ما بين المطرقة والسندان مر عام 2023 فمطلعه زلزال وختامه طوفان، وقد حمل هذا العام بين طيات أيامه حزنا واسعا وآلاما كثيرة، إلا أن ألطاف الله
الجزائر تجمع هنية بــ محمود عباس فهل طويت صفحة القطيعة ؟
جمع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون،كلا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بعد سنوات من القطيعة بين الجانبين.
ونشرت الرئاسة الجزائرية، مقطع فيديو وصورا للقاء الذي جرى بقصر المؤتمرات بالجزائر العاصمة. وعلقت على الفيديو: “رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يجمع في لقاء تاريخي على هامش احتفالات ستينية الاستقلال بالجزائر، بين الإخوة الفلسطينيين، رئيس دولة فلسطين محمود عباس والوفد المرافق له ووفد حركة حماس بقيادة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، وذلك بعد سنوات طويلة، لم يجتمعا فيها حول طاولة واحدة”.
وظهر هنية وهو يصافح محمود عباس والرئيس الجزائري يشد على يديهما في صورة جماعية بعد نهاية اللقاء. ولم يفصح إن كان هذا اللقاء مقدمة لمصالحة فلسطينية أم مجرد لقاء مجاملة.
وسعت الجزائر منذ فترة لجمع الفرقاء الفلسطينيين على طاولة الحوار من أجل التوصل لوحدة فلسطينية، وشهدت العاصمة الجزائرية استقبال عدة وفود من فصائل المصالحة المتنوعة من حماس إلى فتح إلى الجبهتين الشعبية والديمقراطية في فلسطين.
وكانت زيارة الرئيس الفلسطيني للجزائر نهاية السنة الماضية، مناسبة لإعلان الجزائر رغبتها في احتضان لقاء جامع بين الفصائل الفلسطينية، وهو الأمر الذي لم يعترض عليه أي طرف في فلسطين، لكن عقد اللقاء تأجل بسبب تعقيدات المسألة الفلسطينية.
15 عاما على الانقسام الفلسطيني
وعلى الرغم من مرور 15 عاما، ما زال الانقسام الفلسطيني الداخلي يلقي بظلاله السلبية على المشهد السياسي، فضلا عن تأثيره الشديد على كافة مناحي الحياة في قطاع غزة.
وفي مطلع 2006 تم تنظيم ثاني انتخابات تشريعية فلسطينية، حققت فيها حركة حماس مفاجأة بحصد أغلبية المقاعد في المجلس التشريعي، على الرغم من أنها المشاركة الأولى للحركة في الانتخابات، ليسارع القيادي في حركة فتح محمد دحلان إلى التصريح بأنه من العار على فتح المشاركة في حكومة تقودها حماس، في حين دعا الرئيس محمود عباس الحكومة القادمة إلى الالتزام باتفاقات منظمة التحرير ونهج السلام، لكن أطرافا من فتح بما فيها أجهزتها الأمنية رفضت التعاون مع الحكومة التي شكلتها حماس ، فوقعت اشتباكات مسلحة بين الحركتين، وفي 14 حزيران لعام 2007، سيطرت حركة "حماس" على قطاع غزة، ومنذ ذلك الوقت والنظام السياسي الفلسطيني في الأراضي المحتلة يعاني من انقسام، عزّز حالة الفصل الإداري والجغرافي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بين قطاع غزة والضفة الغربية،
وعلى مدار السنوات الماضية، لم تفلح كافة الجهود التي بذلها وسطاء إقليميون من لمّ شمل الفلسطينيين، وتوحيد صفوفهم.
ومع بدء الانقسام، وسيطرة حركة حماس، فرضت "إسرائيل" حصارا مشددا على القطاع، تسبب في تدهور الأوضاع المعيشية.
محطات المصالحة
وعلى مدار سنوات الانقسام، تدخلت دول متعددة وأطراف إقليمية للوساطة بين الحركتين، لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى حل يُفضي لتحقيق الوحدة الوطنية، ورغم توقيعهما لاتفاقيات في هذا الإطار، إلا أن تنفيذها لم يرَ النور. ـأبرزها..
الاتفاق | |
---|---|
اتفاق القاهرة 2012 | تم توقيعه في أيار 2012، بالعاصمة المصرية، ونصّ على بدء مشاورات لتشكيل حكومة التوافق الوطني. |
إعلان الدوحة 2012 | تم توقيعه في شباط 2012، بالعاصمة القطرية، ونصّ على رئاسة محمود عباس للحكومة الانتقالية المقبلة، التي ستشكل من كفاءات ومهنيين ومستقلين، والتجهيز للانتخابات. |
لقاء عباس - مشعل 2013 | تم عقده في 9 كانون الثاني، بالقاهرة، وجمع الرئيس عباس، مع الرئيس السابق لحركة حماس خالد مشعل، واتفقا خلاله على تنفيذ الاتفاقيات السابقة. |
اتفاق الشاطئ 2014 | تم التوصل إليه في منزل "هنية" بمخيم الشاطئ للاجئين غربي مدينة غزة، ونصّ على تشكيل حكومة توافق وطني وتفعيل المجلس التشريعي وإصلاح منظمة التحرير، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني خلال ستة أشهر. |
اتفاق القاهرة 2017 | تم توقيعه في تشرين الأول، بالقاهرة، ونص على إجراءات لتمكين حكومة التوافق الوطني التي تم تشكيلها عام 2014، وضمان ممارسة مهامها والقيام بمسؤولياتها في إدارة شؤون غزة، كما في الضفة مع تحديد سقف زمني لذلك، والعمل على إزالة كافة المشاكل الناجمة عن الانقسام. |
- اجتماع بيروت 2020 | اجتمع الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية في أيلول بمدينتي رام الله وبيروت اللبنانية، بشكل متزامن، واتفقوا على تحقيق الوحدة الوطنية وإعادة ترتيب البيت الداخلي، وتشكيل لجنة تقدم رؤية استراتيجية، خلال 5 أسابيع، لتحقيق إنهاء الانقسام، وتشكيل لجنة وطنية لقيادة المقاومة الشعبية الشاملة. |
اقرأ المزيد:غزة 15 عاما ً ..حصارٌ لا يطاق معه العيش