الخصاونة..تعديلات محدودة على الدستور لاستكمال “التحديث السياسي”

الصورة

في أول مقابلة مع الإعلام الحكومي الخصاونة "سنمنح مخرجات لجنة تحديث المنظومة السياسية صفة الاستعجال

المصدر

في أول مقابلة إعلامية له منذ توليه رئاسة الحكومة قال رئيس الوزراء بشر الخصاونة للتلفزيون الأردني إن حكومته ستمنح مخرجات لجنة تحديث المنظومة السياسية صفة الاستعجال، وستنظر فيها الحكومة قبل انعقاد دورة مجلس الأمة العادية حيث تستلزم تعديلات محدودة إضافية على الدستور وتعديلات تطال عدة قوانين أخرى لتتواءم مع توصيات اللجنة المتعلقة بمشروعي قانوني الأحزاب السياسية والانتخابات النيابية.

كما دافع عن استمرار العمل بأوامر الدفاع مضيفا أن تسعيرة الكهرباء الجديدة لن تطال 93% من السكان، وتطرق إلى علاقة الأردن مع واشنطن و "إسرائيل".

ومع تركيز الخصاونة في حديثه على ضرورة الإصلاح السياسي وتحديث منظومته إلا أنه لفت إلى ضرورة تحقيق التعافي والنمو الاقتصادي والإصلاح الإداري وذلك في سبيل تجاوز تحديات تفرض نفسها على الواقع الاقتصادي الأردني متعلقة بمستوى الفقر والبطالة و تراجع تدفق الاستثمارات الأجنبية الى الأردن.

مشددا على أهمية الشراكة مع القطاع الخاص في عملية التنمية، والخروج بمقاربات منطقية تعالج المشكلات الأساسية والتحديات المركزية، وبشكل أساسي الفقر والبطالة والتي يعاني منها الأردن مع تفاقمها بسبب الظروف التي فرضتها جائحة كورونا.

بشر الخصاونة ينتقد ظاهرة إلقاء التهم

وأكد الخصاونة خلال المقابلة التلفزيونية أن عملية الإصلاح ترتكز على الإصلاح الإداري، كما انتقد ما وصفها بظاهرة إلقاء تهم الفساد دون أي دليل معتبرا أن تلك الحالة تعيق عملية اتخاذ القرارات.

استمرار العمل بأوامر الدفاع

ودافع رئيس الوزراء عن استمرار العمل بأوامر الدفاع التي فرضت بسبب جائحة كورونا قائلا إنها توفر الحماية الاجتماعية للعاملين في الكثير من المنشآت الخاصة.

وأن قانون الدفاع وأوامره تحمي اليوم 100 ألف وظيفة لأردنيين يعملون في قطاعات مختلفة ومتعددة وأن هناك ضرورة موضوعية لاستمرار هذه الحماية.

وشدد الخصاونة على أن قانون الصحة العامة لا يمكن الحكومة من فرض إجراءات ذات طبيعة قانونية ملزمة لحماية الوظائف، وتشجيع الناس على تلقي المطاعيم ليستأنف الناس حياتهم الطبيعية كما كانت قبل أن تضرب جائحة كورونا، مضيفا أن الوباء يصيب بشكل أساسي ويهدد غير المطعمين، وواجب الحكومة ومسؤوليتها تشجيع أكبر شريحة ممكنة على أخذ المطعوم، لأنه الضمانة الحقيقية في وجه التحديات التي فرضها الوباء والذي انعكس على الحالة الاقتصادية، مشيرا إلى عدم وجود قطاعات مغلقة في الأردن، مشددا في الوقت ذاته أنه ليس في حسابات الحكومة العودة إلى الإغلاقات من جديد.

مضيفا أن منطقة المثلث الذهبي( العقبة-البتراء-وادي رم) تشهد حالة تعافي وإقبال من السياح المحصنين، وأن المهرجانات تنعش الاقتصاد، شريطة الالتزام بالبروتوكولات الصحية.

تعرفة الكهرباء الجديدة لن تمس 93% من السكان

وقال الخصاونة إن تعرفة الكهربائية الجديدة والتي ستطبق العام المقبل لن تمس 93% من السكان ولن توفر دعما ماليا للشرائح المقتدرة ماليا، و أنه سيعاد توجيه ما تحققه مباشرة لتخفيض التعرفة على قطاعات إنتاجية ومنها قطاعات الصناعة والزراعة والفنادق والمستشفيات لتعزيز تنافسيتها.

مضيفا أن برنامج أولويات عمل الحكومة الاقتصادي يستهدف إحداث نقلة في الاقتصاد والتنمية والاستثمار، وأنها رصدت المخصصات اللازمة لجميع محاور وأولويات البرنامج كما تم رصد 80 مليون دينار في موازنة العام المقبل لبرامج التشغيل، و20 مليون دينار لدعم السياحة.

لسنا دولة نفطية 

وقال الخصاونة في هذا الشأن لا يعقل ان نركن إلى الرواية القائلة بأن لدينا نفطا في الأردن غير مستغل،.. والشركات التي جاءت واستكشفت في فترة من الفترات لم تصل إلى معطيات تؤكد وجوده بكميات تجارية، ومع ذلك تمكنا من إعادة تأهيل بئر حمزة النفطي ورفع إنتاجه من حالة صفرية إلى رقم اقترب بفترة من الفترات الى 2000 برميل يوميا، ولكن هذا لا يضعنا إطلاقا على أي خطى قريبة من الاكتفاء الذاتي أو أن نصبح دولة نفطية، والاستكشافات ستظل قائمة.

كما أن حقل الريشة جرت عليه استكشافات في السابق، وتجري الآن استكشافات وحفر للآبار، ورفعت طاقته الإنتاجية فيما يتعلق بالغاز، والاستكشافات مفتوحة لأي جهات دولية تمتلك الخبرة ومهتمة لتأتي وتساهم في عمليات الاستكشاف، ونحن نرحب بذلك إلى أبعد مدى،

 وتحدث الخصاونة عن مؤشرات واعدة، ليس ما يتعلق بالذهب فحسب، بل بما يسمى العناصر الأرضية النادرة،.. فهناك مؤشرات ربما على تواجدها، وأيضا المجال مفتوح وطنيا وكذلك للاستثمار الإقليمي والأجنبي لإجراء الدراسات والتثبت من وجود هذه العناصر النادرة، التي إن ثبت وجودها فإنها ستصبح بالقطع فرصا استثمارية، للاستثمار الداخلي او الخارجي ومن شأنها أن يكون لها مردود اقتصادي يعود بالنفع على المواطن الأردني.

 الانفتاح على الإعلام ضرورة 

وحول علاقة الحكومة بالإعلام قال الخصاونة إن الانفتاح على الإعلام ضرورة مركزية، وأن الوزراء يستطيعون التصريح فيما يتعلق بجزئيات عملهم، ووزير الإعلام يصرح فيما يتعلق بالسياسات العامة للحكومة، مضيفا أن رئيس الوزراء يظهر في المناسبات المطلوب أن يظهر فيها، ودوره أحيانا لا يقع في إطار تفسير المواقف كلها أو جلها للإعلام، وانما تقع المسؤولية على غيره من الوزراء القطاعيين، وهو يتحمل المسؤولية الجماعية في المحطات المفصلية.

العلاقة مع واشنطن استراتيجية

وعلى خلاف علاقة الأردن مع الولايات المتحدة والتي امتازت بالبرود والجمود في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وصف الخصاونة في حديثه مع التلفزيون الأردني، العلاقات الأردنية الأميركية في الوقت الراهن بالاستراتيجية، وأنها تسهم كثيرا في خدمة القضايا الوطنية والعربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

كما أنه أعاد التأكيد على موقف الأردن الدائم فيما يتعلق بحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين موضحا أن علاقة الأردن مع "إسرائيل" أمر محكوم بمدى التزام الأخيرة بإنجاز حل الدولتين، مجدد رفض أي مساس بالوضع التاريخي للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف بأي شكل من الأشكال، وذلك استنادا على الوصاية الهاشمية على تلك المقدسات.

يذكر أن تعديلا رابعا طال في 10 من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري حكومة بشر الخصاونة حيث كلف في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2020 بتشكيل حكومته، خلفاً لحكومة عمر الرزاز.

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00