أعربت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية عن إدانتها الشديدة لاستهداف الاحتلال الإسرائيلي لمربع سكني في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة
الأردن 2023.. جبهة شمالية ساخنة وحزن تصاعد على غزة
مر الأردن خلال العام 2023 بأحداث عدة على كافة الأصعدة، سواء السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية وحتى التشريعية، توسطت العام 2023 فرحة غمرت الأردنيين بزفاف ولي العهد الأمير الحسين، وها هم يودعونه بقلوب يعتصرها الحزن لهول العدوان الوحشي الذي يشنه جيش الاحتلال على غزة وعيونهم ترقب العام 2024 برجاء أن يرفع الله البلاء عن أهلنا في القطاع وأن يرحم شهداءهم ويداوي جراحهم، وفي هذا التقرير سنستعرض أبرز الأحداث خلال العام الحالي وحسب التسلسل الزمني.
كانون الثاني: رفض شعبي لزيارة نتنياهو لعمّان
التقى الملك عبد الله الثاني برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في عمان، للتأكيد على موقف الأردن الداعي لضرورة احترام الاحتلال للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك، والذي يعني أن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس والتابعة لوزارة الأوقاف الأردنية هي المسؤولة الوحيدة عن إدارة شؤون الأقصى، من دون أي صلاحية لحكومة الاحتلال بالتدخل فيه.
وكان الملك عبد الله قد أكد لنتنياهو على ضرورة الالتزام بالتهدئة ووقف أعمال العنف بحق الفلسطينيين لفتح المجال أمام أفق سياسي لعملية السلام.
وشهدت زيارة نتنياهو لعمان رفضا واستهجانا شعبيا تزامنا مع خروج مسيرات منددة بالاعتداءات في المسجد الأقصى المبارك، حيث كان وزير أمن الاحتلال شديد التطرف إيتمار بن غفير قد اقتحم الأقصى قبل 20 يوما من زيارة نتنياهو لعمان وهدد بتكرار الاقتحام.
شباط: اجتماع العقبة
وخلال هذا الشهر عقد اجتماع تنسيقي في مدينة العقبة حضره ممثلون عن الأردن وفلسطين ودولة الاحتلال الإسرائيلي ومصر والولايات المتحدة، واتفق المجتمعون على دعم خطوات بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لمعالجة القضايا العالقة عبر حوار مباشر شريطة التزام الاحتلال بوقف إقرار أي بؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة لمدة 6 أشهر، ووقف مناقشة إنشاء أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر، بالإضافة لالتزام الطرفين بوقف الإجراءات الأحادية من 3 إلى 6 أشهر. الأمر الذي لم تلتزم به تل أبيب وتصاعدت وتيرة المشاريع الاستيطانية.
وخلال الشهر ذاته وفي سياق آخر، حكمت محكمة أمن الدولة بإعدام 3 متهمين وسجن آخرين لمدد متفاوتة بينها المؤبد، في قضية "خلية السلط" والتي وقعت خلال عام 2018 وأسفر عنها استشهاد 4 من رجال الأمن الأردنيين.
اقرأ المزيد.. مصدر: اجتماع العقبة يبحث التهدئة في الأراضي الفلسطينية
آذار: خريطة سموتريتش
شهد شهر آذار استدعاء وزارة الخارجية سفير الاحتلال لدى عمان وسخطا شعبيا واسعا على خلفية استخدام وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش خريطة لكيان الاحتلال الإسرائيلي تضم الأردن وفلسطين، وذلك خلال فعالية في فرنسا.
ووصفت وزارة الخارجية سلوك سموتريتش بالتحريضي الأرعن، وأنه يمثل تصرفا عنصريا متطرفا وخرقا للأعراف الدولية ومعاهدة السلام "الأردنية الإسرائيلية".
نيسان: قضية النائب عماد العدوان
شهد هذا الشهر حادثة إيقاف سلطات الاحتلال الإسرائيلي للنائب عماد العدوان، بزعم تهريبه كميات من الأسلحة والذهب من الأردن إلى الضفة الغربية المحتلة، حيث تم ترحيل النائب بعد نحو أسبوعين من اعتقاله إلى الأردن وتم رفع الحصانة النيابية عنه والبدء بإجراءات محاكمته.
أيار: استهداف أوكار تهريب المخدرات
نفذ سلاح الجو الأردني خلال هذا الشهر ضربة جوية نوعية استهدفت مصنعا للمخدرات في جنوبي سوريا، وقتلت المهرب المتهم بتنفيذ عمليات شحن كبيرة عبر حدود البلدين مرعي الرمثان و7 من أفراد عائلته.
وأعادت هذه الحادثة ملف تهريب المخدرات من سوريا للأردن ودول الخليج إلى الواجهة، وذلك عقب دعم الأردن عودة النظام السوري لجامعة الدول العربية مقابل إقدام الأخير على وقف عمليات تهريب المخدرات، وهو ما لم يحدث ما أجبر الأردن على القيام بتلك الضربات الجوية.
اقرأ المزيد.. الصفدي تعقيبا على استهداف الرمثان: سنعلن في الوقت المناسب
حزيران: نفرح بالحسين
وانتصف العام 2023 على فرحة غمرت الأردنيين، حيث شهد مطلع هذا الشهر زفاف ولي العهد الأمير الحسين من الأميرة رجوة السيف، حيث شملت مظاهر الاحتفالات بهذه المناسبة كافة أنحاء المملكة وكانت بعنوان "نفرح بالحسين"، كما حضر الاحتفالات الرسمية والتي انطلقت من قصر زهران قادة وشخصيات من دول عدة حول العالم.
تموز: حرق نسخة من المصحف الشريف
استدعت وزارة الخارجية الأردنية القائم بأعمال السفارة السويدية في المملكة لنقل رسالة احتجاج "شديدة اللهجة" إلى حكومة بلاده لسماحها بإحراق نسخة المصحف في أول أيام عيد الأضحى المبارك.
وأقدم أحد اللاجئين العراقيين في السويد على إحراق نسخة من المصحف الشريف أمام مسجد في العاصمة السويدية ستوكهولم، وذلك بعد حصوله على الموافقة الرسمية من الشرطة السويدية للقيام بهذا الفعل بحجة حصوله على قرار قضائي يسمح له بذلك.
آب: قوانين مثيرة للجدل
صدرت الإرادة الملكية خلال هذا الشهر بالموافقة على عدة مشاريع قوانين من بينها مشروع قانون الجرائم الإلكترونية الذي أثار خلال مراحل إعداده جدلا ورفضا واسعا في الأردن بسبب تخوفات من إساءة استخدام القانون بشكل يؤدي إلى قمع الحريات، وذلك بحسب رأي الأطراف الرافضة للمشروع.
اقرأ المزيد.. الأعيان يقر قانون الجرائم الإلكترونية متجاهلا مطالبات بالتريث
ومن بين مشاريع القوانين التي صدرت الإرادة الملكية بالموافقة عليها خلال هذا الشهر:
-
القانون المعدل لقانون السير.
-
القانون المعدل لقانون الشركات.
-
القانون المعدل لقانون تشكيل المحاكم الشرعية.
اقرأ المزيد.. الفرق بين قانون السير الجديد والقديم من ناحية العقوبات على المخالفات
أيلول: كلمة الملك عبد الله أمام الأمم المتحدة
ألقى الملك عبد الله الثاني خلال هذا الشهر كلمة في الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة تناول فيها عدة قضايا من بينها القضية الفلسطينية واللاجئون السوريون وتهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن، وفيما يتعلق بفلسطين أكد الملك على أن المعاناة ستستمر في المنطقة إلى أن يساعد العالم في إنهاء "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وكان هذا الشهر قد شهد عودة تهريب المخدرات عبر الحدود الشمالية إلى الواجهة مرة أخرى، حيث أعلنت القوات المسلحة الأردنية مرات عديدة عن إسقاط طائرات مسيرة محملة بالمخدرات والتصدي لمحاولات تهريب مخدرات عديدة أخرى.
اقرأ المزيد.. الملك يبحث في عدة لقاءات التعاون المشترك والتحديات العالمية
تشرين الأول: حملات صهيونية لمهاجمة مواقف الأردن الرسمية الرافضة للعدوان على غزة
شهدت كافة المدن الأردنية وخاصة محيط سفارة الاحتلال الإسرائيلي في عمان تظاهرات حاشدة رفضا لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، تخللتها محاولات للوصول إلى الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالإضافة لموقف رسمي رافض لهذا العدوان، وذلك على خلفية معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" ردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى المبارك والفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، ومن أجل تحرير الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، الأمر الذي قابله جيش الاحتلال بشن عدوان عنيف على قطاع غزة في محاولة لاستعادة شيء من مظهر قوته الكاذبة التي كسرها المقاومون، ما تسبب بسقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى الفلسطينيين.
وتمثلت بعض مواقف الأردن الرسمية تجاه هذا العدوان بتعبير الملكة رانيا العبد الله خلال مقابلة على شبكة "سي إن إن" عن صدمة وخيبة أمل العالم العربي من "المعايير المزدوجة الصارخة" في العالم و"الصمت الذي صمّ الآذان" في وجه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما أكدت أن "الصراع" لم يبدأ بمعركة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول 2023 حيث قالت عن الإعلام الغربي:
"إن معظم الشبكات تغطي القصة تحت عنوان إسرائيل في حالة حرب، ولكن بالنسبة للفلسطينيين على الجانب الآخر من الجدار العازل والجانب الآخر من الأسلاك الشائكة، لم تغادر قط الحرب. هذه قصة عمرها 75 عاما، قصة موت وتهجير للشعب الفلسطيني".
اقرأ المزيد.. لجان صهيونية تهاجم المواقف الأردنية الداعمة لغزة بـ 60 ألف منشور
تشرين الثاني: مظاهرات شعبية رافضة للعدوان على غزة
استمرت المظاهرات الشعبية في كافة المدن الأردنية دعما لقطاع غزة وللمقاومة الفلسطينية ورفضا للعدوان، كما تصاعد الموقف الأردني الرسمي عبر إعلان وزير الخارجية أيمن الصفدي في مقابلة صحفية مع قناة الجزيرة عن عدم توقيع اتفاقية تبادل الطاقة مقابل المياه مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
كما تساءل الصفدي خلال اللقاء قائلا لمذيعة الجزيرة:
"هل تتخيلي وزيرا أردنيا يجلس إلى جانب وزير إسرائيلي لتوقيع اتفاقية، بينما تقتل إسرائيل أهلنا في غزة؟".
في المقابل، هاجم العديد من المسؤولين الإسرائيليين مواقف الملكة رانيا ووزير الخارجية أيمن الصفدي وكافة المواقف الأردنية الرسمية الرافضة للعدوان الإسرائيلي على غزة، بالإضافة لتنظيم حملات إلكترونية صهيونية ممنهجة لمهاجمة الموقف الأردني، كما أشارت له حسنى في تقرير سابق.
اقرأ المزيد.. الأردنيون يهتفون ضد أمريكا في محيط سفارتها بعمّان
كانون الأول: إضراب شامل تضامنا مع غزة
شهد هذا الشهر أكبر إضراب عن العمل في تاريخ الأردن عبر إغلاق المحال التجارية والشركات أبوابها ليوم كامل تضامنا مع غزة، وللضغط على الحكومة لاتخاذ مواقف أقوى تجاه الاحتلال، بالإضافة لحملة مقاطعة واسعة للبضائع والشركات الأمريكية و"الإسرائيلية" والداعمة للكيان المحتل، عدا عن تنظيم تظاهرات حاشدة بالقرب من سفارات العواصم صانعة القرار والداعمة لـ"إسرائيل" وخاصة سفارة الولايات المتحدة الأمريكية التي يعتبرها الأردنيون شريكة في حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال بحق الغزيين.
اقرأ المزيد.. مشاركة أردنية واسعة بالإضراب الشامل ضد الإبادة في غزة
شخصيات غيبها الموت خلال عام 2023
وودع الأردنيون خلال عام 2023 عددا من الشخصيات الأردنية، من بينهم رئيس الوزراء الأسبق عبد السلام المجالي عن عمر 98 عاما، والذي تولى رئاسة الوفد الأردني في محادثات السلام التي أدت إلى توقيع اتفاق وادي عربة بين الأردن والاحتلال الإسرائيلي في عام 1994.
كما توفي رئيس الوزراء الأسبق معروف البخيت بعد صراع طويل مع المرض، بالإضافة لوفاة عضو مجلس النواب يسار الخصاونة إثر معاناته من مرض السرطان، وخلفه في المجلس النائب محمد علي العكور.
اقرأ المزيد.. أبرز أحداث العالم عام 2023.. لطف الله يتجلى والنصر قريب