57 عاما مضت على نكسة حزيران عام 1967، حيث هزم جيش الاحتلال الإسرائيلي 3 دول عربية هي الأردن وسوريا ومصر، هزيمة ساحقة في حرب دامت 6 أيام،
النقب.. تشبث بالهوية ورفض للتهويد
تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي بحملتها ضد أهالي النقب في سعيها للسيطرة على أراضيهم وإقامة مستوطنات عليها، بعد أن أعلنت عن بناء 12 مستوطنة جديدة في قلب التجمعات السكنية البدوية في مناطق النقب.
وفي ظل هذه الحملة الشرسة التي تقوم بها سلطات الاحتلال للاستيلاء على الأراضي الشاسعة لهذه المنطقة، يعلن سكان النقب تمسكهم بأرضهم وهويتهم ورفضهم لسياسة الاحتلال بهدم البيوت وتجريفها وأي حملات لاقتلاعهم من مناطقهم التي عاشوا فيها طوال السنين.
واليوم واصلت قوات الاحتلال باقتحامها للبيوت حيث اعتقلت صباح اليوم 40 شابا من بينهم قاصرين في بلدات الزرنوق وتل السبع وأبو تلول وخشم زنة وغيرها من المناطق، حيث جاءت الاعتقالات على خلفية تصدي الأهالي لما تتعرض له قرية سعوة الأطرش من تجريف لسلب أراضيها وما أعقب ذلك من اعتقالات، واقتحامات للمنازل، وقد وصل عدد معتقلي "هبة النقب" منذ أن بدأت قبل أسبوع حتى اليوم ما يزيد عن 180 معتقلًا.
حملة تضامنية دفاعا عن النقب
ووقف متظاهرون اليوم أمام محكمة بئر السبع ولليوم الثالث على التوالي معلنين تضامنهم مع معتقلي النقب الذين هبوا دفاعا عن أرضهم ووجودهم.
كما طالبت لجنة التوجيه العليا للعرب في النقب، المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في فلسطين عام 48، من حكومة الاحتلال بتشكيل لجنة تحقيق في تصرفات شرطة الاحتلال وممارستهم في قمع سكان قرى النقب.
وفي اجتماعها الذي عقدته مساء أمس الأثنين قررت لجنة التوجيه الدعوة إلى تنظيم وقفات تضامنية مع المعتقلين وبشكل يومي حتى يتم إطلاق سراحهم، وكذلك تخصيص خطبة يوم الجمعة المقبل عن النقب في مناطق فلسطين دعما للنقب.
ونوهت اللجنة في بيان لها اليوم، ما حدث من استفزازات في المظاهرة الجماهيرية بتاريخ 13 كانون الثاني الجاري والتي شارك فيها نحو عشرة آلاف من سكان النقب، وهي استفزازات كانت مبيته تجاه عرب النقب حيث تم اعتقال 86 شابا مع إدخال المستعربين داخل المتظاهرين مع أن المظاهرة كانت مرخصة رسميا.
هبة النقب حظيت بمساندة جماهيرية من جميع الهيئات والقطاعات بين عرب الداخل، حيث تطوع محامون عرب للدفاع عن المعتقلين ومتابعة قضاياهم، ووجهت لجنة التوجيه العليا للعرب في النقب التحية لهؤلاء المحامين الذين وقفوا إلى جانب المعتقلين وهم يتصدون لممارسات الاحتلال لاقتلاعهم من أرضهم.
الدعوة لمظاهرة أمام مكتب رئيس حكومة الاحتلال في القدس
وضمن برنامج اللجنة للتصدي لممارسات الاحتلال دعت إلى تنظيم مظاهرة كبيرة أمام مكتب رئيس حكومة الاحتلال في القدس، وعقد مؤتمر صحفي لفضح الممارسات العنصرية الحكومية والشرطية ضد الفلسطينيين في النقب ودعوة رؤساء السلطات المحلية، والأكاديميين، والإعلاميين، ورجال الأعمال، لأخذ دورهم للتصدي لممارسات الاحتلال، وكذلك فتح المجال لكل من يرغب بالنضال دفاعا عن الحق الفلسطيني بالانضمام للهيئة بهدف توحيد الجهود العربية في النقب ضد الممارسات العنصرية التي يقوم بها الاحتلال تجاه المواطنين العرب ودعم قضيتهم.
ويسعى الاحتلال ضمن خطته إلى تهويد هذه المنطقة التي تضم حوالي 150 قرية يسكنها العرب حيث يعيش فيها أكثر من 300 ألف نسمة على مساحة 14 ألف كيلو متر مربع معظمها بيوت من الصفيح والطوب، ولا تعتبر قائمة، بحسب قوانين الاحتلال بناء على قرار اتخذ في العام 1948، والذي ينص "أن لا ملكية للبدو في أراضيهم".
ويعيش سكان هذه المناطق في ظروف معيشية صعبة داخل خيم وبيوت من الصفيح، دون أي خدمات إذ لا توجد وسائل مواصلات تخدم المناطق والطرق بدائية، كما يفتقر العديد من السكان إلى الوصول المباشر إلى الماء والكهرباء، لأنهم يعيشون في قرى لم تعترف بها "إسرائيل" رسميًا، وهي سياسية إسرائيلية لمنع تطوير النقب وبالتالي القيام بعملية التهويد، وكانت البداية ما قامت به سلطات الاحتلال بتجريف المناطق السكنية والتشجير في أراضيها لصالح مشاريع بيئة، لفرض واقع جديد على الأرض، من خلال تحريجها ثم تسييجها ومنع أصحاب الأراضي العرب من استخدامها. بحيث يعيش العرب في أقل مساحة جغرافية ممكنة والحد من تمددهم.
وبحسب الهيئة العربية فقد تم هدم أكثر من 11 ألفاً و600 منزل للعرب، خلال السنوات الخمس الأخيرة وكذلك إقامة أكثر من 200 مستوطنة وبلدة لليهود، وأكثر من 100 مزرعة فردية من دون أن تكون لهم ملكية على الأرض أو أي أوراق ثبوتية.