خطاب أبو عبيدة في معركة طوفان الأقصى بتاريخ 28-12-2023

الصورة
أبو عبيدة في كلمة مسجلة بتاريخ 28-12-2023 بجانبه آية: "والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا"
أبو عبيدة في كلمة مسجلة بتاريخ 28-12-2023 بجانبه آية: "والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا"
آخر تحديث

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، حمد الصابرين المجاهدين الثابتين، والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد وعلى آله وصحبه وتابعيه ومن جاهد جهاده وبعد. 

83 يوما على معركة طوفان الأقصى

يا أبناء شعبنا العظيم المبارك، يا مجاهدينا العظماء يا ورثة الأنبياء وحملة اللواء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بعد ثلاثة وثمانين يوما من بدء معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الذي وضع الكيان الصهيوني على طريق الزوال والانكسار بقوة الله. وبعد هذا الصمود العظيم لشعب غزة الأبي العظيم الذي هو منا ونحن منه، نعيش آلامه وآماله، وبعد هذه الملحمة العظيمة التي سطرها مجاهدونا ومقاومتنا فكسرت عنجهية العدو ومرغت أنفه ولا تزال في وحل غزة العظيمة صانعة الرجال وقاهرة الغزاة، فإن أعظم تحية عسكرية جهادية لا يمكن أن يستحقها أحد في هذا العالم كما يستحقها شعبنا في غزة الذي طالما كان سندا وظهرا وظهيرا وحاضنا لمقاومته، التي هي منه وبه وله ومن أجله، فأية كلمات لا يمكن أن تفي شعبنا الأسطورة حقه أو أن تصف مجده وكبرياءه وعظمته. 

يا أمتنا يا كل أحرار العالم، إننا إنما نقاتل منذ عقود وصولا إلى طوفان الأقصى من أجل شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وأقصانا وسط خذلان رسمي مقيت من أنظمة ومجتمع دولي تحكمه شريعة الغاب ويتحكم فيه صهاينة البيت الأبيض، هؤلاء الظلمة القتلة السحرة الذين يريدون أن يقولوا للعالم بأن التاريخ بدأ من السابع من أكتوبر، متجاهلين القتل البطيء الصامت لشعبنا منذ سنوات طويلة؛ بالتهويد والاستيطان وتدنيس الأقصى وحصار غزة والعدوان على الأسرى وتهجير شعبنا بكل السبل، ثم يتباكون على الصهاينة عندما وجهنا لجيشهم ضربة القرن ودفّعناه ثمن جرائمه وقلنا للعالم بأننا شعب يطلب الحق والحرية والحياة. 

فلم نكن يوما طلاب حروب ودمار، وكان الأولى بصهاينة الغرب والشرق أن يعترفوا بحقوق شعبنا وينهوا الاحتلال، لكنهم آثروا كسب الوقت لصالح الاحتلال المجرم ليقضي على شعبنا ويصفي قضيتنا، ولكننا كشعب صاحب حق وقضية ورسالة وكمقاومة وفية أمينة على هذه الحقوق واصلنا الإعداد والقتال لأننا نعلم بأن الحقوق لا تسترد إلا انتزاعا، ولأن كل شعوب الأرض التي احتلت انتزعت حريتها بالدماء والأشلاء وبالقتال، ولنا في فيتنام وأفغانستان وجنوب إفريقيا والعراق والجزائر ولبنان وغيرها وغيرها خير شاهد وبرهان. 

3 محاور أكد عليها أبو عبيدة في خطابه بتاريخ 28-12-2023 من معركة طوفان الأقصى

يا شعبنا البطل يا أمتنا يا كل أحرار العالم، إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام وبعد ثلاثة وثمانين يوما من معركة طوفان الأقصى ومن العدوان ومن القتال، نؤكد على ما يلي: 

  • أولا: لا يزال مجاهدونا في الميدان يتصدون للعدوان على مدار الأيام والساعات، وقد بلغت حصيلة الآليات التي استهدفها مجاهدونا منذ بدء العدوان البري أكثر من 825 آلية عسكرية بين ناقلة جند ودبابة وجرافة وشاحنة ومركبة، ولا يزال مجاهدونا في كافة النقاط والعقد الدفاعية يكبدون العدو خسائر كبيرة في مناطق توغله ويحصدون أرواح جنوده بالعشرات ويحققون الالتحام مع الآليات والقوات على الأرض ويسطرون ملحمة تاريخية وبطولات فريدة، ويختارون أهدافهم ويخططون لضرب العدو في مقتل عبر استخدام كافة الوسائل المتاحة، من الأسلحة الرشاشة والمتوسطة وأسلحة القنص والقنابل اليدوية والعبوات الناسفة والقذائف المضادة للدروع والأفراد والتحصينات، وضرب تجمعات القوات بقذائف الهاون والصواريخ. 

    كما نفذ مجاهدونا عمليات خاصة بإعادة تفجير ذخائر غير منفجرة للعدو في آلياته وجنوده، وتفخيخ بنايات وتفجيرها بالجنود الغزاة، وتفجير حقول ألغام واستهداف ثلاث مروحيات للعدو بصواريخ مضادة للطائرات خلال اليومين الأخيرين. وإن حالة الضعف والإنهاك والتخبط لقوات العدو باتت حقيقة مشاهدة واضحة لا جدال فيها، وهي تدعو كل أحد في شعبنا وأمتنا لإدراك ثأره من هذا العدو المتغطرس الذي لا قِبَل لجنوده بمواجهة أصحاب الأرض والحق والإرادة. 

    وقد نشرنا الكثير والكثير من الصور التي توثق استهداف مجاهدينا لجنود العدو وآلياته، وهذا غيض من فيض من مجمل عملياتنا على الأرض. 

  • ثانيا: إن أولويتنا هي وقف العدوان على شعبنا وإنهاء حرب الإبادة النازية الإجرامية، التي يخوضها العدو منذ اثني عشر أسبوعا ضد أهلنا من الأبرياء المدنيين بعد فشله في السابع من أكتوبر وتعزز إخفاقه في الحرب برية، ولا تتقدم على وقف العدوان أية أولوية، فنحن نشعر بحجم الألم والمعاناة والظلم والهمجية التي يواجهها شعبنا أمام العالم؛ هذا العالم الرسمي الموزع بين مجرم ظالم ومتفرج عاجز، وهو يشاهد قوة جبانة باغية تصب جام حقدها وتراكمات فشلها على الأبرياء والآمنين، وإن مَن أفشل العدوان وسيوقفه مخذولا مدحورا هو صمود شعبنا ومجاهدينا في الميدان وكسرهم لأهدافه، وبناء على ذلك فلا صفقات تبادل ولا غيرها من الطروحات يمكن أن نقبل بها قبل وقف العدوان على شعبنا بشكل كامل. 

  • ثالثا: إن ما رسخه يوم السابع من أكتوبر وما تلاه في ذاكرة شعبنا وأمتنا وفي العالم الحر وما أوجده كذلك في ذاكرة ووعي المحتلين الصهاينة سيبقى محفورا بعمق كعلامة فارقة في تاريخ صراع شعبنا التاريخي مع هذا الكيان المحتل. 

    وإن ما يقوم به العدو على مدار ثلاثة وثمانين يوما هو محاولة إزالة وطمس وتغيير هذا الأثر الهائل لصورة انكسار الاحتلال وجيشه المجرم، لكن كل شارع وحي في قطاع غزة سيبقى شاهدا على عظمة شعبنا وبأس مقاومينا في مقابل همجية هذا العدو ومن يقف وراءه من أدعياء الحضارة الغربية وحقوق الإنسان. 

    ولقد فضحت غزة كل منظمات ومؤسسات وهيئات الكذب والعار التي تحمل سيف حقوق الإنسان في مواجهة الشعوب المستضعفة، ولحماية وتجميل الصورة البشعة لقوى الظلم والاحتلال والعدوان. 

ختاما يا شعبنا المعطاء يا عنوان الصبر والنصر، إن ما يتقنه هذا العدو الجبان هو التدمير والقتل محاولا عبثا ما يكرره منذ عقود، إيصال رسالة وقناعة لشعبنا بعدم جدوى المقاومة، لكننا نقول إننا مع شعبنا في ذات الخندق، سنبني ما هدمه الاحتلال النازي، وسنتقاسم مع شعبنا لقمة الخبز وشربة الماء، وسينكسر ويفشل هذا العدوان بقوة الله عما قريب. وسيخرج شعبنا مرفوع الرأس مكللا بالكرامة والمجد. 

وستكون كل قطرة دم زكية سالت من شهيد أو جريح في هذه الحرب المقدسة شاهدة على النصر والفتح الكبير والتحرير القادم بإذن الله. ولتطمئنوا يا شعبنا العظيم بأنكم بمقاومتكم وصمودكم وثباتكم وبطوفان الأقصى قد صنعتم نعش هذا الاحتلال المجرم الزائل. 

ولطالما كان سفك الدماء البريئة علامة فارقة لتدمير وتتبير ودحر الغزاة، وهذا ثابت وحتمي بنص شرائع السماء وبنماذج التاريخ وتجارب الشعوب. 

نسأل الله العظيم أن يرحم شهداءنا ويتقبل جهادنا وأن يشفي جرحانا ويضمد جراح شعبنا، وأن يحرر أسرانا ومسرانا وأن يثبت مجاهدينا وينصر شعبنا ومقاومتنا. 

وإنه لجهاد نصر أو استشهاد 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

استمع | الكلمة الصوتية لأبو عبيدة في 28-12-2023 من معركة طوفان الأقصى 

اقرأ المزيد.. خطاب أبو عبيدة بتاريخ 21-12-2023

00:00:00