قراءة قانونية في تداولات مجلس الأمن حول غزة مؤخرا

الصورة
جلسة مجلس الأمن
جلسة مجلس الأمن
المصدر
آخر تحديث

الخبير القانوني في مجال القانون الدولي، محمد الموسى خلال حديثه لـ حسنى اليوم الأحد عبر عن قلقه إزاء التطورات الأخيرة في مجلس الأمن واستخدام الولايات المتحدة "الفيتو" ضد مقترح روسي لتعديل مسودة مشروع قرار حول غزة قدمته الإمارات نيابية عن المجموعة العربية بالعودة إلى النص الأصلي الذي يدعو إلى "وقف فوري ومستدام للأعمال العدائية"، حيث تم رفض التعديل من قبل واشنطن وحصل المقترح الروسي على 10 أصوات مؤيدة، في حين امتنع 4 أعضاء عن التصويت.

واشنطن تسعى لتحسين صورتها الدولية لذلك اقترحت تأجيل التصويت في مجلس الأمن

 وأشار الموسى إلى أن تأجيل التصويت الذي اقترحته الولايات المتحدة كان مخططا لتحسين صورة واشنطن الدولية بعد استخدامها حق النقض "الفيتو" مرارا ضد مشاريع قرارات تدعو إلى وقف العدوان الإسرائيلي. 

وفيما يتعلق بالقرار الصادر عن مجلس الأمن رقم 2720 حول غزة يوم الخميس الماضي، الذي يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة بشكل مكثف يضمن دخولها دون أي عوائق، مع تهيئة الظروف اللازمة لوقف دائم للأعمال القتالية، أعرب الموسى عن قلقه إزاء عدم إشارته إلى جرائم الكيان بوضوح، مما يفتح الباب أمام فهم مغلوط للمفاهيم والعبارات، وأوضح أن عبارة "تهيئة الظروف" يمكن تفسيرها بطرق متعددة، مما يثير مخاوف من أن يُفسر القرار بما يسمح بالاستمرار في ارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين.

اقرأ المزيد.. استياء بعد تبني قرار ضعيف حول إدخال المساعدات إلى غزة

واشنطن شريكة في العدوان على غزة

وفي رده على سحب الدعم الأمريكي للقرار، أكد الدكتور محمد الموسى أن هذا السحب يعني أن الولايات المتحدة تشارك في الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، مشددا على ضرورة أن تصدر الدول العربية بيانات رسمية لتوضيح تفسيرها للقرار والتأكيد على عدم قبول أي تفسير يسمح بانتهاكات للقانون الدولي. وقال الموسى:

"إن الخطير من الناحية القانونية في القرار 2720 أنه لم يشر إلى جرائم الكيان مطلقا، والأخطر أنه تحت غلاف توسيع المساعدات الإنسانية وردت عبارة خطيرة وهي: تهيئة الظروف لوقف الأعمال القتالية وقفا مستداما وليس دائما، وهذا ما ذكره المندوب الروسي، وهذا ما يفسر بأنها تسمح للكيان بالاستمرار بمعاركه واستئصال المقاومة وتطهير القطاع".

كما أوضح أن القرار الصادر عن مجلس الأمن له تأثير مباشر على الأوضاع الميدانية، حيث يرتبط نجاح التفسير والتأويل بتطبيقه في الواقع، وأشار إلى أن القرار يتعلق بقضايا حيوية وشائكة، وأن الواقع سيكون الحكم النهائي الذي يحدد نجاح التفسير.

ضرورة استمرار الدول العربية بالضغط لتحقيق العدالة

وأكد الموسى أن الأردن كان مستوعبا لموضوع اللغم الغصطلاحي الموجود في القرار وبأنه لا يريد أن يتحمل مسؤولية أي تأويل مستقبلي لما جاء في هذا القرار داعيا وزارة الخارجية إلى أن تقدم  تفسير ورؤية الأردن لقرار مجلس الأمن 2720.

وبالنسبة للدول العربية، أكد الخبير القانوني في مجال القانون الدولي على أهمية استمرارها في تقديم مشاريع قرارات جديدة والحفاظ على الضغط لتحقيق العدالة ووقف العدوان، وركز على أنه يجب استخدام مجلس الأمن لتعرية المواقف القانونية للولايات المتحدة وعدم السماح بسوء استخدام السلطة داخل المجلس. 

وأكد محمد الموسى على أهمية استمرار الضغط الدولي لإيجاد حلول عادلة ووقف العدوان، وأشار إلى أن المجتمع الدولي لا يقبل الشلل داخل مجلس الأمن أو هذا الانكسار لمصلحة قرارات تريدها الولايات المتحدة، مبينا أن دول العالم لا ترتضي موقف مجلس الأمن الحالي ويسعى لتحقيق العدالة واحترام القانون الدولي.

اقرأ المزيد.. مصادقة على قرار 2720 حول غزة لدخول المساعدات دون وقف إطلاق النار

00:00:00