تدشين استراتيجية لتطوير العاملين في قطاع السياحة والضيافة

الصورة

مقترحات عديدة أبرزها إنشاء مدرسة خبازة على مستوى المملكة

يحاول الأردن في عقده الأخير تطوير الوظائف المهنية والتقنية وتنميتها، وعلى رأسها الوظائف المتعلقة في قطاع السياحة والضيافة وتوجيه الشباب والشابات نحوها في ظل وجود شواغر وظيفية واسعة النطاق متعلقة بها، مع رواتب وظيفية مماثلة لتلك المتوفرة في القطاعات المتأتية من الدراسة الأكاديمية أو أعلى منها في بعض الأحيان. 

99 ألف فرصة عمل إضافية في قطاع السياحة والضيافة

وبحسب رؤية التحديث الاقتصادي، فإن القطاع السياحي مستعد لتوفير 99 ألف فرصة عمل إضافية بدوام كامل خلال العشر سنوات المقبلة، وذلك ضمن خطة لتطوير المواقع والمرافق السياحية وإدارتها والحفاظ عليها، مع تفعيل مبادرة الاستثمار السياحي. 

وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف، دشنت الحكومة في عام 2019 هيئة تطوير وتنمية المهارات المهنية والتقنية لتكون مظلة واسعة لمنظومة التعليم والتدريب المهني والتقني، وانبثق عن الهيئة عدة مجالس بقيادة القطاع الخاص لتحقيق التكاملية بين القطاعين العام والخاص، ومن أبرز هذه المجالس مجلس مهارات السياحة والضيافة الذي يرأسه اليوم محمد القاسم. 

ويصف القاسم هذه المجالس بأنها صوت مؤسسات القطاع الخاص فيما يتعلق بإعلام الجهات الشريكة كافة؛ كالحكومة ومزودي التدريب والمدارس التدريبية والتقنية باحتياجات السوق الحقيقية والمهارات الواجب توفرها في المناهج والمعايير المطلوب إدراكها لكل وظيفة.

مقترح لإقامة مدرسة خبازة على مستوى المملكة

ومن المقترحات التي يعمل عليها مجلس مهارات السياحة والضيافة مؤخرا مع مجلس مهارات الصناعات الغذائية هي إنشاء مدرسة خبازة على مستوى المملكة، ويكشف القاسم لـ حسنى أن التنسيق جار مع هيئة تطوير وتنمية المهارات التقنية والمهنية ووزارة التربية والتعليم، بالإضافة إلى مؤسسات التدريب المهني؛ وذلك لإيجاد مدرسة خبازة مبنية على أسس علمية توصل المتدربين والطلبة إلى مراحل متقدمة في هذه المهنة التي يعمل بها الآن المئات من شباب وشابات الوطن في ظل وجود أكثر من 2000 مخبز ما بين آلي وحجري. 

منهاج متخصص للتدريب على وظيفة دليل سياحة المغامرة

وبعد تقديم مجلس المهارات -العام الماضي- المعايير المعتمدة لمهنة دليل سياحة المغامرة بناء على طلب وزارة السياحة، بين القاسم أن المجلس أنهى مؤخرا العمل على منهاج متخصص لهذه المهنة بالشراكة مع وزارة السياحة وجهات مانحة، فقد أصبح المنهاج جاهزا وتستطيع الجهات المزودة للتدريب والتعليم أن تستخدمه في سياق تدريب الشباب والشابات على هذه المهنة، وبما يتناسب مع الأماكن السياحية المنتشرة في أرجاء المملكة. 

وكشف القاسم في مقابلة حصرية لـ حسنى عن انتهاء المجلس من الحزمة الأولى من المعايير المهنية للوظائف الأكثر طلبا في القطاعات الفرعية السياحية، كالفنادق والمطاعم ومكاتب السياحة والسفر، حيث تم اعتمادها رسميا على المستوى الوطني، لافتا أن العمل جار على الحزمة الثانية والمتضمنة 40 معيارا جديدا.

مهمة مجالس المهارات 

ويؤكد القاسم لـ حسنى أنه يجب أن يكون هناك رابط ما بين احتياجات السوق ومخرجات التدريب والتعليم المهني والتقني، وأن المجالس ستوفر هذا الربط عبر منهجية تطوير المعايير المهنية، وعمل الدراسات والأبحاث اللازمة، ومشاركة الحكومة في وضع سياسات حاجات سوق العمل. 

ويرى القاسم أن الأمر لا يقتصر على احتياجات سوق العمل من وظائف، بل يشمل المهارات التي يجب أن يتقنها كل من يرغب بالانضمام لسوق العمل، حيث نسب المجلس مؤخرا أن المهارات الرقمية والتمكن من اللغات هي أحد أبرز المهارات الواجب على المتدرب أو الطالب اكتسابها خلال فترة تدريبه أو تعليمه خاصة المتعلقة في قطاع السياحة والضيافة ويؤكد القاسم أن امتلاك الشباب لمثل هذه المهارات يسرع من عملية توظيفهم كونهم مكتسبين لمهارات يحتاجها سوق العمل بشكل فعلي.

التدريب والتطوير يشمل العاملين في القطاع 

ويناط بمجلس مهارات السياحة والضيافة أيضا التوجيه نحو تدريب العاملين في قطاع السياحة والضيافة وذلك للتخلص من فكرة الدوران الوظيفي الذي يعاني منه القطاع نظرا لقلة المهارات المكتسبة من قبل العاملين فيه.

استراتيجية جديدة لتطوير العاملين في القطاع السياحي

وكشف القاسم عن إطلاق المجلس قريبا أول استراتيجية لتطوير العاملين في قطاع السياحة والضيافة للخمس سنوات المقبلة، وذلك بما يتواءم مع محور الموارد البشرية في استراتيجية السياحة الوطنية ومع رؤية التحديث الاقتصادي.

وتأتي أهمية هذه الاستراتيجية لتطوير العاملين في جميع فروع القطاعات السياحية والتي تشهد نموا غير مسبوق وتعتمد في السياق الأول على الكوادر البشرية باعتبارها قطاعات خدمية؛ فتطوير العاملين فيها سيعمل على رفع مستوى الخدمة لتصبح نوعية وتساهم في تطوير القطاع بشكل سوي وصحيح، إضافة إلى الطلب الإقليمي للعاملين في القطاع السياحي وليس فقط المحلي.

00:00:00