خبير هندسة المياه، ناشط سياسي
صناعة الإنجاز ممكن.. فلنحاول
بقلم لؤي الفروخ | المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
في ظل انشغال الناس والإعلام في كأس العالم، بدأ الحديث عن إنجازات لدول العالم الثالث بتفوقها على دول لها باع طويل وتراكم خبرات ومصادر تمويل في هذه البطولة، وقد لاقت هذه الإنجازات دعم وترحيب الشارع في بلاد العرب وغيرها من الدول.
كيف يمكن صناعة الإنجاز
فكما أن صناعة الإنجاز في بطولة كرة القدم تحققت في ظل توقعات بعكس ذلك، لكنها حدثت بسبب المحاولة والاعتماد على الذات والخبرات المحلية والتخطيط السليم. كل ذلك يبعث الأمل في نفوس الناس أن لا شيء مستحيل عندما تكون هناك إرادة وتخطيط واعتماد على الذات؛ ليس في كرة القدم بل في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والعلمية والعسكرية.
إن ما ميز هذا الإنجاز أنه إنجاز جمعي، حيث غاب هذا النوع من الإنجاز عقودا طويلة عن هذه الأمة والبلاد منذ سقوط الخلافة العثمانية وسيطرة الدول الاستعمارية على بلادنا من شرقها إلى غربها وتقسيمها إلى كيانات هزيلة والتحكم بمقدراتها بعكس الإنجاز الفردي، حيث هناك العديد من النماذج الفردية التي صنعها أفراد من بلادنا من محيطها إلى خليجها للبشرية، إنجازات عظيمة في كل المجالات والتي ساهمت في التقدم العلمي في بلاد الغرب.
الناس متعطشون..
فالناس متعطشون للإنجازات الجمعية مثل إعادة السلطان المسلوب من الأمة إلى الأمة، بحيث هي من تقرر من يحكمها وهي تحاسب من يحكمها وهي من يقرر تغيير من يحكمها فلماذا لا نحاول.
والناس متعطشة إلى توحيد بلاد العرب والمسلمين التي قسمها الاستعمار إلى دويلات وزرع بينها الحدود والحواجز، فمن حق الناس في بلادنا أن يعيشوا في أي مكان كما كانوا وأن يستثمروا ويتنقلوا بين محيطها وخليجها بدون عوائق ولا حدود ولا إذن دخول، فلماذا لا نحاول.
والناس متعطشة إلى عودة السيادة للشرع كما كانت وكما أرادها خالق هذا الكون والناس حتى يسود العدل والمساواة وإحقاق الحق ودحر الباطل وأهله فلماذا لا نحاول.
والناس متعطشة إلى دولة قوية تحرر فلسطين من أيدي الاحتلال الذي زرعه الاستعمار في بلادنا لرفع الظلم عن أهلها وعودة الحقوق لأصحابها ولتطهير الأرض التي بارك الله فيها وحولها من دنس المحتلين فلماذا لا نحاول.
والناس متعطشة إلى دولة قوية تعتمد على نفسها هي المؤثرة في العالم وهي من تعمل لإنقاذ البشرية من ظلم البشر وليست تابع ومنفذ لسياسات الغرب وليست حامي لمصالح الغرب والشرق فلماذا لا نحاول.
الأحلام كثيرة والإنجازات الجمعية الغائبة كثيرة لكن صناعة أي إنجاز ممكنة وما علينا إلا أن نحاول مرات عديدة ونعمل بجد وإخلاص حتى يتحقق الإنجاز وإن غدا لناظره قريب.