بسم الله الرحمن الرحيم، "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم
خطاب أبو عبيدة في معركة طوفان الأقصى بتاريخ 15-12-2023
بسم الله الرحمن الرحيم، "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ"، الحمد لله رب العالمين، ناصر المجاهدين وقاهر المستكبرين، والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد وعلى آله وصحبه ومن جاهد جهاده وبعد.
يا شعبنا المجاهد الظاهر على الحق القاهر للعدو، يا مجاهدينا الأبطال، يا رجال المرحلة وعنوان الكبرياء والعظمة، يا أمتنا الإسلامية والعربية، يا أحرار العالم في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
70 يوما منذ بدء معركة طوفان الأقصى
سبعون يوما منذ بدء معركة طوفان الأقصى ولا زال شعبنا يخوض هذه المعركة ويواجه هذه الحرب المجرمة غير المسبوقة في التاريخ المعاصر، إذ يقاتل مجاهدونا الأبطال قوة مدججة بالسلاح والعتاد والذخائر الفتاكة، ومدعومة بالطائرات والبوارج والمدرعات، بغطاء من قوى الظلم والعدوان، وعلى رأسها الإدارة الأمريكية التي تسير الجسور الجوية لدعم هذا الكيان وكأنها تقاتل دولة عظمى من أقطاب العالم، ومع ذلك يستبسل مجاهدونا ويخوضون معارك بطولية تخلد في صفحات التاريخ بأحرف من نور وكبرياء.
وفي حين يرى العالم أجمع كيف يدمر مجاهدونا آليات العدو المدرعة ويحرقونها بمن فيها من جنود غزاة قتلة، فإنه يرى كذلك أن العدو يصب نار حقده وغطرسته على المدنيين الأبرياء الآمنين من أطفال ونساء وشيوخ، ويتفنن في التدمير وفي محاولات التهجير والتجويع والتعطيش في جرائم حرب واضحة جلية لا تحتاج إلى تحقيق أو تدقيق.
استهداف أكثر من 100 آلية عسكرية خلال الأيام الخمسة الأخيرة من معركة طوفان الأقصى
يا شعبنا يا أمتنا، لقد تمكن مجاهدونا بعون الله خلال الأيام الخمسة الأخيرة من استهداف أكثر من 100 آلية عسكرية في محاور العدوان الصهيوني في جباليا والشجاعية والشيخ رضوان والزيتون وفي المنطقة الوسطى وفي خانيونس جنوب قطاع غزة، كما نفذ مجاهدونا على مدار الأيام الخمسة عددا كبيرا من الكمائن المحكمة ضد قوات راجلة للعدو في جباليا والشيخ رضوان والشجاعية والوسطى وخانيونس، تمثلت في استدراج قوات العدو أو الكمون لها في مبان رصد مجاهدونا إمكانية دخول العدو إليها، ثم تفجير عبوات مضادة للأفراد ومهاجمة هذه القوات بالأسلحة الرشاشة من مسافة قريبة. وفي عدد من العمليات تم استخدام القذائف المضادة للتحصينات وهدم البنايات على رؤوس الجنود المحتلين، وفي جميع هذه العمليات أوقع مجاهدونا عددا كبيرا من القتلى والجرحى في صفوف قوات العدو.
ويرصد مجاهدونا باستمرار صرخات جنود العدو واستغاثاتهم بعد كل عملية، وردة الفعل الهستيرية بإطلاق الرصاص والقذائف على كل شيء ودون هدف؛ للتغطية على حالة الرعب ولسحب جثث القتلى والإصابات، كما نرصد على مدار الساعة محاولات الإنقاذ عبر الآليات والمروحيات عبر السياج الفاصل، كما يزداد الاعتقاد لدى مجاهدينا بأن العدو يستخدم المرتزقة خلال عمليته التي يدعي أنها حرب وجود وكرامة وطنية.
ما أكد عليه أبو عبيدة في خطابه في اليوم السبعين من معركة طوفان الأقصى
يا شعبنا العظيم يا أمتنا يا أحرار العالم، إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام، وبعد سبعين يوما من معركة طوفان الأقصى والقتال والعدوان نؤكد على ما يلي:
-
أولا: إن مجاهدينا الأبطال لا زالت أياديهم على الزناد، يتربصون بقوات العدو وجنوده في كل حي وشارع وزقاق، من أبطال كتائب بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا وجباليا البلد الشمال، مرورا بأبطال كتائب الرضوان والشاطئ والتفاح والدرج والشجاعية والزيتون والصبرة، وصولا إلى أبطال كتائب ألوية الوسطى وخانيونس ورفح، وإن ما نراه يتفكك هو جيش العدو المجرم وعدوانه الهمجي وليست كتائبنا وإن ما يمني به العدو نفسه سيكتشف عاجلا أم آجلا بأنه سراب ووهم كبير بإذن الله وقوته وتأييده.
-
ثانيا: إن التحام مجاهدينا مع قوات العدو كشف كم هو جيش واهن وجبان ولا يعرف شيئا عن الأخلاق، ولا يعتمد على مقاتليه بل على تكنولوجيا وأدوات صماء، وعندما تحين لحظة الحقيقة والمواجهة تجدهم يهربون ويصرخون ويستغيثون كالأطفال، ويتصايدهم مجاهدونا كحقل البط، ولا يبدون عند الاقتحام عليهم أية مقاومة، ويصدق فيهم قوله تعالى: "لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ".
أعداد القتلى من جنود الاحتلال تفوق العدد المعلن بأضعاف
-
ثالثا: إن ما يعلن عنه جيش العدو رسميا من أعداد للقتلى والإصابات هو غير حقيقي قطعا، وإن شهادات ومشاهدات وروايات مجاهدينا في قتلهم وإجهازهم على جنود العدو المشاة توثق أضعاف هذا العدد المعلن من العدو، ناهيك عن أولئك الذين يقتلون ويصابون في تدمير الآليات أو إعطابها، وهذا أمر متوقع من العدو، فكل حربه مبنية على الكذب والتضليل للعالم ولجمهوره ولجنوده، لكن الحقيقة ستظهر حتما مهما حاول العدو إخفاءها.
الانتفاض والثورة ومقارعة الاحتلال هي الواجب الآني للشعب الفلسطيني
-
رابعا: إن ما بدا من مواقف علنية للعدو ووقائع على الأرض من جرائمه في الضفة الغربية كل يوم يؤكد بأن هذا الاحتلال يسعى لاستهداف وتهجير وقتل شعبنا في كل أماكن تواجده إرضاء لرغبات المجرمين المستوطنين الذين يحكمون الكيان اليوم، لذا فإن الواجب الآني لكل مكونات شعبنا ومقاتليه وجماهيره هو الانتفاض والثورة ومقارعة الاحتلال بكل أشكال المقاومة وإشعال الأرض لهيبا تحت أقدام جنود العدو ومغتصبيه في كل الضفة، ردا على هذا المخطط الخطير للعدو ولإيصال الرد والجواب الفلسطيني الموحد من الضفة وغزة والقدس لهؤلاء القتلة النازيين بأننا شعب واحد باق على أرضه وأنهم هم الراحلون بعون الله.
كما ندعو مجددا كل أحرار أمتنا ومقاتليها لتصعيد فعلهم الميداني ضد العدو من كل جبهة، فهذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة، ولا يركع إلا تحت النار.
ختاما يا أهلنا يا شعبنا العظيم، إن مقاومتكم اليوم وأبناءكم المجاهدين يوجهون كل يوم وكل ساعة صفعات كبيرة لهذا العدو الذي أراد بقتل الأبرياء والمدنيين والتدمير العشوائي الإجرامي أن يحقق نصرا سهلا وسريعا ومريحا، لكنه بضربات مقاتليكم وبصمودكم الأسطوري يقف عاجزا حائرا مرتبكا. وإن ثباتكم وعطاءكم وصبركم سيخلد في التاريخ، وسيكتب نصرا عزيزا بمداد دماء الشهداء الزكية الطاهرة. فأبشروا بثمرة صبركم وجهادكم، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.
"رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ"
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استمع | كلمة مسجلة لأبو عبيدة بتاريخ 15/12/2023
اقرأ المزيد.. خطاب أبو عبيدة بتاريخ 10-12-2023