بسم الله الرحمن الرحيم، "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم
خطاب أبو عبيدة في معركة طوفان الأقصى بتاريخ 10-12-2023
بسم الله الرحمن الرحيم، "قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ۖ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ".
الحمد لله رب العالمين، كتب العزة والغلبة لنفسه ولرسوله وللمؤمنين، والذلة والهوان للمجرمين والمستكبرين، والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد، وعلى آله وصحبه ومن جاهد جهاده وبعد.
يا أبناء شعبنا المجاهد العظيم، يا أمتنا العربية والإسلامية، يا أحرار العالم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعد 65 يوما من بدء معركة طوفان الأقصى السابع من أكتوبر المجيد، وبعد تجدد القتال منذ انقضاء الهدنة المؤقتة قبل عشرة أيام، والتي جرى فيها تبادل فئة من الأسرى والمحتجزين لدينا مقابل تحريرنا لمئات الأسرى الأطفال والأسيرات من سجون الاحتلال، يواصل العدو الصهيوني النازي البغيض عدوانه الهمجي ضد شعبنا، مستهدفا الانتقام الأعمى من المدنيين وخاصة الأطفال والنساء والتدمير للبنى التحتية والمساكن والمشافي والمؤسسات المدنية في جرائم حرب همجية بشعة هي الإنجاز الوحيد الذي يتغنى به قادة الاحتلال وجيشه الجبان.
تدمير أكثر من 180 آلية عسكرية خلال 10 أيام
وفي المقابل، فإننا نعلن بعون الله وخلال 10 أيام من عودة العدوان واستئناف القتال، وتمكن مجاهدينا من التصدي لقوات العدو المتمركزة في محاور ما قبل انتهاء الهدنة المؤقتة، أو تلك القوات التي توغلت في محاور جديدة في شمال قطاع غزة ووسطه وجنوبه من بيت حانون إلى خانيونس. حيث وبعد تقرب مجاهدينا من القوات المتمركزة في مواقع تم تحصينها بغطاء جوي كثيف وسواتر أرضية تمكن مجاهدونا بفضل الله من التدمير الكلي أو الجزئي لأكثر من 180 آلية عسكرية خلال هذه الأيام العشرة، بحسب ما تم توثيقه لدينا حتى الآن بين ناقلة جند ودبابة وجرافة في مناطق الشجاعية والزيتون والتوام والشيخ رضوان، وفي مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمال القطاع، وفي محاور التقدم شرق دير البلح وسط قطاع غزة، وشرق وشمال خانيونس جنوب قطاع غزة.
فقد هاجم مجاهدونا هذه الآليات الصهيونية بالقذائف المضادة للدروع، من طراز "الياسين 105"، وقذائف التاندوم وعبوات الشواظ وعبوات العمل الفدائي، كما تمكن مجاهدونا بعون الله وتوفيقه من تنفيذ عدد كبير من العمليات النوعية ضد هذه القوات الغازية النازية خارج الآليات؛ تنوعت بين مهاجمة القوات الراجلة المتحصنة في البنايات بالقذائف المضادة للتحصينات والأفراد، ونصب الكمائن للقوات الراجلة، ومهاجمتها بالعبوات المضادة للأفراد، والإغارة عليها من مسافة صفر بالأسلحة الرشاشة، وتنفيذ عشرات عمليات القنص، وتفجير حقول الألغام وفوهات الأنفاق المفخخة في القوات الصهيونية وإيقاعها في مصائد معدة مسبقا في مناطق القتال.
وتنوعت هذه العمليات من حيث التكتيك المتبع وعدد القوات المشاركة في الهجوم بحسب المهمة، وأسفرت هذه العمليات والكمائن عن عدد كبير من القتلى والإصابات في صفوف العدو بشكل محقق، وعاد في معظم هذه العمليات مجاهدونا إلى قواعدهم سالمين تحفهم رعاية الرحمن، كما يواصل سلاح المدفعية دك تحشدات العدو في كل مناطق التوغل والتحشد والتجمع داخل قطاع غزة وفي محيطه، بعشرات قذائف الهاون ومنظومة رجوم قصيرة المدى، كما قصفت كتائب القسام مناطق واسعة في غلاف غزة والمدن المحتلة: عسقلان وأسدود وبئر السبع وتل أبيب بعشرات الصواريخ بمديات متنوعة وفي توقيتات مختلفة.
ما الذي أكد عليه أبو عبيدة في خطابه في اليوم 65 من معركة طوفان الأقصى
إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام إذ نعلن استمرارنا في التصدي للعدوان الصهيوني النازي في اليوم الخامس والستين من معركة طوفان الأقصى نؤكد على ما يلي:
-
أولا: نجدد التأكيد بأن ما يحققه العدوان البري الصهيوني هو التدمير والقتل العشوائي، وقد فشل العدو ولا زال يتجرع الفشل والتخبط والخيبة في شمال القطاع وجنوبه، وسيفشل أكثر وأكثر كلما استمر عدوانه وانتقل إلى مناطق أخرى في القطاع، فكلما استمرت حربه الهمجية تعقدت خيبته وأصبحت هزيمته أعظم وفشله أكبر بقوة الله وبأيدينا، وإن صمود مجاهدينا في الميدان وتكبيدهم العدو خسائر فادحة سيتواصل في كل ساعة من العدوان بعون الله تعالى.
-
ثانيا: لقد أثبتت الهدنة المؤقتة صدقنا ودقة ما كنا نعلن عنه منذ بداية هذه معركة طوفان الأقصى وفي المقابل كذب قيادة العدو ومتحدثيه العسكريين والسياسيين؛ فقد أثبتت الهدنة أن أحدا من أسرى العدو ومحتجزيه لم ولن يخرج إلا من خلال التبادل المشروط الذي أعلناه منذ بدء معركة طوفان الأقصى كما ثبت للعدو ولكل الوسطاء مصداقية ما تحدثنا عنه عن مقتل الكثير من أسرى العدو ومحتجزيه، كما ظهر للعدو والصديق حسن المعاملة التي تلقاها محتجزو العدو وأسراه، في مقابل السلوك السادي الإجرامي للاحتلال تجاه أسرانا وأسيراتنا بشكل همجي ينم عن شعور بالهزيمة والدونية من قبل الأرعن بن غفير وغيره من قادة هذه العصابة، وفي هذا الصدد فإننا نقول لجمهور العدو ولقيادته ولكل من يهمه الأمر في العالم:
لا العدو الفاشي وقيادته المتعجرفة من الفاسد المأزوم نتنياهو أو العجوز الخرس غالانت، ولا من ورائهم من داعمين ومتباكين من صهاينة البيت الأبيض يستطيعون أن يأخذوا أسراهم أحياء دون تبادل وتفاوض ونزول عند شروط المقاومة والقسام.
وقد أثبتت عمليتهم الفاشلة قبل يومين في تحرير أحد الأسرى ذلك، وقد أثبتت معركة طوفان الأقصى وغيرها من المعارك في تاريخ مقاومتنا هذه الحقيقة، رفعت وجفت الصحف.
-
ثالثا: إن تكرار العدو التبجح بالإعلان عن هدف القضاء على المقاومة في غزة هو كلام للاستهلاك المحلي ولإرضاء رغبات الجمهور اليميني المتطرف المتعطش للدماء، وإن العدو بإعلانه عن هذا الهدف وقع في شر أعماله وأكبر ورطاته، فإذا كان العدو يستطيع القضاء على حماس وكتائب القسام والمقاومة في غزة فهل استطاع القضاء عليها في الضفة والقدس من قبل؟ بل إنه يحصد فعلا مقاوما وتأييدا جارفا للمقاومة والقسام في قلب عاصمتنا المقدسة وضفتنا الأبية، بعد أن مارس كل جرائمه وعدوانه ووظف كل إمكاناته في البطش بأهلنا هناك منذ أكثر من عشرين عاما، فيما لا زال يتلقى منا الضربات الموجعة ومن مقاومتنا والتي كان آخرها قبل أيام في قلب القدس وفي غيرها في أنحاء الضفة والقادم أعظم بعون الله وقوته.
-
رابعا: ندعو مقاومي شعبنا في كل مكان ومقاتلي أمتنا في كل جبهاتهم وجماهير الأمة العربية والإسلامية الكبيرة ورافضي الاحتلال من أحرار العالم في كل أنحاء الدنيا إلى الاستنفار للرد على العدو بالقتال والتظاهر والاحتجاج وقض مضاجع الاحتلال ومن يقف وراءه. ولا خير في من يشاهد ويراقب استقواء هؤلاء القتلة الصهاينة النازيين وأربابهم على أهلنا وأطفالنا ونسائنا ومدنيينا وتجويعهم ومحاولة تهجيرهم، ولا يهب لدك مصالحهم وسحق عنجهيتهم والرد على عدوانهم الذي يستهدف شعبنا كما يستهدف مقدسات أمتنا وحاضرها ومستقبلها.
ختاما يا شعبنا العظيم إن المحرقة التي يقوم بها العدو هي لكسر إرادة شعبنا ومقاومتنا، لكننا قدر الله الذي سيتبّر ما علا هؤلاء المجرمون، "وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ"، نحن نقاتل على أرضنا في معركة مقدسة كتبت علينا لإساءة وجه هذا الاحتلال الهمجي، فلا خيار أمامنا سوى قتال هذا العدو في كل شارع وزقاق وحي، ونثأر لدماء أهلنا ونكسر عدوان هذا الاحتلال المجرم الجبان، ونطمئنكم بأن مجاهدينا بخير وصفوفهم متماسكة وقوية، فلا يزال الآلاف من مجاهدينا ينتظرون دورهم في القتال وتلقين الاحتلال الدروس القاسية، وإن شهادات مجاهدينا العائدين من جبهات القتال والعقد القتالية تؤكد معنوياتهم العظيمة وإيمانهم الراسخ وقوة بأسهم وعنفوانهم وضعف عدونا وجبنه وانحطاط معنويات جنوده، "فَلا تَعۡجَلۡ عَلَيۡهِمۡۖ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمۡ عَدًّا".
التحية لأرواح شهدائنا الأبرار، والشفاء للجرحى والمصابين، والحرية للأسرى، والنصر لشعبنا ومقاومتنا.
"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ"
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد
والسلام عليكم ورحمة وبركاته
استمع | الكلمة المسجلة لأبو عبيدة بتاريخ 10-12-2023
اقرأ المزيد.. خطاب أبو عبيدة بتاريخ 23-11-2023