مع حلول فصل الشتاء، يزداد استخدام وسائل التدفئة في المنازل مثل مدافئ الكاز والغاز والديزل، إلا أن عدم الانتباه لأساليب تشغيل هذه الأجهزة
إجراءات احترازية وفحوصات فنية حول صوبات "شموسة" والشركة المصنعة توضح
فتح بيان صادر عن مديرية الأمن العام، حذر فيه من استخدام نوع معين من صوبات التدفئة عقب تسجيل عدة وفيات اختناق في مناطق متفرقة من المملكة، نقاشا واسعا حول سلامة وسائل التدفئة المنزلية، وأعاد إلى الواجهة أسئلة تتعلق بمسؤولية المصانع، ودور الجهات الرقابية، وحدود الاستخدام الآمن لمثل هذه الوسائل، في ظل ظروف الطقس الباردة واعتماد آلاف الأسر عليها.
وقالت مديرية الأمن العام، إن ما لا يقل عن 10 أشخاص لقوا حتفهم خلال الأيام الماضية جراء حالات اختناق بغاز أول أكسيد الكربون، الناتج عن استخدام مدافئ غاز منزلية تعرف محليا بـ "الشموسة"، في حوادث وقعت في محافظتي عمان والزرقاء، ما دفع الحكومة إلى تعليق بيع هذا النوع من المدافئ وفتح تحقيق فني موسع.
في حين قالت الشركة المصنعة، إن المشكلة التي أدت إلى ربط اسم "شموسة" بالوفيات إلى وجود مصانع أخرى تقلد منتجهم وتبيعه بأسماء أخرى، مشيرة إلى أنهم ينتظرون نتائج تقرير الدفاع المدني والقضاء لتوضيح السبب الحقيقي للوفيات.
وفي ضوء هذه الحوادث، تتجه التساؤلات إلى مدى كفاية إجراءات السلامة العامة المطبقة على وسائل التدفئة المنزلية، وفاعلية منظومة الرقابة الفنية قبل طرحها في الأسواق وبعد تداولها، ومدى الالتزام العملي بالمواصفات القياسية المعتمدة، بما يضمن جودة المنتج وسلامة استخدامه داخل المنازل، خصوصا مع حساسية هذه السلع وارتباطها المباشر بأرواح المواطنين.
تصريحات مصنع "شموسة" شركة قائمة منذ 2011 وبراءة اختراع مسجلة
أحمد وهبة، الشريك المؤسس لمصنع "صوبات شموسة" قال لـ حسنى إن المصنع شركة أردنية مسجلة أصوليا منذ عام 2011، وتعمل في تصنيع الأجهزة الكهربائية والمنزلية، مثل الغسالات، والثلاجات، والمكيفات، إلى جانب صوبات التدفئة. وأوضح أن "صوبة شموسة" طُورت عام 2023، وسجلت رسميا تحت براءة اختراع باسم شركة "Green Home" لدى وزارة الصناعة والتجارة.
فحوصات رسمية وموافقات رقابية
وأكد وهبة أن الصوبة خضعت لفحوصات فنية عبر الجمعية العلمية الملكية، بناء على متطلبات مؤسسة المواصفات والمقاييس الأردنية، واجتازت جميع اختبارات السلامة، وحصلت على موافقة التداول في السوق الأردني منذ عام 2023. وأضاف أن المؤسسة نفذت زيارات تفتيش وأخذ عينات عشوائية في أعوام 2023 و2024 و2025، وأظهرت نتائجها مطابقة المنتج للمواصفات المعتمدة.
حساس الأكسجين وإجراءات الأمان
وأوضح وهبة أن حساس الأكسجين (ODS) مكون أساسي لا ينفصل عن الصوبة، ويعمل على إطفائها تلقائيا عند انخفاض نسبة الأكسجين. كما أشار إلى إضافة وسائل أمان إضافية خلال عام 2025، مثل حساس الحركة وساعة أمان تفصل الغاز تلقائيًا في حال حدوث تسريب، مؤكدا أن هذه الإضافات مفحوصة وحاصلة على موافقات رسمية.
منتجات مقلدة وتحميلها مسؤولية الاشتباه
وعزا وهبة الربط بين اسم "شموسة" وحوادث الاختناق الأخيرة إلى وجود صوبات مقلدة في السوق، تسوق بأسماء مختلفة أو دون وضع اسم "شموسة"، لكنها مشابهة في الشكل. ولفت إلى أن الشركة تقدمت سابقا بشكاوى رسمية، وصادرت الجهات المختصة كميات مقلدة في العام الماضي، فيما أبلغت الشركة لاحقا بأن ملاحقة التقليد باتت من اختصاص القضاء.
الدفاع المدني والصورة المتداولة
وكشف وهبة أن فرق الدفاع المدني زارت المصنع بعد الحوادث، وخلال الكشف الميداني لاحظت أن الصوبة التي ظهرت في صور أحد الحوادث لا تطابق صوبة شموسة الأصلية. وأشار إلى أن مصطلح "الشموسة" بات يستخدم شعبيا لوصف هذا الشكل من الصوبات، ما أدى إلى خلط لدى المواطنين.
الإنتاج والكفالة
وبين وهبة أن عدد الصوبات التي باعها المصنع تجاوز 50 ألف وحدة خلال عامي 2024 و2025، دون تسجيل حوادث اختناق مثبتة مرتبطة بالمنتج الأصلي. وأضاف أن مدة الكفالة رفعت من سنة إلى سنتين، مع الإقرار بوجود نسبة خطأ صناعي طبيعية يتم التعامل معها بالصيانة أو الاستبدال.
انتظار نتائج التحقيق والدعوة للتوعية
وأكد وهبة أن الجهات المختصة تحفظت احترازيا على منتجات الصوبات في الأسواق والمصانع، إلى حين صدور نتائج تقارير الدفاع المدني والقضاء، مشددا على التزام المصنع الكامل بأي قرارات رقابية، وداعيا إلى عدم استخدام أي وسيلة تدفئة في أماكن مغلقة دون تهوية كافية، مهما توفرت وسائل الأمان.
المواصفات والمقاييس: منع البيع والتحفظ على آلاف المدافئ
من جهتها، أكدت مؤسسة المواصفات والمقاييس أنها منعت ثلاثة مصانع محلية من بيع المدافئ في السوق المحلي، بانتظار نتائج الفحوصات الفنية التي تجريها الجمعية العلمية الملكية على عينات منها، عقب حوادث الاختناق التي أدت إلى وفاة عدد من الأشخاص. كما جرى التحفظ على الكميات الموجودة لدى هذه المصانع.
فحوصات مشددة وإجراءات رقابية
وقالت المؤسسة، في بيان صحفي، إنها وبالتعاون مع مديرية الأمن العام تحفظت حتى الآن على أكثر من 5 آلاف مدفأة من هذا النوع، وأرسلت عينات منها للفحص، مشيرة إلى أن هذه المدافئ تنتج محليا منذ سنوات ولا يتم استيرادها من الخارج. وأضافت أن هذه السلع، نظرا لحساسيتها، تخضع لإجراءات رقابية صارمة قبل وبعد طرحها في السوق، ولا يوجد أي تهاون مع مخالفة المواصفات.
تحذير للتجار والمواطنين
وحذرت المؤسسة المصانع والمحلات التجارية من بيع هذه المدافئ خلال الفترة الحالية تحت طائلة المسؤولية، داعية المواطنين إلى التوقف عن استخدامها مؤقتا إلى حين صدور نتائج الفحوصات الفنية وما يترتب عليها من قرارات.
بيان مديرية الأمن العام.. دعوة فورية لإيقاف الاستخدام
وفي وقت سابق، دعت مديرية الأمن العام، عبر الناطق الإعلامي باسمها، جميع المواطنين الذين يمتلكون المدفأة المتعارف عليها شعبيا باسم "الشموسة"، بأنواعها كافة، إلى إيقاف استخدامها فورا وعدم إشعالها داخل المنازل تحت أي ظرف.
اشتباه بارتباطها بحالات الاختناق
وأكد الناطق الإعلامي ضرورة التعامل مع هذا التحذير بأقصى درجات الجدية، بعد أن تبين أن حالات الاختناق التي وقعت خلال 24 ساعة اشتركت بنوع المدفأة ذاته.
فحوصات وحصر ومنع بيع
وأضاف أن الجهات المعنية تواصل فحص عينات من جميع أنواع هذه المدافئ، وسيتم إعلان النتائج فور الانتهاء منها، مشيرا إلى أن فرقا مشتركة باشرت بحصر المدافئ في المحلات التجارية والمصانع، ومنع بيعها لحين صدور النتائج المخبرية النهائية.