ماذا قال بعض الشباب عن تجاربهم في الحياة السياسية 2 | خاص لحسنى

الصورة
من حملة الهيئة المستقلة للانتخاب للتشجيع على المشاركة الحزبية
من حملة الهيئة المستقلة للانتخاب للتشجيع على المشاركة الحزبية
المصدر
آخر تحديث

يتجه الأردن من خلال منظومة تحديث القطاع العام وسن القوانين والتشريعات الجديدة التي تخص الأحزاب والانتخابات إلى إدماج فئة الشباب وإشراكها في العملية السياسية والانتخابات وصنع القرار، وهذا بحسب ما أعلنت الحكومة. ومع اقتراب الانتخابات النيابية التي ستعقد في العاشر من أيلول المقبل، لا بد لنا أن نتعرف على آراء الشباب الأردني فيما يتعلق بالعملية الانتخابية ومدى اقتناعهم وإيمانهم بالمساعي الرامية لإشراكهم في مراحل صنع القرار المختلفة.

تهميش الشباب في الأحزاب يتسبب بتلاشي أملهم بالتغيير

استطلعت حسنى آراء بعض الشباب الناشطين في البرامج المعروفة بـ "برامج القيادات الشبابية" والذين أظهروا اهتماما في صنع القرار، يقول الشاب بشار الخالدي "23 عاما" إنه ينشط في الساحتين الاجتماعية والسياسية منذ "نعومة أظفاره"، وأضاف لـ حسنى:

"قد كرست حياتي الجامعية وما بعدها لخدمة المجتمع وتعزيز المشهد السياسي في وطني.. لطالما كانت رؤيتي لتأسيس الأحزاب في الأردن متفائلة، حيث رأيت فيها بصيص أمل ونورا ينير طريق التغيير، إلا أن تلك الرؤية بدأت تتلاشى تدريجيا أمام سلسلة من التجاوزات التي عاينتها، حيث يتم تهميش الشباب وسلبهم حقهم المشروع في الترشح والتمثيل الحقيقي داخل صفوف الأحزاب، ولكن هذه الممارسات لم تزدني إلا إصرارا على مواصلة النضال لتحقيق العدالة والتمكين للشباب في المشهد السياسي الأردني".

مبادرات حكومية ومؤسسات مجتمع مدني ترفع الوعي السياسي للشباب

وأضاف الخالدي أن قانون الانتخاب الحالي يحمل في طياته بعض الإيجابيات التي تشجع على مشاركة الشباب، ما يعزز من تمثيل قضاياهم واهتماماتهم في البرلمان، بالإضافة إلى وجود مبادرات حكومية ومؤسسات مجتمع مدني تعمل على رفع الوعي بين الشباب حول أهمية المشاركة السياسية، ما يساهم في زيادة نسبة الشباب المشاركين في الانتخابات، عدا عن البرامج التدريبية وورش العمل التي تقدمها الجهات المختلفة والتي تعمل على تأهيل الشباب للمشاركة في العملية الانتخابية سواء كمرشحين أو ناخبين، مما يزيد من فرص نجاحهم في الانتخابات.

قلة الخبرة السياسية للشباب تعيقهم أمام ذوي التجارب السياسية الطويلة

وأشار الخالدي إلى العديد من التحديات من ضمنها العقبات الإدارية، إذ إن بعض الإجراءات الإدارية قد تكون معقدة أو تشكل عائقا أمام الشباب الذين يرغبون في الترشح، مما قد يثنيهم عن المشاركة، بالإضافة لقلة خبرة الشباب السياسية والتشريعية مقارنة بالمرشحين الأكبر سنا، عدا عن التحديات الاقتصادية.

مقترحات لتحسين دمج الشباب في الانتخابات

أكد الخالدي أنه ومن خلال وجوده في بيئة النشاط الشبابي المتعلقة بالانتخابات والأحزاب، نمت لديه بعض الأفكار حول قانون الانتخابات الحالي وكيفية الاستفادة منه بدمج الشباب في الانتخابات القادمة، ولخصها بالتالي:

  • تسهيل الإجراءات: تبسيط الإجراءات الإدارية للترشح وتقليل الرسوم المرتبطة بها لتشجيع مزيد من الشباب على المشاركة.

  • زيادة التوعية: تكثيف حملات التوعية حول أهمية المشاركة الشبابية في الانتخابات والدور الذي يمكن أن يلعبه الشباب في صنع القرار.

  • دعم مالي: توفير دعم مالي ولوجستي من الدولة أو مؤسسات المجتمع المدني لدعم حملات الشباب الانتخابية، مما يساعدهم في تجاوز العقبات المالية.

بعض الأحزاب تستخدم الشباب لملء الفراغات فقط

وفيما يتعلق بإدماج الشباب في الأحزاب السياسية، قال الخالدي إن الواقع الحالي لمشاركة الشباب في الأحزاب يبين أن العديد من هذه الأحزاب السياسية تسعى إلى إشراك الشباب في صفوفها، سواء من خلال تخصيص مقاعد للشباب في الهياكل القيادية للحزب أو عبر إنشاء لجان شبابية داخل الأحزاب، ما يؤكد وجود نية حقيقية لدمج الشباب، ولكن في بعض الأحيان، يتم إدماج الشباب بشكل صوري فقط، حيث يتم استخدامهم لملء الفراغات أو لتجميل صورة الحزب دون إعطائهم دورا فعليا في اتخاذ القرارات، و هذا يثير الشكوك حول جدية بعض تلك الأحزاب في تمثيل طموحات الشباب الحقيقية.

اقرأ المزيد.. ماذا قال بعض الشباب عن تجاربهم في الحياة السياسية 1 

البرامج التثقيفية تدفع الشباب للانضمام للأحزاب

وعن تطلعاته لحل الإشكاليات المتعلقة بانتساب الشباب للأحزاب قال الخالدي إنه من الضروري تقديم برامج تدريبية وتثقيفية للشباب حول كيفية المشاركة الفعالة في العمل السياسي والحزبي، ما يساعدهم على اكتساب الخبرات والمهارات اللازمة، بالإضافة لضرورة التزام حقيقي من الأحزاب بتمكين الشباب وإعطائهم دورا فعليا في اتخاذ القرارات. 

وأكد الشاب بشار الخالدي أنه لا ينتمي في الوقت الحالي إلى أي حزب سياسي، لكنه لن يمانع الانضمام إلى الأحزاب إذا توفرت فيها بعض الأمور؛ كالتوافق الفكري أي أن يتبنى الحزب مبادئ وأفكارا تتماشى مع قيمه ومعتقداته الشخصية، بالإضافة إلى وجود بيئة داعمة داخل الحزب تشجع الشباب على التغيير واتخاذ القرارات بشكل حقيقي، عدا عن أهمية أن يوفر الحزب فرصا حقيقية للشباب للتعلم والتطوير الشخصي والمهني، مثل التدريب السياسي والقيادي. 

أما عن العوامل التي قد تجعله يتجنب الانضمام للأحزاب فهي الافتقار إلى الشفافية والنزاهة في ممارسات الحزب وسياساته، والتعصب والانغلاق الفكري، والمخاوف من أن يتسبب الانضمام لأي حزب بتشكيل ضغط اجتماعي كبير قد يؤثر سلبا على العلاقات الشخصية والمهنية.

القانون لم يخصص مقاعد للشباب

ورغم حديث الحكومة المتواصل عن دعم مشاركة الشباب السياسية، فإن معدل قانون الانتخاب 2022 لم يتضمن تحديد مقاعد نيابية لفئة الشباب على غرار مقاعد المرأة والشيشان والشركس والمسيحيين، وإنما اكتفى بإجبار الأحزاب على ترشيح شاب ضمن الخمسة مرشحين الأوائل من الحزب في القائمة الوطنية دون وجود ضمانات لتأكيد حصوله على مقعد نيابي خاص بفئة الشباب.

نص من القانون المعدل لقانون الانتخاب 2022 | المصدر: الجريدة الرسمية
نص من القانون المعدل لقانون الانتخاب 2022

اقرأ المزيد.. تاريخ الحياة البرلمانية الأردنية المرحلة الأولى 1923-1946

00:00:00