الأمم المتحدة، وإلا فسيكون البديل رايات "الإرهاب والكراهية والتطرف".
في الختام، دعا الملك إلى تحقيق التضامن الدولي والعمل المشترك لمواجهة التحديات الإنسانية والسياسية في المنطقة وبناء مستقبل أفضل للجميع.
اقرأ المزيد.. بعد عودة بشار الأسد للحضن العربي، من يحتضن السوريين؟