خيام النازحين في غزة.. لا تحمي من المطر ولا تقي من البرد

الصورة
امرأة في غزة تغطي الخيمة بكيس بلاستيكي لحمايتها من المطر
امرأة في غزة تغطي الخيمة بكيس بلاستيكي لحمايتها من المطر
المصدر
آخر تحديث

يهيم الآباء في قطاع غزة على وجوههم بحثا عن أقمشة تقي أبناءهم برد الشتاء القارس الذي طرق سماء القطاع، حيث باتت صواريخ جيش الاحتلال الإسرائيلي تسقط على الأبرياء تزامنا مع هطول المطر عليهم، ليفقد الغزيون آخر معاني الطمأنينة. 

نحو مليون نازح بسبب العدوان لا يعرفون إلى متى سيبقون على قيد الحياة وآلة الحرب الإسرائيلية تطاردهم أينما توجهوا، وها هو البرد يزيد من معاناتهم فينفض أطرافهم، فلا مأوى بعد أن دمر جيش الاحتلال بعدوانه مئات الآلاف من المباني ومئات المدارس والمساجد والكنائس والمستشفيات، فضلا عن حظر دخول الوقود وانقطاع الكهرباء، ما يعني عدم توفر أي وسيلة تدفئة.

2 مليون إنسان دون وسائل تدفئة في غزة

وفي الوقت الذي تتأهب فيه المنطقة لاستقبال المنخفض الجوي وتسخر كافة إمكانياتها للتعامل مع التطورات المصاحبة له، يصحو أكثر من 2 مليون مدني في قطاع غزة وهم عاجزون عن إيجاد مأوى يقيهم الرياح الشديدة والأمطار الغزيرة التي يتعرض لها القطاع للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع. 

وتتأثر المنطقة بامتداد منخفض جوي يتمركز شمال شرق جزيرة قبرص مصحوبا بكتلة هوائية باردة ورياح عاصفة وانخفاض ملموس على درجات الحرارة، كما يتوقع أن تسجل هطولات مطرية غزيرة، وفق مراكز التنبؤ الجوي. 

مؤسس ومدير موقع طقس العرب محمد الشاكر قال إن المنخفض الجوي سيؤثر على قطاع غزة، حيث سيصحبه تساقط غزير للأمطار لا سيما في ساعات الليل. 

وبين الشاكر في حديث لـ حسنى أن الأمطار ستتساقط على مختلف مناطق قطاع غزة مصحوبة برياح شديدة السرعة، موضحا أن تركز الهطولات في ساعات الذروة ستكون في المناطق الشمالية. 

وحذر الشاكر من الظروف الإنسانية الصعبة التي سيعاني منها سكان قطاع غزة نتيجة تدمير القصف الإسرائيلي للمباني والمنشآت في القطاع، عدا عن انعدام وسائل التدفئة والافتقار إلى الملابس الشتوية بين الفارين من المجازر الإسرائيلية. 

ويستمر العدوان الإسرائيلي الإرهابي على غزة لليوم الرابع والأربعين، الأمر الذي أدى إلى تدمير مساكن كثيرة، عدا عن منع جيش العدو وصول المساعدات الإنسانية والوقود لأراضي القطاع، مما تسبب بكوارث إنسانية لا تحصى، سيصحبها انعدام كامل لوسائل التدفئة خلال المنخفض الجوي.

اقرأ المزيد.. الخدج يحتضرون.. والحاضنات تأتيهم على ظهور الدبابات

خيام لا تقي مطرا ولا بردا

بعد أن دمر الاحتلال منازل الكثيرين وأجبر آخرين على الخروج من منازلهم، باتت الخيام مسكنا للكثيرين، وهذه الخيام ستتداعى وتغرق بسهولة مع أولى الهطولات المطرية. 

ويتوقع أن تتسبب الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة بتطاير وغرق الخيام التي يقيم فيها آلاف النازحين داخل ساحات مدارس تابعة لوكالة الأمم المتحدة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا". 

وسترافق المنخفض الجوي أجواء شديدة البرودة وارتفاع في منسوب الأمواج، كما من المحتمل تشكل الفيضانات والسيول جراء الهطولات المطرية الغزيرة، وهو ما ينذر بظروف صعبة للغاية ما يستدعي تدخلا دوليا عاجلا لوقف الحرب الفوري وتأمين الاحتياجات والمساعدات الإنسانية اللازمة وبشكل عاجل. 

وتشير تقارير إعلامية إلى أن معظم المناطق في غزة تعاني من أضرار بالغة في البنى التحتية حتى قبل بدء العدوان الحالي؛ نتيجة القصف الإسرائيلي والحصار المطبق على القطاع منذ 17 عاما مما يحول دون إجراء الصيانة اللازمة لها. 

وتؤكد التقارير أن مياه الأمطار ستجتاح شوارع المدينة الساحلية، وستجبر النازحين على النزوح للمرة الثانية بعد فرارهم من إجرام الاحتلال الإسرائيلي والاستهداف المباشر لحياتهم. 

أطفال يحتمون من المطر تحت خيمة في مدرسة تابعة للأونروا في رفح
أطفال يحتمون من المطر تحت خيمة في مدرسة تابعة للأونروا في رفح

وأظهرت مقاطع فيديو نشرت قبل أيام سكانا من قطاع غزة وهم يحاولون جمع مياه الأمطار لاستخدامها لغايات الشرب؛ في ظل منع جيش الاحتلال المساعدات الإغاثية من الدخول إلى قطاع غزة.

شاب في غزة يشرب الماء من بقايا الأمطار العالقة بالخيمة
شاب في غزة يشرب الماء من بقايا الأمطار العالقة بالخيمة

رسالة صامتة إلى عالم متواطئ 

الغزيون نزحوا من شمال القطاع إلى جنوبه؛ فرارا من جحيم الصواريخ وانعدام الغذاء والدواء، حيث ساروا دون أن يحملوا ملابس دافئة تقيهم برد الشتاء.

ويواجه النازحون صعوبات بالغة في تأمين الملابس الدافئة لأطفالهم في ظل تدمير منازلهم من قبل جيش الاحتلال وعدم قدرتهم على شراء ملابس جديدة نظرا لارتفاع كلفتها. 

وتقرع المشاهد الآتية من غزة جرس الإنذار أملا في أن يصحو ضمير العالم الغائب، في رسالة صامتة وربما أخيرة لإيقاظ الإنسانية من غفلتها المتواصلة منذ 44 يوما من العدوان والقتل والتدمير، فهل من مستجيب؟

اقرأ المزيد.. إدانات المنظمات الإنسانية.. هل تتجاوز الورق لتردع الاحتلال؟

دلالات
شخصيات ذكرت في هذا المقال
الأكثر قراءة
00:00:00