الاحتلال يتحسب من عمليات فدائية بعد فرار 6 سجناء من جلبوع
حالة تأهب قصوى من قبل قوات الاحتلال بعد هروب 6 سجناء فلسطينيين من سجن جلبوع شديد الحراسة عبر نفق، تخوفا من حدوث هجمات فدائية على السجن أو ضد مدنيين داخل فلسطين المحتلة عام 48.
رئيس قسم شرطة الاحتلال آفي بيتان قال:" نحن لا نستبعد احتمال أن يحاول الفارون من السجن الهجوم عليه، لذلك رفعنا من درجة التنبيهات الأمنية".
ولا تستبعد شرطة الاحتلال أن ينفذ السجناء الستة أي عمل داخل الكيان المحتل، وتقول " نحن نأخذ بعين الاعتبار كل الاحتمالات، لذلك نقاط التفتيش انتشرت في جميع المناطق، ونصبت الشرطة أكثر من (260) حاجزا".
عملية بحث وتفتيش مكثفة.
وتستمر قوات الاحتلال بتسيير دوريات في مختلف المناطق، حيث شملت عملية البحث مركبات استطلاع جوي وكلاب بوليسية وحواجز طرق ونقاط تفتيش.
كما انتشرت قوات إسرائيلية وبكثافة في محافظة جنين، حيث أطلق بعض الفلسطينيين النار في الهواء احتفالاً بعملية الفرار للسجناء الستة.
كما احتفلت عائلات في غزة بتوزيع الحلوى احتفاء بالهروب الجريء لستة من السجناء الذين أمضوا شهورًا، أو ربما سنوات، وهم يحفرون النفق الذي أدى بهم إلى الهروب أثناء الليل.
والأسرى الذين نجحوا في عملية الفرار من جلبوع هم:
• محمود عبد الله عارضة (46 عاما) من عرابة جنين، معتقل منذ عام 1996، محكوم مدى الحياة.
• محمد قاسم عارضه (39 عاما) من عرابة معتقل من عام 2002، ومحكوم مدى الحياة.
• يعقوب محمود قادري (49 عاما) من بير الباشا معتقل منذ عام 2003، ومحكوم مدى الحياة.
• أيهم نايف كممجي (35 عاما) من كفر دان معتقل منذ عام 2006 ومحكوم مدى الحياة.
• زكريا زبيدي (46 عاما) من مخيم جنين معتقل منذ عام 2019، وهو موقوف ولم يصدر بحقه أي حكم.
• مناضل يعقوب انفيعات (26 عاما) من يعبد معتقل منذ عام 2019.
وتحسبا لأي هجمات تم نقل 400 سجين من جلبوع لمنع المزيد من عمليات السطو على السجون، أو هرب الأسرى من السجن عن طريق حفر الأنفاق، بحسب ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية.
سجن جلبوع افتتح عام 2004
سجن جلبوع افتتح في عام 2004 خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، هو موقع يخضع لحراسة مشددة حيث يتم اعتقال مئات الفلسطينيين في هذا السجن إلى جانب اخرين.
بحسب شرطة الاحتلال فإن السجناء الفلسطينيين الفارين يقضون عقوبات تصل إلى بعضها السجن مدى الحياة بتهمة الهجمات المميتة ضد الإسرائيليين، وأخطرهم زكريا الزبيدي، من كتائب شهداء الأقصى وهو متهم بارتكاب أكثر من عشرين عملية، منها محاولة قتل.
الجيلبريك الفلسطيني
وصف المتحدث باسم مصلحة السجون" أن هذا هو أول جيلبريك فلسطيني بهذا الحجم منذ عام 1998"، والجيلبريك يعني عملية تهدف لكسر الحماية التي تفرضها شركة أبل على أجهزتها.
في العام 1998، حاول 24 أسيرا من فصائل عدة، بينهم القائد في كتائب القسام عبد الحكيم حنيني، الهروب من سجن شطة عبر حفر نفق داخل غرفة السجن، لكن العملية اكتشف في اللحظات الأخيرة.
عملية تضليل للعدو
العملية أعدت منذ فترة وخطط لها بسرية تامة كي لا تحدث أي إخفاقات، حتى بعد خروج السجناء الستة من النفق بعيدا عن أسوار السجن، أظهرت كاميرات المراقبة التابعة للسجن أن اثنين منهم توجها شمالا باتجاه طريق عين حارود، إلا أن الشرطة تعتقد بأن هذه الخطوة جاءت لتضلل قوات الأمن.
عملية الهروب وثقتها الكاميرات بحسب ما نقلت الإذاعة الإسرائيلي صباح اليوم، لكن السجانين لم يتابعوا الكاميرات في الوقت الحقيقي.
كما أن المراقبة الشديدة كانت من السجناء ليضمنوا عملية فرار أمنة، فالكاميرات وثقت عملية الهروب، ولكن المراقبين أو السجانين لم يتابعوا الكاميرات في الوقت الفعلي، وتعمل إدارة سجون الاحتلال على إجراء تحقيقات داخلية، فالحارسة التي تواجدت في برج المراقبة قرب الفوهة التي خرج منها الستة كانت مستغرقة بالنوم.
عملية الفرار
وكشف التحقيق الأولي الذي أجرته مصلحة السجون أنه في حوالي الساعة 01:30 ليلاً، دخل السجناء الستة إلى حمام زنزانتهم وقاموا برفع إحدى الفتحات المعدنية الموجودة على أرضية الزنزانة ودخلوا الواحد تلو الأخر إلى الفتحة الضيقة للنفق.
وفي الساعة 1:49 صباحًا، تلقت الشرطة مكالمة من أحد المواطنين، كان يقود سيارته على طريق رقم 71 قرب سجن غلبوغ وأبلغ أنه شاهد شخصًا مشبوها قرب السجن ويحمل اغراضًا بيده.
وفي حوالي الساعة 2:00 ليلاً، وصلت دورية شرطة إلى مكان الحادث. وفي تمام الساعة 2:14 أبلغ مواطن آخر عن مشاهدته مشتبه به في المكان.
تخوف من عمليات انتقامية ضد السجناء
في أعقاب عملية الفرار للسجناء الستة ومع فرض إجراءات تفتيشية، فإن التخوف أن تقوم قوات الاحتلال بعمليات انتقامية ضد السجناء الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، وبدأت اليوم مصلحة سجون الاحتلال بفرض إجراءات عقابية على الأسرى، ما يجعل السجون مقبلة على "موجة تصعيد خطيرة" بحسب ما أفاد مكتب إعلام الأسرى، صباح اليوم، الثلاثاء.
ومن بين الإجراءات التي قامت بها مصلحة سجون الاحتلال تقليص مدة الفورة (الفسحة اليومية) إلى ساعة واحدة، بعد أن كانت تمتد إلى أكثر من ساعتين، وتقليص عدد الأسرى في ساحات السجون، ثم إغلاق متجر الأسرى الذي يشترون منه احتياجاتهم، وإغلاق أقسام أسرى حركة "الجهاد الإسلامي" وتوزيعهم على السجون.
كما أغلقت سلطات الاحتلال السجون أمام زيارة المحامين والأهالي، وتوقع مكتب إعلام الأسرى أن "السجون مقبلة على موجة تصعيد خطيرة، في ظل الإجراءات العقابية التي تفرضها إدارة السجون على الأسرى".