وصل العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الـ99 على التوالي، وشهدت مدينة خانيونس قصفا إسرائيليا عنيفا، كما دارات اشتباكات ضارية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في محيط مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع، ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه كتائب القسام استهداف قوات إسرائيلية راجلة وآليات للاحتلال وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح شرق خانيونس جنوبي القطاع. 

بدورها، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع بلغت 23 ألفا و843 شهيدا و60 ألفا و317 جريحا. 

في سياق الأحداث المتسارعة في قطاع غزة، أظهرت التقارير الطبية أن اليوم الـ99 للعدوان الإسرائيلي شهد تصاعدا في حدة العنف والمعاناة الإنسانية. إليك بعض التفاصيل الإضافية:

مجازر وعشرات الشهداء في غزة

وفي بيان صادر عن المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أعلن أشرف القدرة اليوم أن العدوان الإسرائيلي الغاشم دخل يومه الـ99، وسط استمرار المجازر والتدمير. وسجلت 12 مجزرة استهدفت عائلات في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 135 فلسطينيا وإصابة 312 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأفاد بأن مستشفى شهداء الأقصى هو الوحيد القادر على تقديم الخدمات الصحية وعلاج الجرحى في دير البلح، والذي يتعرض محيطه لقصف مستمر من قبل الطائرات الإسرائيلية، مما يشكل تهديدا كبيرا على حياة الخدج والجرحى في ظل انقطاع التيار الكهربائي.

وتعرضت بنية الاتصالات في القطاع لأكثر من 80% من الدمار، مما أدى إلى انقطاع الاتصالات والإنترنت لليوم الثاني، ويعيق ذلك جهود الإنقاذ وتقديم المساعدة للمصابين. أفادت التقارير أيضا بأن طواقم الصيانة تتعرض للاستهداف المباشر أثناء محاولتها إصلاح الأضرار. 

في هذا السياق، حذر الأطباء في مستشفى شهداء الأقصى من تدهور الحالة الصحية بسبب اقتراب العمليات العسكرية وتأثيرها في القدرة على تقديم الخدمات الطبية في ظل انقطاع التيار الكهربائي.

كما سمع دوي إطلاق نار كثيف وقصف مدفعي في منطقتي قيزان النجار والبطن السمين، وفي بلدة عبسان في خانيونس أسفر قصف إسرائيلي عن استشهاد عدد من الفلسطينيين. 

كما أفادت مصادر إعلامية باستشهاد وجرح فلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف سيارة في طريق رفح الغربية جنوبي القطاع. 

وكانت مصادر محلية قالت إن الاحتلال قصف سيارتين قرب شركة فارس للبترول بمنطقة قيزان النجار جنوبي خانيونس، وسط مناشدات لإرسال سيارات إسعاف إلى المكان.

اقرأ المزيد.. محكمة العدل الدولية تعقد جلستها الأولى للنظر في دعوى جنوب إفريقيا لمحاكمة "إسرائيل"

المقاومة تخوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في خانيونس

واصلت كتائب القسام، اليوم السبت، تصديها لقوات الاحتلال في محاور التوغل في قطاع غزة، عبر كمائن نوعية والإجهاز على جنود واستهداف دبابات. 

وتمكنت الكتائب من استهداف قوة راجلة بعبوة مضادة للأفراد "رعدية" وأوقعوها بين قتيل وجريح، كما استهدفت جرافة عسكرية ودبابتين من نوع "ميركافا" بعبوات "شواظ" شرق مدينة خانيونس. 

وبث الإعلام العسكري التابع لكتائب القسام مشاهد قال إنها رشقة صاروخية أطلقت من شمال قطاع غزة باتجاه كيان الاحتلال.

وأعلنت الكتائب عن تمكن مجاهديها من استهداف طائرة مروحية شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة بصاروخ أرض-جو كما دكت كتائب تجمعا لآليات وجنود الاحتلال شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة بقذائف الهاون من العيار الثقيل. 

وأكدت كتائب القسام تمكنها من تفجير عبوة مضادة للأفراد في قوة خاصة مكونة من 4 جنود تقدمت صوب عين نفق شرق مدينة خانيونس وأوقعوهم بين قتيل وجريح.

أكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، تحقيق نجاحات ميدانية بتوجيه ضربات مباشرة إلى جنديين صهيونيين من مسافة صفر شرق مدينة خانيونس. كما قام مجاهدو القسام بإصابة قوة صهيونية راجلة باستخدام قذيفة "TBG" المضادة للتحصينات شرق المدينة، مؤكدين مقتل عدد من أفرادها. 

وفي استمرار للعمليات، استهدفت كتائب القسام 4 دبابات "ميركافا" وناقلة جند بقذائف "الياسين 105" شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. 

من جانب آخر، أفاد موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي بإصابة نحو 4 آلاف جندي إسرائيلي بإعاقات منذ بداية الحرب على قطاع غزة، مشيرا إلى احتمال ارتفاع هذا العدد إلى 30 ألف جندي. وقد أشار الموقع إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يقدم جميع بيانات الجرحى للجمهور، خشية من تأثير ذلك على المعنويات.

وأكد الموقع أنه يتم التعامل مع هؤلاء الجنود المصابين وصرف رواتب لهم دون الحاجة إلى إثبات رسمي وفقا لـ "التصنيف 3"، الذي يمنحهم حقوق معاقين في الجيش الإسرائيلي. ورغم ذلك، يظل الاحتلال يحجب الخسائر الحقيقية، حسب تأكيدات المقاومة التي تشير إلى أن الخسائر الفعلية تتجاوز بكثير الأرقام الرسمية التي يعلنها الاحتلال.

اقرأ المزيد.. متى تنتهي الحرب على القطاع؟

الاحتلال يمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال القطاع

أكدت الأمم المتحدة في أحدث تقرير صادر عن المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية حول الوضع في غزة، أن "إسرائيل" تعيق بشكل كبير وصول الإمدادات الإنسانية إلى شمال القطاع. وفي الوقت الذي كان من المتوقع وصول إمدادات غذائية ومائية ودوائية إلى سكان شمال غزة بنسبة 21%، أفاد التقرير بتشديد "إسرائيل" على القيود المفروضة على بعثات المساعدات. 

كما أشار التقرير إلى فرض "إسرائيل" قيودا حازمة على بعثات المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة منذ بداية العام الجديد، مقارنة بالشهر السابق. في كانون الأول الماضي، كانت 13 من أصل 18 بعثة مساعدات أممية قد وصلت إلى شمال القطاع، ولكن هذا العدد تراجع بشدة مع بداية العام الحالي. 

وأوضح التقرير أن كل يوم من فقدان المساعدة يؤدي إلى خسارة أرواح ومعاناة مئات الآلاف في شمال غزة. يأتي هذا في سياق يشهد فيه القطاع إنكارا من قبل سلطات الاحتلال لمنعها دخول المساعدات أو السيطرة عليها في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة.

اقرأ المزيد.. مريم تروي قصة نزوح عائلتها 3 مرات وتقول "يا أسفاه على العروبة"

أمريكا تهاجم الحوثيين مجددا والجماعة تتوعد بمواصلة الرد

جددت الولايات المتحدة ضرباتها على أهداف لجماعة أنصار الله "الحوثيين" في اليمن، وذلك بعد 24 ساعة من غارات مشتركة مع بريطانيا على مواقع في اليمن. وذكرت شبكة "سي إن إن" أن الضربات الجديدة استهدفت منشأة رادار يستخدمها الحوثيون، وكانت أقل نطاقا من الضربات السابقة وتم تنفيذها بشكل منفرد من قبل الولايات المتحدة. 

في رد فعل، أعلن نائب رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين أن الجماعة لن تسمح بـ "استباحة الأمريكيين للبلاد"، معلنة أن الرد على الهجمات سيكون قريبا. وأشارت المصادر الحوثية إلى أن القاعدة المستهدفة كانت خارج الخدمة.

في سياق متصل، أدانت روسيا الضربات الأمريكية والبريطانية، وصفتها بأنها "عدوان مسلح سافر". وأكدت الأمم المتحدة حاجة جميع الأطراف إلى عدم التصعيد، ودعت الدول التي تحمي سفنها من هجمات الحوثيين إلى الالتزام بالقانون الدولي. 

فيما أعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن القلق بشأن التطورات في البحر الأحمر ودعت إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد. من جهتها، اعتبرت بريطانيا الضربات التي نفذتها محدودة وضرورية، فيما حذرت الولايات المتحدة من خطر هجمات الحوثيين على السفن. 

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد وصف جماعة الحوثي بـ "الإرهاب"، وتعهد بالرد إذا استمرت في السلوك نفسه. 

تطورات الجبهة اللبنانية 

كما استمر العدوان الإسرائيلي على قرى جنوب لبنان، في وقت يواصل "حزب الله" استهدافه لمواقع وتجمعات جيش الاحتلال الإسرائيلي في المستوطنات القريبة من الحدود. 

وصباح اليوم السبت، تجدد قصف الاحتلال الإسرائيلي على جنوب لبنان، إذ تعرضت أطراف بلدتي حولا وميس الجبل لقصف مدفعي إسرائيلي.

وبعيد منتصف الليل، أطلق الاحتلال الإسرائيلي عشرات القذائف المدفعية الثقيلة على أطراف بلدات الناقورة، وجبل اللبونة، وعلما الشعب، وطيرحرفا، والضهيرة، وعيتا الشعب. 

كذلك حلق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي فوق القرى المتاخمة للخط الأزرق في القطاعين الغربي والأوسط، وصولا إلى مشارف نهر الليطاني، صعودا إلى مدينة بنت جبيل، وأطلق الاحتلال نيران رشاشاته الثقيلة على أطراف بلدة الضهيرة وبلدة البستان.

اقرأ المزيد.. ارتقاء شهداء في الضفة الغربية في اليوم 99 من طوفان الأقصى