قرر رئيس الوزراء أيلول الماضي تغيير التوقيت الشتوي إلى التوقيت الصيفي اعتبارا من آخر ليلة جمعة من شهر شباط 2022، بشكل يشذ عن كل دول العالم التي تعمل بهذا التوقيت ودون النظر إلى تبعات هذا القرار  على الأطفال السائرين إلى مدارسهم، و الناس الخارجة إلى أعمالها ودوامها من المحافظات المختلفة، وأصحاب الأعمال الذين يرتبطون بأعمال اقتصادية في الخارج، وشرائح أخرى من الناس.

ويرى رئيس الجمعية الفلكية عمار السكجي أن هذا القرار سيضر بالكثيرين وسيحتم على الناس الخروج في العتمة وقبل شروق الشمس إلى مدارسها وأعمالها.

وأكد السكجي لـ حسنى أن أحدا من الدول التي تعمل على تغيير التوقيت بين صيفي وشتوي لم يسبقنا إلى مثل هذا القرار، حيث أن آخر شهر آذار هو المعتمد لتغيير التوقيت اعتمادا على وقت شروق الشمس.

وتعتمد أكثر من 70 دولة في العالم التوقيت الصيفي في آخر شهر آذار بينما ستتفرد الأردن بقرار تحويله إلى شباط.

ولفت السكجي أن الأصل في التوقيت هو الشتوي الذي نحن عليه الآن، بينما تلجأ دول للتوقيت الصيفي للاستفادة من الشمس وتوفير الطاقة، إلا أن هذا القرار لن يحقق أي توفير للطاقة.

التوقيت الصيفي عدو لأطفال المدارس

ويشتكي كثير من أهالي الأطفال والطلاب الذين سيضطرون للخروج في العتمة للوصول إلى مدارسهم، خاصة الذين يذهبون سيرا على الأقدام ويعيشون في مناطق بعيدة أو زراعية.

يقول أبو أحمد لـ حسنى أنه يسكن في عين الباشا و يقلق من الكلاب التي يمكن أن تهاجم أولاده في العتمة، حيث يخرج أولاده في الصف الثالث والخامس مشيا على الأقدام في الساعة 6:30 صباحا ليتمكنوا من الوصول إلى مدارسهم التي تبعد نحو 3 كيلومترات عن منزلهم.

ويعاني أصلا الكثير من الأهالي من الكلاب الضالة في المساءات والصباح الباكر، ولم تقدم الحكومة أي حل لنهش الكلاب الذي يعتقد الأهالي أنه سيتفاقم عند تطبيق قرار تبكير العمل بالتوقيت الصيفي.

اقرأ المزيد: طفل يتصدى بشجاعة لكلاب ضالة هاجمت شقيقته بالعض والنهش

ويذهب آلاف الطلاب في المخيمات إلى مدارس وكالة الغوث التي تعتمد نظام الفترتين ما يجعل دوام الفترة الصباحية أبكر من الدوام المعتاد، وسيواجه هؤلاء صعوبة في الخروج إلى المدرسة قبل شروق الشمس بكثير.

ولا يبدو أن لوزارة التربية و التعليم أي إسهام في هذا القرار  رغم أن عدد طلبة الصفوف الأساسي الثلاث الأولى بالأردن يبلغ 800 ألف طالب وطالبة بينما يذهب إلى المدرسة نحو مليوني طالب تحت سن الثامنة عشرة.

توقيت صيفي خال من المشورة

وسيحمل القطاع الصناعي والتجاري تبعات هذا القرار في ظل ضعف شبكة المواصلات التي تنقل الناس إلى أعمالهم. وسيتوجب على كثير من عمال المصانع الذين يخرجون مبكرين لتشغيل الماكينات، لإحمائها قبل بدء العمل، للخروج الآن في ظلمة الليل للوصول لأعمالهم.

وينتقد رئيس جمعية الرخاء لرجال الأعمال فهد طويلة قرار الانتقال المبكر للعمل بالتوقيت الصيفي ويصفه بغير المدروس.

ولا يبدو أن القرار استند كذلك إلى دراسة أو مشاورات مع غرف الصناعة والتجارة، حيث نفى رئيس غرفة التجارة خليل الحاج توفيق لـ حسنى أن تكون الحكومة قد استشارتهم في الأمر.

ونفى لنا كذلك رئيس غرفة الصناعة فتحي الجغبير مشاورة الحكومة لهم بهذا القرار.

مقتل نور العوضات والتوقيت الصيفي

ولا زالت ذاكرة الأردنيين تحتفظ بألمها على الطالبة نور العوضات التي قتلت في حافلة نقل ركبتها إلى جامعتها قبل شروق الشمس عام 2013، وحمل نواب يومها المسؤولية لرئيس الوزراء عبدالله النسور الذي أصر على توحيد التوقيت دون النظر إل تبعاته على الناس في ذلك الوقت