بسم الله الرحمن الرحيم، "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم
خطاب أبو عبيدة في معركة طوفان الأقصى بتاريخ 16-2-2024
بسم الله الرحمن الرحيم، "وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ".
الحمد لله رب العالمين، ناصر المجاهدين ورافع لواء القابضين على جمرة الوطن والدين، ومذل المستكبرين، وشديد البأس على المجرمين. والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد وعلى آله وصحبه من جاهد جهاده إلى يوم الدين وبعد.
يا أبناء شعبنا العظيم الأبي المعطاء، يا رمز الثبات والصمود والبطولة، يا مجاهدي شعبنا وأمتنا ومقاتلينا العظماء في كل ثغور الرباط والقتال والمواجهة، يا أبناء أمتنا الكبيرة الممتدة، يا أحرار العالم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
133 على بدء معركة طوفان الأقصى
133 يوما منذ بدء معركة طوفان الأقصى التي غيرت وستغير وجه المنطقة، وكتبت منذ صباح السابع من أكتوبر 2023 بداية النهاية والأفول لأطول وآخر احتلال في التاريخ المعاصر، ووقعت انكساره وإساءة وجهه وفضحه، وإن طوفان الأقصى الذي انطلق من أجل أقدس غاية وأجل هدف، وهو نصرة مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لن يهدأ بعون الله وسيتشكل أكثر فأكثر؛ ليزيل الظلم والعدوان عن الأقصى وعن أرض الإسراء والمعراج وسيكون نقطة فاصلة في تاريخ أمتنا بإذن الله تعالى.
يا شعبنا يا أمتنا، للشهر الخامس على التوالي تواجه المقاومة الفلسطينية في غزة وشعبنا المرابط الصامد حربا صهيونية أمريكية لا زالت عاجزة أمام شعب عظيم معطاء يواجه المجازر والمذابح المروعة لكنه لا يعرف الانكسار. فأنّى لهم بهزيمة شعب أطفاله يعلمون الكبار العاجزين دروسا في الرجولة، ونساؤه خنساوات يخرجن الأجيال ويصنعن الرجال، ومقاومته أسطورة العصر وأيقونة الزمان في القتال والبطولة والعطاء.
كيف سيهزمون شعبا تعيش مقاومته في وجدانه وتتقاسم معه المعاناة والألم والأمل، وتضحي معه بفلذات الأكباد، وتقدم القادة والجند في سبيل الله وفي سبيل الحرية ودفاعا عن أقدس المقدسات وأعظم القضايا.
المقاومة تواصل مواجهة جيش الاحتلال
يواصل مجاهدونا في كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية، يواصلون وسيواصلون مواجهة جيش مجرم نازي لم يمر في التاريخ المعاصر له مثيل في ساديته وهمجيته وعقيدته العنصرية المقيتة، فيوقع مجاهدونا في جيش العدو خسائر فادحة لم يسبق لها مثيل أيضا في تاريخ ثورة شعبنا، فيدمرون آلياته ومدرعاته ويطبقون على جنوده المدججين بالسلاح والمدعومين بالدبابات والطائرات والبوارج الحربية، ويوقعونهم في كمائن محكمة ويصطادون ضباطهم في عمليات قنص احترافية، ويهاجمون قطعان جنودهم من مسافة صفر. وكلما ظن العدو أنه بات آمنا في منطقة محروقة من الأرض خرج له مجاهدونا من حيث لا يحتسب في عمليات نوعية وقاتلة بعون الله وتأييده وتوفيقه.
وبالتوازي، إن المعركة مع مقاتلي أمتنا وقواها المقاومة تتواصل على كافة الجبهات، بل وتتسع وتتعاظم أمام عنجهية العدو وغطرسته وعدوانه النازي الهمجي وإننا لا نود أن نسهب في تعداد عمليات كتائب القسام، إذ نعلن عنها أولا بأول على مدار الساعة، كما أن الظروف الميدانية لبعض مجاهدينا في العقد القتالية تؤخر الإعلان عن بعض المهام، وإن ما نبثه من إعلانات ومشاهد هو جزء مما نفذه وينفذه مجاهدونا في الميدان، وإننا نؤثر تأجيل أو عدم الإعلان عن بعض العمليات وعدم بث بعض المشاهد لأسباب أمنية وظروف ميدانية معقدة.
ما أكد عليه أبو عبيدة في اليوم 133 من معركة طوفان الأقصى
يا شعبنا يا أمتنا يا أحرار العالم، إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام وفي اليوم الثالث والثلاثين بعد المئة من معركة طوفان الأقصى والتصدي وعطفا على ما سبق، فإننا نؤكد على ما يلي:
-
أولا: إن مجاهدينا في كافة مناطق التوغل والعدوان الصهيوني في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، يخوضون معارك بطولية بتكتيكات مختلفة وبالأسلحة المناسبة، بناء على حجم التوغل الصهيوني والاستحكام الميداني، ووفق تقديرات ميدانية يتقرر فيها في كل عملية نوعية السلاح وطبيعة الهجمات بما يحقق إيقاع خسائر محققة في صفوف قوات العدو، وستستمر مقاومتنا لهذا العدوان والغزو الصهيوني حتى خروج آخر جندي للعدو من قطاع غزة بعون الله تعالى.
وحيثما كان التوغل والعدوان سيواجه بالمقاومة والتصدي وستقع الخسائر الفادحة في صفوف قوات العدو بقوة الله، وإن الآلاف من مجاهدينا في عقدهم ومواقع قتالهم في حالة تأهب دائم وبروح معنوية عالية بحجم يقينهم بنصر الله وبقدر انتمائهم وارتباطهم بأرضهم المباركة ومعركتهم المقدسة وعلى مستوى دافعيتهم الكبيرة والدائمة للانتقام من عدوهم الذي يمارس القتل والإجرام والبطش والعدوان.
تصريحات العدو وأرقامه ومعلوماته هي دعاية كاذبة
-
ثانيا: إننا لسنا معنيين في هذه المرحلة بالتفنيد التفصيلي لكل ما يرد على لسان قادة العدو السياسيين والعسكريين حول إنجازات مزعومة في الميدان وإبادة متوهمة لكتائب عسكرية فهذا العدو المتفكك المتنازع المأزوم، لا يثق به أقرب أصدقائه ولا يصدقه حتى حلفاؤه ولا يستطيع أن يقنع جمهوره -رغم كل أكاذيبه- بأنه انتصر أو ينتصر أو يحقق أهدافه.
لكننا نقول بإيجاز إن ما يطلقه العدو من تصريحات وأرقام ومعلومات هي دعاية كاذبة، وإن ما يبثه من صور تضخم إنجازات وهمية يأتي في ذات السياق، وكثير مما يعلنه ويبثه العدو ملفق ومختلق لأغراض داخلية ومعنوية.
فليقل العدو المجرم الكاذب ما يشاء، وليروج لجمهوره المغفل الذي يدرك وسيدرك كذب قيادته، فلا زال الميدان مفتوحا والحقائق مشرعة وقادم الأيام والمستقبل القريب والبعيد بإذن الله سيثبت وهم هذا العدو وكذبه وتخبطه.
وإن الأهداف السياسية الرخيصة التي يحاول قادة العدو تحقيقها عبر مجازرهم وجرائمهم القذرة من جهة، وعبر أكاذيبهم السوداء من جهة أخرى ستؤدي بهم إلى سقوط مدون وخزي وعار وحسرة بعون الله وقوته.
قيادة الاحتلال تجاهلت مصير أسراها
-
ثالثا: إن الخسائر في صفوف أسرى العدو باتت كبيرة جدا، ولم نكن نود أن يصل الحال إلى هذه المرحلة من الخسائر والمعاناة للأسرى، وقد حاولنا حماية ورعاية هؤلاء الأسرى منذ شهور وصولا إلى هدف إنساني سامٍ ونبيل وهو تحرير أسرانا المظلومين المقهورين وتحقيق حقوق شعبنا المشروعة والإنسانية، ولا نزال نسعى لذلك بكل السبل.
وكنا قد حذرنا عشرات المرات من المخاطر التي يتعرض لها أسرى العدو لدى المقاومة والخسائر في صفوفهم منذ بداية الحرب، لكن قيادة الاحتلال تجاهلت مصير أسراها وتعمد الجيش النازي الصهيوني قتل أسراه وإصابتهم.
وفي هذه الأثناء يعيش أسرى العدو المصابين والمرضى أوضاعا صعبة للغاية، ويكافحون للبقاء على قيد الحياة، وهذا ليس مستغربا؛ فكل ما يعانيه شعبنا من جوع وعطش وانعدام للمستلزمات الطبية وغيرها يعانيه وسيعانيه أسرى العدو. وقيادة العدو وجيشه الهمجي هم وحدهم من يتحمل هذه المسؤولية كاملة، فالوقت ينفد بشكل متسارع جدا، وقد أعذر من أنذر.
ختاما يا أبناء شعبنا العظيم، لقد كتب الله علينا أن نعيش على هذه الأرض لنقاتل هذا العدو المجرم الذي لعنه الله في كل كتاب وغضب عليه وكتب عليه ليبعثن عليه إلى يوم القيامة من يسومه سوء العذاب. فنحن كشعب وكمقاومة نرابط على هذه الأرض ونقاتل على هذا الثغر على عين الله، وقد اصطفى الله منا الشهداء واختبرنا بالتضحيات العظيمة التي سيعقبها فرج ونصر قريب بإذن الله.
فكل التحية لأرواح شهدائنا الأبرار الذين سالت دماؤهم شاهدة على الظلم والعدوان والإجرام وزادت فاتورة العذاب والانتقام على هذا العدو الباغي الجبان. والتحية لكم يا أهلنا يا شعبنا المعطاء، يا من لا توفيه كل الكلمات حقه وقدره، وعهدت علينا أن نبقى على عهد الشهداء وعلى ثغور المواجهة والمقاومة والجهاد حتى يأذن الله بنصره ويكتب على أيدينا شفاء صدور المؤمنين.
"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ"
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد
والسلام عليكم ورحمة وبركاته
استمع | الكلمة الصوتية لأبو عبيدة في اليوم 133 من معركة طوفان الأقصى
اقرأ المزيد.. خطاب أبو عبيدة في اليوم 100 من المعركة