بسم الله الرحمن الرحيم، "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ"، الحمد لله ناصر المجاهدين ومذل المستكبرين، صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد وعلى آله وصحبه ومن جاهد جهاده وبعد. 

يا أبناء شعبنا المرابط الأبي يا أبطال أمتنا المقاتلين وجماهيرها التواقة لتحرير القدس والأقصى، يا أحرار العالم الناشدين الحرية وكسر الظلم والطغيان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

العدو يبدأ المناورات البرية في غزة

لقد بدأ العدو الصهيوني منذ أيام مناورات برية في محاور عدة: المحور الأول في شمال غرب قطاع غزة، وبالتحديد من شمال غرب مدينة بيت لاهيا وحتى شمال غرب مدينة غزة. والمحور الثاني من شرق وسط قطاع غزة، وحتى جنوب شرق مدينة غزة، كما أنه يتواجد في محيط منطقة معبر بيت حانون "إيرز" وفي القاطعين الشمالي الشرقي والغربي من مدينة بيت حانون. 

وقد تقدم العدو إلى هذه المحاور بعد أكثر من 20 يوما من التمهيد الناري، واستخدام سياسة الأرض المحروقة من خلال غارات جوية ومدفعية وبحرية كثيفة على مدار الساعة، حاول فيها تهجير أهلنا في هذه المناطق وإبعاد مجاهدينا عنها بكل السبل، وإحداث دمار كبير لعله يساهم في ترميم صورة جيشه المهزوم في غلاف غزة وفرقة غزة التي حطمناها بعون الله في السابع من أكتوبر. 

لكن وما إن بدأ التوغل البري في هذه المحاور. ووصلت قوات العدو إلى مناطق التماس وخطوط الدفاع لمجاهدينا عملت ولا تزال قواتنا على التصدي والدفاع المدروس والمخطط لهجمات العدو في كل المحاور، وخاض مجاهدونا خلال الأيام الثلاثة الماضية -ولا يزالون- مواجهات ضارية واشتباكات مباشرة في المحورين وفي كل نقاط المواجهة. 

فبالرغم من التقدم لقوات العدو في مناطق مفتوحة ومحروقة ومحاولته الالتفاف على خطوطنا الدفاعية إلا أن مجاهدينا تمكنوا بعون الله تعالى من الالتحام مع قوات العدو في كل نقاط التقدم وتدمير اثنتين وعشرين آلية عسكرية حتى الآن بقذائف "الياسين 105" المضادة للدروع شديدة التدمير وعالية الاختراق، وبعبوات العمل الفدائي المدمرة التي دخلت الخدمة خلال هذه المعركة بشكل كبير وقوي؛ من خلال الالتحام مع آليات العدو وتفجيرها بوضع العبوات عليها من مسافة صفر. 

كما هاجم مجاهدونا دبابات وآليات العدو بمختلف أنواع العبوات المضادة للدروع والأفراد، ونفذ مجاهدونا عمليات تسلل والتفاف وإغارات على قوات العدو المتمركزة في مناطق الحشد والتجمع وفي محاور التقدم وتمكنوا من قتل وإصابة عدد كبير من جنود العدو في مختلف نقاط الاشتباك، ويواصل سلاح المدفعية دك قوات العدو المتحشدة والمتوغلة بقذائف الهاون والرشقات الصاروخية قصيرة المدى، بالتزامن مع الاستمرار في دك العمق الصهيوني بالصواريخ بكافة المديات وفق خطة إدارة نيران بعيدة متزامنة مع الجهد الدفاعي. 

كما تمكن سلاح البحرية في كتائب القسام بفضل الله تعالى، من توجيه عدد من الهجمات ضد أهداف بحرية خلال الأيام الماضية قبالة سواحل قطاع غزة بواسطة طوربيد العاصف الموجه عن بعد والذي نكشف عن دخوله الخدمة لأول مرة خلال هذه المعركة. 

ما أكد عليه أبو عبيدة في خطابه بعد 25 يوما من معركة طوفان الأقصى

وإننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام إذ نعلن عن استمرار معركة طوفان الأقصى، وتواصل الاشتباك والالتحام مع قوات العدو لليوم الخامس والعشرين لنؤكد على ما يلي: 

• أولا: إن عملياتنا الدفاعية متواصلة ولا تزال في بدايتها، ولا زال في جعبتنا الكثير بعون الله وقوته، وكما وعدنا هذا العدو فإن غزة ستكون مقبرة له ووحلا لجنوده وقواته وقيادته السياسية والعسكرية، واسألوا جنود العدو الذين دخلوا غزة من قبل، والذين لا يزالون في مراكز التأهيل أو يعانون عاهات مستديمة وإعاقات حركية، ناهيك عن الذين قتلوا بالجملة أو الذين لا يزالون في الأسر لدينا، وعليه فإننا نبشر نتنياهو وأركان حربه وقيادة جيشه بأنهم سيجثون على الركب في نهاية هذه المعركة. وإن هزيمة نتنياهو الساحقة في غزة ستنهي مستقبله السياسي وستكون البداية لنهاية هذا الكيان الغاصب بقوة الله. 

• ثانيا: نشد على أيادي مقاتلي ومجاهدي أمتنا الذين نرقب فعلهم ومحاصرتهم لهذا الكيان، وندعو مجددا كل جندي ومقاتل حر وشريف في هذه الأمة إلى اقتناص فرصة المساهمة في هذه المعركة المشرفة والدفاع عن أقدس مقدسات هذه الأمة. وإننا لا زلنا نرى من قلب هذه المعركة العظيمة أنها باكورة معركة التحرير وكنس المحتل، وإن المجد سيكلل كل من سيساهم فيها بإذن الله. 

• ثالثا: لقد راقبنا رواية العدو عن تحرير إحدى أسيراته من غزة في ظل العدوان، وعليه فإننا ننفي أن يكون العدو قد وصل إلى أي أسير لدينا في كتائب القسام، وهذه الرواية إن صحت فإن هذا الحدث يكون قد تم مع جهات منفردة بين أيديها أسرى للعدو، ونحن قلنا منذ بداية المعركة بأن هناك عددا من الأسرى والمحتجزين موجودون لدى أفراد من أبناء شعبنا.

 وعموما فإذا كان الفاشل نتنياهو يتفاخر ويحتفل بعد شهر من المعركة بتحرير أسيرة واحدة فهذا يعني أنه يحتاج إلى عشرين عاما ليحرر بقية أسراه في غزة على طريقته هذه. 

• رابعا: لقد تدخلت بعض الدول من خلال الوسطاء لتحرير بعض المحتجزين في غزة من الجنسيات الأجنبية، ووصلتنا طلبات هذه الدول، وبالتالي فإننا أبلغنا الوسطاء بأننا سنفرج عن عدد من الأجانب خلال الأيام القادمة انسجاما مع موقفنا الذي أعلناه مبكرا عن عدم رغبتنا ولا حاجتنا للاحتفاظ بهم أو استمرار احتجازهم في غزة. 

وفي الختام يا أبناء شعبنا المرابطين الأحرار، كما كنا دوما عند حسن ظنكم سنكون حتى نهاية هذه المعركة بإذن الله تعالى، وحُق لكم يا أبناء شعبنا وأنتم تتحدون أكبر قوة غاشمة باغية نازية في العالم، أن ترفعوا رؤوسكم فغيركم يدخل إلى هامش التاريخ وأنتم تصنعونه بصمودكم وبمقاومتكم وبدمائكم الزكية. 

لقد أعجزتم العالم يا أهلنا في غزة ويا مجاهدينا في الميدان عن فهم عظمتكم وسر قوتكم فطوبى لكم وعد ربكم وبشرى نبيكم، وعهدا أن نواصل حمل سلاحنا وأرواحنا على أكفنا حتى يأذن الله لنا بنصره ويمكننا من إذلال عدوه. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. 

وإنه لجهاد نصر أو استشهاد 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

شاهد خطاب أبو عبيدة في 31-10-2023 من معركة طوفان الأقصى

اقرأ المزيد.. خطاب محمد الضيف معلنا بدء المعركة