الهزيمة بالحرب والسلام
ما تزال "إسرائيل" تسعى إلى عقد المزيد من اتفاقيات السلام مع الدول العربية، بعد أن وقعت اتفاقيات مع ست دول عربية هي: مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب والسودان، وأي دولة عربية تسقط في شباك السلام، فهذا يعني انتصارا لإسرائيل، التي تريد أن تستبدل حالة العداء لها في المنطقة بالتطبيع، وبذلك تفرض هيمنتها على المنطقة العربية وتصبح جزءا منها.
منذ توقيع أولى الاتفاقيات مع الكيان الغاصب ولغاية الآن، لم تستفد أي دولة عربية من ثمار السلام ولم تجن سوى الخيبات والمزيد من الدمار وحالة التردي في الأوضاع المعيشية والاقتصادية والسياسية ومختلف المجالات التي أظهرت العالم العربي أنه لن يخرج بسهولة -رغم التفوق الإسرائيلي والتقدم العلمي في العالم- من حالة التخلف التي وصل إليها.
النتيجة أن عدونا يتقدم ويتطور فيما نحن نعيش في العالم العربي حالة من التراجع والتخلف والسقوط.. الفقر يتزايد ويتسع إلى حد البؤس، والبطالة تتفشى بين صفوف الشباب فيما عدونا يتخلص منها حتى أصبحنا قوات احتياط لسد النقص في العمالة التي يحتاجها في أسواقه، العالم يدخل الحداثة والتطور التكنولوجي ونحن نزداد تخلفا وتراجعا.. العالم يتوسع في الحريات ونحن نضيقها ونزداد استبدادا.. العالم يتمسك بديمقراطيته ونحن ما زلنا نتطلع إليها ونعدها بالسنوات، دون أن نحدد أداة للقياس.. كل الدول تحررت من التبعية فيما نحن نتمسك بمكوناتها ونفتخر بها، شعوبنا توقفت طموحاتها وتعيش حالة من اليأس، فيما شعوب العالم تتطلع إلى رسم الأمل والتغيير دائما إلى الأفضل.
الحرب والسلام
نحن لم ننجح لا في الحرب ولا في السلام، لا بل إننا نتراجع خطوة أسفل خطوة، ولم نكسب شيئا من ثمار "السلام "، فيما عدونا نجح في فرض إرادته، ويبيعنا وهما وكذبا بقيام دولة فلسطينية، لم تعد قريبة المنال في ظل اتفاقيات السلام، وعمل على فرض إرادته علينا والسيطرة على ثرواتنا، والأخطر نجاحه في فرض رقابة على المناهج الدراسية، والتحريض على أي دعوات ضد "إسرائيل"، فيما نعتقد أن تغيير المناهج يتم وفق حالات التطوير ومواكبة العلم والتنافس مع العالم، لكن الأمر غير ذلك، حيث كشفت وثيقة سرية موقعة بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، تم تسريبها إلى وسائل إعلام، قيام سلطات الاحتلال بالرقابة على المناهج الدراسية في العالم العربي وبالذات المناهج داخل مناطق السلطة الفلسطينية، وهذا أخطر شيء يمكن أن تقوم به، وهو السيطرة على النشء من الناحية التعليمية وتغيير أنماط التفكير والسلوك لديه.
الحقيقة أن المناهج الدراسية في العالم العربي، وبالذات في فلسطين، هي الآن تحت مجهر الرقابة الإسرائيلية، التي تعمل ضمن مشروع يتفق مع رؤيتها في التهويد وفرض هويتها في المنطقة، والمضي في قطار التطبيع مع الدول العربية.
السؤال لماذا نخضع لرقابة المحتل؟