وفاة المعلمة ربى.. جدل واسع يفتح ملف العاملين بالمدارس الخاصة

الصورة
المصدر
آخر تحديث

تحولت حملة للمطالبة بحقوق المعلمات العاملات بالمدارس الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #كلنا_ربى إلى حالة جدل واسع بعد ورود معلومات غير دقيقة متعلقة بقصّة وفاة المعلمة ربى رحمها الله، والتي اتضحت تفاصيلها لاحقاً بعد تداول الحملة على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

حملة قم مع المعلم

المنسق العام لحملة قم مع المعلم ناريمان الشواهين قالت لـ حسنى في وقت سابق، إن المعلمة ربى ليست الحالة الوحيدة للمعلمات التي تتعرض لانتهاكات عديدة في المدارس الخاصة.

وأضافت الشواهين بأن ربى، كانت تتعرض لضغوطات في العمل وهي حامل في شهرها الثامن، وكانت تتلقى راتباً مقداره 140 ديناراً أي أقل من الحد الأدنى للأجور، وكانت إدارة المدرسة تجبرها على العمل لساعات إضافية غير مدفوعة الأجر، بالإضافة إلى أنه لم يتم إشراكها في مظلة الضمان الاجتماعي.

وبينت الشواهين بأن ربى معلمة في مدرسة خاصة عمرها 34 عاماً، توفيت وهي حامل في شهرها الثامن، حيث تعرضت لتعب وإرهاق مما أدى لسقوطها مغشياً عليها، ولم تقم المدرسة بإسعافها، وتواصلت مع زوجها الذي قام بنقلها إلى المستشفى.

إدارة المدرسة تصدر بياناً توضيحياً

فيما نفت إدارة المدرسة الخاصة التي كانت تعمل بها ربى في بيان صحفي وصل حسنى نسخة منه هذه المعلومات، وأكدت أن ربى كانت مسجلة في الضمان الاجتماعي منذ شهر 9 الماضي، وأنها كانت تتقاضى أجرها كاملاً وفق الحد الأدنى للأجور، وأن ما ورد بخصوص سقوطها مغشياً عليها داخل المدرسة غير دقيق.

حيث ورد في البيان أنه "في صبيحة يوم الاثنين الموافق 14/ 3 /2022 جاءت المعلمة ربى إلى الإدارة تطلب إذنا بالمغادرة لأنها تشعر بالتعب، وتم السماح لها مباشرة، واستشارتها الإدارة فيما إذا رغبت بالذهاب للمستشفى، فأجابت بأن وضعها الصحي جيد، وستقوم بالاتصال بزوجها، وجلست في غرفة الانتظار لحين وصول زوجها، وكان إلى جوارها معلمات من المدرسة، حيث أكدن أن وضعها الصحي مستقر، ولم تكن فاقدة للوعي.

وأضاف البيان: "حضر زوجها وتوجه بها الى مستشفى الأميرة راية الذي أوصى بمراجعة طبيب النسائية كما علمنا وبعدها بساعات اتصلنا بها من خلال زميلاتها للإطمئنان عنها وردت أنها بخير والحمد لله ووضعها مستقر وأنها ستراجع طبيب النسائية.

بعد يوم كما علمنا راجعت المعلمة ربى طبيبها في مستشفى الأمير راشد العسكري كونها تراجع هناك ولأسباب صحية تبادر إلى مسامعنا لاحقا بأن المعلمة ربى دخلت المستشفى يوم مراجعتها وبعد مرور ثلاثة أيام على دخولها المستشفى علمنا بأن المعلمة ربى ساءت حالتها ودخلت في غيبوبة، والسبب كما علمنا بأنها قد تعرضت لجلطة قبل سنتين، وأنها تعاني من ارتفاع في الضغط وتتناول بعض الأدوية وهناك توصية طبية بعدم الحمل للمرة السادسة لأن لديها خمسة أبناء،وهذا يؤثر على صحتها.. وبقيت في المستشفى إلى أن توفاها الله بتاريخ 25 / 3 / 2022.

وحول عملها مرافقة باص قال البيان: "نحن كمؤسسة لا يوجد لدينا عمل إضافي وما قيل أنها تعرضت لضغط عمل، نقول إن ذلك غير صحيح فلقد تم مراعاة وضعها الصحي أثناء حملها بالكامل ولم تكن مسؤولة عن جولات الطلبة بل بالعكس آخر باص كان يتوجه للمدرسة صباحا كان يقل المعلمة ربى من باب تأمين المواصلات لها فقط، وأول باص يغادر المدرسة بعد نهاية الدوام والذي غالبا ما ينتهي الساعة الواحدة ظهرا كان يقلها إلى البيت مباشرة وهذا كله بشهادة جميع الكادر، كما أن قانون العمل والعمال لا يعفي السيدات الحوامل من العمل كليا،،،".

وأوضح بيان المدرسة أن عدد اشتراكات المعلمة في الضمان الاجتماعي 23 اشتراكا، وحسب القانون عدد اشتراكات المتوفاة في قانون الضمان ينص على وجوب 24 شهراً للمتوفى كي يحصل الورثة على راتب تقاعدي، لكن للأسف المعلمة ربى كان لديها 23 اشتراكاً فقط حتى تاريخ الوفاة وسنرفق الوثيقة التي تؤكد صحة.

وعن الأسباب الصحية، قال البيان: " وردت الى مسامعنا لاحقا ولم يتسن لنا التحقق منها بأن المعلمة ربى كانت قد أصيبت بجلطة قبل سنتين وهناك توصية طبية بعدم الحمل فبإمكان وسائل الإعلام التأكد من المستشفى بشكل مباشر فمن باب المهنية ودقة الخبر ذكرنا اسم المستشفى مع تحفظنا على معلومات لم نتأكد منها كانت تتحدث بها لزميلاتها وليس من شأننا الحديث بها تتعلق (بأمور شخصية) قبل تعبها بالمدرسة بأيام قلائل.

وزارة العمل توضح

من جهتها، أوضحت وزارة العمل عبر الناطق الإعلامي باسمها محمد الزيود لـ حسنى بأن الوزارة قامت بالتفتيش على المدرسة الخاصة للبحث حول ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتبين بأن المعلمة ربى رحمها الله مشتركة بالضمان الاجتماعي بشكل طبيعي منذ شهر 9 حتى شهر 4 وأنها كانت تتقاضى راتبها كاملاً من خلال إثبات ذلك من خلال التحويلات البنكية.

أما زوج المعلمة ربى والذي تحدث ل حسنى قال إن وفاة ربى شكل صدمة كبيرة له، وأنه أصبح وحيدا بوفاتها يقوم برعاية أولاده الخمسة .

وبين زوج المعلمة ربى أنه ربى كانت طموحة، حيث أكملت تعليمها بشهادة البكالوريوس وكانت تسعى للحصول على وظيفة لكي تساعد زوجها في أعباء البيت المعيشية.

وقال إن ربى رفضت في البداية عملها بالمدارس الخاصة لأن ظروف العمل فيها صعبة، إلا أنها أصرت على ذلك لمساعدتي اقتصادياً.

وأكد أن زوجته عندما توفيت كانت في الشهر الثامن من الحمل حيث توفيت مع الجنين، وأن المدرسة اتصلت عليه لأنها تعرضت للإعياء والتعب فقط، حيث قام بتوصيلها إلى المستشفى في ذلك اليوم وعمل الفحوصات اللازمة لها والعودة للمنزل، ثم الرجوع إلى المستشفى مرّة أخرى بعد يوم، حيث توفيت بعد ذلك رحمها الله تعالى.

00:00:00