خطاب أبو عبيدة في معركة طوفان الأقصى بتاريخ 21-12-2023

الصورة
أبو عبيدة في كلمة مسجلة بتاريخ 21-12-2023 بجانبه آية: "والله يؤيد بنصره من يشاء"
أبو عبيدة في كلمة مسجلة بتاريخ 21-12-2023 بجانبه آية: "والله يؤيد بنصره من يشاء"
آخر تحديث

بسم الله الرحمن الرحيم، "إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ"، الحمد لله الذي كتب العزة والغلبة للمؤمنين والذلة والخزي على المعتدين، والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد وعلى آله وصحبه ومن جاهد جهاده وبعد. 

يا أبناء شعبنا المجاهد البطل العظيم، يا مجاهدينا المغاوير ومقاتلي شعبنا وأمتنا، يا جماهير أمتنا ويا كل أحرار العالم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

العدو مستمر بارتكاب الجرائم منذ 76 يوما

ستة وسبعون يوما مرت على بدء معركة طوفان الأقصى وعلى العدوان الهمجي الصهيوني على شعبنا في قطاع غزة، ولا يزال العدو يمارس جرائم الحرب المسجلة باسمه في تاريخ الجرائم ضد الإنسانية، ولا يزال مجاهدونا في الميدان يتصدون للعدوان ويقاتلون العدو المجرم المرتعد ويكبدونه خسائر فادحة في جنوده وضباطه وآلياته، ويشلون كيانه رغم امتلاكه لترسانة ضخمة ورغم تلقيه دعما عسكر هائلا لا يدل في حقيقة الأمر إلا على ضعف هذا الكيان المتعلق بتحالفات ظالمة باغية ستنقطع حبالها عنه طال الزمان أم قصر. 

المجاهدون يستهدفون 720 آلية للعدو من بدء معركة طوفان الأقصى

إن مجاهدينا على الأرض يستمرون في تدمير آليات العدو واستهدافها بكافة أنواع الأسلحة المتاحة وإيقاع جنوده في شراك وكمائن قاتلة وملاحقتهم خارج آلياتهم، وفي المباني التي يتحصنون فيها في مناطق التجمع، موقعين العشرات من جنود العدو قتلى والمئات جرحى ومصابين في خسائر متصاعدة لا تكاد تتوقف على مدار الساعة وستزيد بإذن الله طالما استمر العدوان. 

وقد بلغت حصيلة الآليات التي دمرها مجاهدونا خلال الأسبوع الأخير عشرات الآليات كنا قد أعلنا عنها تباعا، فيما بلغ عدد الآليات العسكرية التي استهدفناها منذ بدء العدوان البري 720 آلية بين ناقلات جند ودبابات وجرافات ومركبات وشاحنات عسكرية، وتنوعت نتائج هذه الاستهدافات بين التدمير الكلي أو الإعطاب الجزئي، وتوزعت هذه الاستهدافات بين كافة محاور التوغل الصهيوني من بيت حانون شمالا إلى خانيونس جنوبا، وعلى مدار أيام العدوان. 

كما نفذ مجاهدونا بفضل الله تعالى خلال الأسبوع الأخير، أكثر من 15 عملية قنص ناجحة، وأكثر من 12 اشتباكا مباشرا بالأسلحة الرشاشة والمتوسطة والقنابل اليدوية، واستخدم مجاهدونا في عمليات الالتحام على نطاق واسع وفي كل المحاور العبوات الناسفة المضادة للأفراد وعبوات العمل الفدائي والعبوات المضادة للدروع بكافة أنواعها والقذائف المضادة للتحصينات والأفراد والآليات. 

3 محاور أكد عليها أبو عبيدة في خطابه

يا أبناء شعبنا وأمتنا ويا كل أحرار العالم، إننا في كتائب القسام وبعد 11 أسبوعا من التصدي للعدوان والحرب الهمجية النازية، نؤكد على ما يلي: 

  • أولا: إن ما ينشغل به جيش العدو اليوم على الأرض هو البحث عن صورة للنصر والإنجاز؛ فتارة يعلن عن اغتيال قيادات ميدانية واستهداف مجاهدين على الأرض، وتارة يحتفل باكتشاف نفق قديم خارج عن الخدمة، أو قصف راجمة صواريخ تم استعمالها وانتهت صلاحيتها، وتارة يحتفي باستيلائه على مواقع عسكرية أو مكاتب ومساكن مخلاة قصفها بأطنان المتفجرات مسبقا، وتارة يستعرض بالتدمير والقتل عشوائي كردة فعل على فشله وخسائره الكبيرة.

    وهذا العدو التائه المأزوم المتغطرس لم يتعلم من تجارب التاريخ ولو درسا واحدا، فقد سبق واغتال القادة وقتل المجاهدين من أبناء شعبنا بالآلاف، فأنبتت دماؤهم نصرا وأورثت أرواحهم مقاومتنا قوة وعنفوانا، وقد سبق أن دمر العدو وأفسد وقتل وهجر، وارتكب المجازر عبر تاريخه الأسود الدموي، فلم يترك لشعبنا خيارا سوى الانتقام منه وتدفيعه ثمن جرائمه ومجازره والإصرار على مقاومته والعمل على كنسه. 

    ولا يزال يكرر حماقاته وأخطائه التاريخية لأنه كغيره من الغزاة المحتلين منفصل عن واقع شعبنا وجاهل بثقافته وحضارته، ولا يدرك معنى إرادة الشعوب الحرة التي تسعى للانعتاق من الاحتلال. 

  • ثانيا: إن هدف العدو القضاء على المقاومة هو أمر محكوم عليه بالفشل، وقد باتت هذه حقيقة لا جدال فيها، أما هدف استعادة أسراه فقد أثبتت عمليات العدو الفاشلة والمرتبكة ما أعلناه منذ اليوم الأول للحرب بأن مسار هذه القضية هو التبادل، فاستمرار العدوان لا يسمح أصلا بإطلاق سراح الأسرى مطلقا، فضلا عن إمكانية تحريرهم بالعمليات العسكرية المباشرة. 

    لذلك إذا أراد العدو وجمهوره أسراهم أحياء فليس أمامهم سوى وقف العدوان والدخول في التفاوض بمساراته المعروفة عبر الوسطاء، وهذا موقف ثابت ولا بديل عنه سوى استمرار تساقط أسرى العدو قتلى بنيران جيشهم المتغطرس، وبقرار من قيادتهم السياسية التي تهرب من مواجهة الحقيقة والاعتراف بها. 

  • ثالثا: نوجه التحية لشعبنا في الضفة والقدس المحتلة الذين يتعرضون لهجمة نازية تدل على كذب العدو وإجرامه وإمعانه في الطغيان، سواء قاتل شعبنا وامتلك السلاح والعتاد أو كان أعزل يقاتل ببضعة بنادق وحجارة وخناجر. 

    فخذوا يا أبناء شعبنا الكتاب بقوة، واشحذوا أسلحتكم للدفاع عن كرامتكم ومقدساتكم وقراكم وبيوتكم وأعراضكم، كما نحيي مقاتلي أمتنا الذين يربكون العدو ومن وراءه في دكهم لجبهاته عسكريا واقتصاديا ومعنويا وأمنيا خاصة في جبهتي اليمن ولبنان، مما جعل الاحتلال يستنجد بأربابه طلبا للحماية وخوفا من القادم الأدهى والأمر بقوة الله وأمره. 

وختاما نشد على أيادي أبناء شعبنا العظيم الصابر الذي يحمل أثقالا كالجبال في مواجهة هذه المحرقة النازية الصهيونية، لكنه يقف شامخا صابرا على أرضه. والتحية لكل مجاهدينا ومقاومي شعبنا في الميدان الذين أذهلوا العدو والصديق بصمودهم وبأسهم وصلابتهم وبطولاتهم. 

وإننا على يقين بالله بأن هذا الصبر والصمود الملحمي لن يضيع في ميزان الله، وستكون عاقبته خير وفتح وكرامة. وسيكون مقدمة لنصر عظيم بعون الله وقوته. 

"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ"

وإنه لجهاد نصر أو استشهاد 

والسلام عليكم ورحمة وبركاته 

استمع | الكلمة المسجلة لأبو عبيدة بتاريخ 21-12-2023 

اقرأ المزيد.. خطاب أبو عبيدة في معركة طوفان الأقصى بتاريخ 15-12-2023

00:00:00