في ظل الحديث عن تجاوزات في المقابر تتعلق بنبش القبور وارتفاع رسوم الدفن في بعض المناطق، برزت تساؤلات واسعة حول حقيقة الأسعار الرسمية، ومدى توفر الأماكن، والمسؤوليات القانونية لكل جهة معنية لمنع تلك التجاوزات وحفظ حرمة الموتى. 

في هذا السياق، أوضحت أمانة عمان لـ حسنى تفاصيل حول رسوم الدفن وحدود صلاحياتها في مواجهة شكاوى "تجارة القبور" والتجاوزات داخل المقابر المغلقة.

50 دينارا فقط بدل الدفن.. والأمانة تتحمل 139 دينارا عن كل قبر

أكد مدير دائرة الرقابة الصحية في أمانة عمان الكبرى، خلدون الهوادي، لـ حسنى أن المواطن لا يدفع سوى 50 دينارا بدل القبر في مقبرة سحاب الإسلامية، في حين تبلغ الكلفة الفعلية لإنشاء القبر على الأمانة 139 دينارا، دون احتساب الأرض أو أي خدمات إضافية. 

وأوضح أن هذا المبلغ يشمل تجهيز القبر بالكامل دون الحاجة إلى تدخل من أهل المتوفى أو جلب عمال، مؤكدا أن الأمانة تتكفل بجميع إجراءات الحفر والتوثيق وتحديد موقع القبر بدقة عبر تطبيق إلكتروني.

5000 كأس بلاستيكي تزال من المقبرة يوميا

وبين الهوادي أن خدمات الأمانة لا تقتصر على إنشاء القبور، بل تشمل النظافة اليومية داخل المقبرة، حيث يتم رفع ما بين 4000 إلى 5000 كأس بلاستيكي يوميا من موقع الدفن. 

ورغم توفر الحاويات، لا يلتزم البعض برمي النفايات في أماكنها المخصصة، مما يزيد العبء على عمال النظافة، وفق الهوادي، لكنه أشار إلى أن موقع المقبرة المحصور يساعد في السيطرة على النفايات وجمعها بكفاءة.

قرب انتهاء المساحات.. ومقبرة جديدة قيد الموافقات

وأشار الهوادي إلى أن مساحات الدفن في مقبرة سحاب شارفت على الامتلاء، وأن الأمانة بصدد إنشاء مقبرة جديدة، لكن المشروع ينتظر الموافقات الرسمية، لافتا إلى أن أراضي المقابر الجديدة غالبا ما تكون مملوكة لخزينة الدولة.

علما بأن الهوادي قال لـ حسنى عام 2021 إن الأمانة تعمل على تجهيز مقبرة جديدة بمساحة 5 آلاف دونم لخدمة العاصمة على مدى طويل يتجاوز 100 عام. 

وأوضح حينها الهوادي أن قطعة الأرض المخصصة لهذه المقبرة قد تم اختيارها بالفعل، وأن الأمانة تشرع حاليا في إعداد المخططات الرسمية الخاصة بها. 

وأضاف أن الأرض المخصصة للمقبرة تم الحصول عليها من خلال مقايضة بين أمانة عمان وأملاك الدولة، حيث تم تبادل أرض تابعة للأمانة بأرض أخرى من أملاك الدولة ضمن حدود محافظة العاصمة. 

وأشار الهوادي إلى أن المقبرة الجديدة ستقام وفق شروط ومعايير محددة، حيث ستكون على بعد نحو 5 كيلومترات من المناطق السكنية، وتقع خارج نطاق التنظيم العمراني. كما أشار إلى أن الأرض المختارة تتميز بكونها شبه صحراوية وغير صالحة للزراعة، لكنها ليست صخرية، مما يجعلها مشابهة في طبيعتها لأرض مقبرة سحاب.

كاميرات على المداخل.. لا تشمل القبور

وعن إجراءات المراقبة، قال الهوادي إن هناك كاميرات مراقبة على مداخل الإدارة والمرافق في مقبرة سحاب، لكنها لا تغطي مواقع القبور نفسها، موضحا أن الأمانة تتابع عمليات الدخول والخروج وتشرف على مكان الصلاة فقط.

مقبرة شفا بدران ليست للعامة

أوضح الهوادي أن مقبرة شفا بدران مخصصة فقط لأهالي مناطق شفا بدران وأبو نصير والجبيهة وصويلح، والتصاريح تمنح بناء على العنوان السكني ضمن هذه المناطق.

المقابر المغلقة مسؤولية إدارية.. وليس للأمانة صلاحية الضبط

أكد الهوادي أن الأمانة لا تدير حاليا سوى مقبرتي سحاب وشفا بدران، في حين تم إغلاق مقابر أخرى داخل حدود الأمانة، مثل صويلح، بقرار من الحاكم الإداري بعد امتلائها. 

ورغم الإغلاق، تبقى الأمانة مسؤولة عن صيانتها وتعشيبها لمنع الحرائق، أما التجاوزات مثل نبش القبور أو بيعها بمبالغ باهظة، فهي من صلاحيات الحاكم الإداري، وليست من اختصاص الأمانة، وفق ما أكده الهوادي.

وأوضح أن هذه الإجراءات تنظم بموجب نظام المقابر ودفن الموتى الصادر عن قانون الصحة العامة لعام 1970.

محافظ الزرقاء ينفي شائعة "النبش في الرصيفة"

وفي سياق متصل، نفى محافظ الزرقاء فراس أبو قاعود صحة ما تم تداوله مؤخرا من فيديوهات تزعم وجود نبش للقبور في مقبرة الرصيفة، مؤكدا أن الفيديو المتداول قديم ويعود إلى ثلاث سنوات على الأقل. 

وأشار إلى أن المقبرة تخضع لحراسة مشددة من قبل البلدية، وهي محاطة بأسوار عالية، كما تمت معالجة مشكلة الكلاب الضالة نهائيا.

حالات موثقة في البلقاء.. وبيع القبور وصل 600 دينار

كشف أبو قاعود عن ضبط حالات مماثلة في محافظة البلقاء أثناء توليه منصب المحافظ هناك، حيث تم توقيف أشخاص تورطوا في نبش وبيع قبور داخل مقابر مغلقة مقابل مبالغ وصلت إلى 600 دينار للقبر الواحد. 

وأكد أن الأجهزة الأمنية والحكام الإداريين تعاملوا بصرامة مع هذه القضايا، وأن بعض المتورطين تم توقيفهم لأكثر من 30 يوما، مشيرا إلى وجود إجراءات إدارية صارمة في حال لم تكن الأحكام القضائية رادعة.

اقرأ المزيد.. مقبرة جديدة بمساحة 5000 دونم لخدمة عمان لمدة 100 عام