الزراعة وبرنامج الأغذية العالمي يطلقان مبادرتين لوقف هدر الغذاء في الأردن

الصورة
شخص يتخلص من بواقي الطعام |istockphoto
شخص يتخلص من بواقي الطعام |istockphoto
المصدر

في إطار التصدي لتحدي هدر الغذاء على الصعيدين المحلي والوطني، أطلقت وزارة الزراعة بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي مشروعين رئيسيين تحت مظلة الحملة الوطنية "لا لهدر الغذاء". 

يأتي هذا التحرك في إطار أولويات الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي (2021-2030)، ويهدف إلى تعزيز الجهود للتصدي لهدر الغذاء وتقديم حل مبتكر لهذا التحدي الملحّ.

مشروعان لوقف هدر الغذاء في الأردن 

بحضور وزير الزراعة ورئيس مجلس الأمن الغذائي، خالد الحنيفات، تم التوقيع اليوم على اتفاقيتين بين برنامج الأغذية العالمي وجهات أخرى، وذلك في إطار تنفيذ المشروعين الاستراتيجيين الرئيسين.

المشروع الأول يستهدف إطلاق مسابقة "هاكاثون" ابتكارية بالتعاون مع شركة سيواس السويسرية، وهي مؤسسة متخصصة في تنفيذ المشاريع الداعمة للأفكار غير الربحية التي تسعى للمحافظة على استدامة الموارد الطبيعية وتقديم حلول إبداعية لتحدياتها. سيشمل هذا الهاكاثون مشاركة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأفراد والجامعات في الأردن، وذلك لتمكينهم ودعمهم في تطوير أفكارهم المبتكرة وتوسيع نطاقها، مما سيساهم بشكل كبير في تقليل حدة هدر الغذاء.

أما المشروع الثاني في إطار تعزيز إدارة هدر الغذاء، فيتضمن شراكة مع جمعية بسمة الحياة، التي تعنى بجمع الطعام الزائد من الفنادق وإعادة توزيعه على المحتاجين. تهدف هذه الشراكة إلى اختبار مجموعة من الأنشطة الداعمة لزيادة كفاءة وفعالية هذه المبادرة المهمة.

هناك جهود مشتركة بين وزارة الزراعة وبرنامج الأغذية العالمي، وهذه الجهود تشير إلى تطوير نهج مستند إلى الأدلة للدراسات المختلفة في مجال إدارة هدر الغذاء. هذا النهج سيعمل على دعم وتعزيز المبادرات المحلية لإدارة الهدر الحاصل في الغذاء بهدف زيادة فعاليتها وكفاءتها واستدامتها. وقد حدد برنامج الأغذية العالمي 15 مبادرة محلية محللا التحديات التي تواجهها، مما سيسهم في إنشاء منظومة حوكمة تنظيمية تنسق الجهود المبذولة.

أهمية مكافحة هدر الغذاء

وشدد خالد الحنيفات على التزام الوزارة بتنفيذ المشاريع والأنشطة التي تعزز الأمن الغذائي بما يتماشى مع الاستراتيجية المحلية ورؤية التحديث الاقتصادي. وأشار إلى أهمية التصدي لهدر الغذاء كتحدٍّ كبير، خصوصا في ظل الموارد المحدودة في الأردن، وشجع على مشاركة الشباب والشابات في إيجاد حلول إبداعية ضمن مشروع "الهاكاثون" الابتكاري. 

من جانبه، أعرب ألبرتو كوريا مينديز، ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القُطْري في الأردن، عن التزام البرنامج الثابت بمواصلة دعم الحكومة الأردنية في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي. وأكد أهمية الحد من هدر الطعام كجزء أساسي من هذه الاستراتيجية، وشدد على النهج المتعدد الأوجه الذي يعتمده البرنامج من خلال البحوث والتوصيات والمبادرات لتحقيق نظم غذائية فعالة ومستدامة.

حملة توعية حول مسألة هدر الغذاء

وفي سياق آخر، يعكف البرنامج حاليا -بالتعاون مع وزارة الزراعة- على تصميم حملة توعية موجهة تهدف إلى زيادة الوعي حول مسألة هدر الأغذية وتشجيع الأنماط الاستهلاكية المسؤولة. ستستند هذه الحملة إلى نتائج الدراسة النوعية التي يجريها البرنامج لتحليل العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تسهم في هدر الغذاء لدى فئات متنوعة في المجتمع.

93 كيلوغراما من الطعام سنويا.. مقدار هدر الفرد في الأردن 

يشار إلى أن هدر الغذاء في الأردن يُقدر بـ 93 كيلوغراما للفرد في العام، ما يعادل 955 ألف طن من الغذاء، وهذا الكم الهائل يكفي لتلبية احتياجات ما يقرب من مليون ونصف المليون شخص لمدة عام كامل. 

إن هذا التحدي الذي يتزايد يوما بعد يوم في مجال هدر الغذاء يعد أمرا ذا أهمية قصوى نظرا للآثار السلبية الاقتصادية والبيئية والاجتماعية التي يمكن أن يُسفر عنها، والتي تؤثر بشكل مباشر على الموارد الطبيعية المحدودة في البلاد.

اقرأ المزيد.. هل ستنجح وزارة الزراعة بإنقاذ مليون طن طعام من الهدر؟

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00