خطاب أبو عبيدة في معركة طوفان الأقصى بتاريخ 17-5-2024

الصورة
أبو عبيدة في كلمة مصورة بتاريخ 17-5-2024 بجانبه آية "وإن يقاتلوكم يولون الأدبار ثم لا ينصرون"
أبو عبيدة في كلمة مصورة بتاريخ 17-5-2024 بجانبه آية "وإن يقاتلوكم يولون الأدبار ثم لا ينصرون"
آخر تحديث

بسم الله الرحمن الرحيم، "لَن يَضُرُّوكُمْ إِلا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنصَرُونَ، ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ". 

الحمد لله رب العالمين، نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد، وعلى آله وصحبه ومن جاهد جهاده وبعد. 

يا أبناء شعبنا المرابط في غزة والضفة والقدس والشتات، يا مجاهدينا ومقاتلينا الأبطال في محاور التصدي والرباط والقتال في غزة العظيمة وفي الضفة المحتلة وفي لبنان وفي اليمن وفي العراق وفي كل الجبهات والساحات، يا جماهير أمتنا الإسلامية والعربية ويا كل أحرار العالم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

المقاومة تخوض حربا غير متكافئة منذ 32 أسبوعا

اثنان وثلاثون أسبوعا منذ السابع من أكتوبر المجيد وشعب غزة العظيم ومجاهدوه ومقاوموه العظماء يخوضون حربا غير متكافئة ودفاعا أسطوريا ضد الهمجية الصهيونية في أبشع صورها، "فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِين". 

أيام وليال وأسابيع طويلة مارس فيها العدو وحكومته النازية أبشع صور الإبادة الجماعية ضد شعبنا أمام مرأى ومسمع العالم، فلم يترك صورة من صور جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي نصت عليها شرائع السماء أو قوانين البشر إلا ارتكبها بكل دناءة وهمجية، ثم يتفاخر جيش العدو بها كإنجازات عسكرية. 

وإن الترويع والإجرام والتدمير الممنهج هو الاستراتيجية الثابتة المتبعة من العدو في غزة، طمعا في كسر إرادة شعبنا وثني مقاومته عن الدفاع والتصدي، لكن هيهات هيهات فكما توعدنا العدو في كل مرة أنه حيثما يطمح إلى تسجيل نصر أو إنجاز سيجدنا أمامه، فإن هذا ما حدث ويحدث كل يوم. 

فها هو جيش العدو في سلسلة متواصلة من التخبط والفشل قرر منذ نحو عشرة أيام أن يبدأ عدوانا بريا جديدا على رفح وعلى حي الزيتون جنوب مدينة غزة وعلى جباليا شمال القطاع، ظانا أنها باتت أهدافا سهلة، ومتوهما بأنه إذ أحرق الأخضر واليابس منذ أكثر من سبعة شهور فإنه لن يجد فيها مقاومة تذكر، فإذا به يدخل إلى الجحيم من جديد ويجابه بمقاومة مماثلة أو أشد من تلك التي وجدها في اليوم الأول للعدوان البري، فيلقنه مجاهدونا دروسا قاسية شرق رفح قبل أن يدخلها وعلى تخومها وبعد أن توغل فيها. 

وفي حي الزيتون يقطف مجاهدونا رؤوس ضباطه وجنوده ويسقطون بينهم أعلى رتبة عسكرية معلنة منذ بداية الحرب البرية، وفي مخيم جباليا ومدينة جباليا ذاق العدو بأس مجاهدينا ولا يزال قتلا وإصابة لجنوده بالجملة، وتدميرا واستهدافا لآلياته. 

المجاهدون يستهدفون 100 آلية عسكرية صهيونية خلال 10 أيام

وقد تمكن مجاهدونا خلال عشرة أيام من استهداف 100 آلية عسكرية صهيونية مختلفة بين دبابات وناقلات وجرافات في كافة محاور القتال، وها هو العدو في كل مناطق توغله يعد قتلاه وجرحاه بالعشرات ولا يكاد يتوقف عن انتشال جنوده، يعلن عن جزء من خسائره لكن ما نرصده أكبر بكثير. 

ويجابه مجاهدونا في محاور المواجهة العدو بقوة الله بزخم كبير بمختلف ما لديهم من الأسلحة: الأسلحة المضادة للدروع وللأفراد وبتفجير المباني المفخخة وفتحات الأنفاق وحقول الألغام بجنود العدو، وبتنفيذ عمليات القنص الدقيقة والكمائن المركبة والاشتباكات من مسافة صفر وإسقاط القذائف من المسيرات على تحشدات آلياته وجنوده، وقصف تجمعاته بالهاون والصواريخ قصيرة المدى، وتوجيه رشقات صاروخية لمغتصباته ومواقعه، مما وثقنا جزءا منه وقمنا بالإعلان عنه وعرضه تباعا على مدار الأيام الماضية. 

وبالرغم من حرب التجويع والتدمير والقتل والإجرام التي لو سلطت على دولة عظمى لانهارت منذ شهور إلا أن مجاهدينا ومقاومتنا ومن خلفها شعب عظيم أبي معطاء وبقوة الله وتأييده، تخرج أمام العدو من كل مكان لتوجه له ولجنوده ضربات قاتلة متمثلة مع كل رمية وضربة قوله سبحانه: "فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ"، فيواجه مجاهدونا بما يمتلكون من أدوات وإمكانات متواضعة مع إيمان عظيم ومعنويات تناطح السحاب، يواجهون قوة مرتجفة متخبطة مجرمة فيعيدونها مكسورة لا تجد سوى الخيبة ولا تحصد سوى المزيد من القتلى والجرحى والمعاقين جسديا ونفسيا في صفوفها والمزيد من الاستقالات والتخبط العسكري رغم فارق القوة التي لا تقارن ورغم شحنات الأسلحة التي لا تتوقف من الإدارة الأمريكية راعية الإرهاب والخراب في العالم. 

تلك الأسلحة الأمريكية المسخرة لإبادة شعبنا والتي تحصد أرواح الأبرياء كل يوم وتحدث الدمار الهائل الذي هو الإنجاز الوحيد لهذا العدو المتغطرس المأزوم، "فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ". 

ما أكد عليه أبو عبيدة في خطابه في اليوم 224 من معركة طوفان الأقصى 

يا أهلنا وشعبنا ويا أمتنا ويا كل أحرار العالم، إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام وفي اليوم الرابع والعشرين بعد المئتين من معركة طوفان الأقصى ومن الحرب على شعبنا نؤكد على ما يلي: 

  • أولا: إن ما يحدث من مواجهة بطولية من مجاهدينا ومقاومي شعبنا ومن قتال عنيف ومتجدد ومتواصل للعدو في كل محاور عدوانه وعملياته التائهة في رمال غزة تؤكد ما أكدناه منذ اليوم الأول لهذه الحرب وهو قدرتنا بعون الله على الصمود والقتال مهما طال أمد العدوان ومهما كان شكله، وإننا ورغم حرصنا الكامل على وقف العدوان على شعبنا مستعدون لمعركة استنزاف طويلة للعدو ولسحبه لمستنقع لن يجني فيه ببقائه أو دخوله لأي بقعة من غزة سوى القتل لجنوده واصطياد ضباطه، وهذا ليس لأننا قوة عظمى بل لأننا أهل هذه الأرض وأصحاب الحق، نحن غزة بسمائها وهوائها وبحرها ورمالها والتي سنذكركم في كل مرة بأنها مقبرة للغزاة ووحل لا قاع له للمحتلين عبر العصور، فلكم في التاريخ والحاضر عبرة والقادم أدهى وأمر عليكم بعون الله تعالى وأمره. 

  • ثانيا: إن متلازمة الفشل والتخبط لقيادة العدو السياسية والعسكرية في المعركة البرية وأكذوبة ما يسمى بالضغط العسكري لتحرير الأسرى والمحتجزين هو وصفة لتسريع ذهاب أسرى العدو إلى المجهول، وإننا نعلن باستمرار وبكل وضوح وبالأسماء والصور عن بعض حالات القتل والموت لأسرى العدو بسبب عدوان جيشهم وتعنت وإجرام حكومتهم ورئيسها الفاسد. 

    نقول ذلك لوضع عائلات وجمهور العدو عند الحقائق الدامغة، في مقابل كذب وتضليل حكومتهم لهم، وعندما تتكشف حقائق أخرى بخصوص الأسرى لاحقا فعليهم حينها أن يحصوا عدد المرات التي حذرنا فيها وأنذرنا بمصير أبنائهم، وفضيحة نتنياهو وتضحيته وحكومته بأسراهم لمصالحهم السياسية ولتجريب حظهم في معركة خاسرة. 

  • ثالثا: نتوجه بالتحية لمجاهدي شعبنا الأبطال في الضفة المحتلة، الذين لا يكلون في ملاحقة جنود العدو وقطعان مغتصبيه، دفاعا عن أهلهم وعن مقدساتهم وشعبهم، ونحيي مقاتلي أمتنا الذين وقفوا في الجانب المشرق من التاريخ في هذه المحطة المهمة من تاريخ أمتنا وشعبنا. 

    وهنا نجدد مباركتنا للضربات المتواصلة لإخواننا في المقاومة الإسلامية في لبنان على جبهة العدو الشمالية، ونبارك عمليات إخوان الصدق أنصار الله في اليمن العزيز، وإعلانهم عن مرحلة جديدة من المواجهة للعدو والإسناد لغزة رغم التهديد والتحالفات العوراء الظالمة، والتحية لإخواننا في المقاومة العراقية الذين يصرون على إسناد غزة بكل ما يستطيعون. 

    كما نوجه التحية للأحرار المنتفضين في وجه ظلم الاحتلال وإجرامه والمتضامنين مع شعبنا وقضيتنا العادلة من كل جنسيات وأعراق العالم وفي كل قاراته في الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وأوروبا وآسيا وأفريقيا وفي العالم الإسلامي والعربي. 

    هذا التضامن والحراك العالمي غير المسبوق الذي يفضح الاحتلال ويكشف حقيقته البشعة ويعبر عما أحدثه طوفان الأقصى من زلزال على مستوى الوعي العالمي، وما حركه من ساحات وجبهات على مستويات كثيرة سيكون لها الأثر الاستراتيجي الكبير بإذن الله تعالى. 

ختاما يا أهلنا يا شعبنا، إن ما يقدمه مجاهدونا من بطولات وما يقدمه شعبنا من تضحيات وعطاءات تتعاظم كل يوم لهي مفخرة للأجيال، ومدرسة لكل الأمم، وإن هذا الصمود والعطاء لشعبنا ومقاومتنا هي تحقق للبشرى النبوية لكم أيتها الطائفة المنصورة القابضة على الجمر رغم كل الأذى والقهر والطغيان والخذلان. 

وإن عاقبة صبركم يا أهلنا لن تكون سوى الفرج والنصر بعون الله تعالى، فما بعتموه لله من أرواح ومهج ودماء زكية سيكون ثمنه نصرا عزيزا. وذلا لأعدائكم الذين استعملكم الله لتكونوا عذابا عليهم بيد الله وبأيديكم. 

وإن إمعان هذا المحتل الجبان في إجرامه واستدعاءه لغطاء قوى الظلم والجبروت، وفي المقابل هتاف عشرات الملايين باسمكم ولعنها لعدوكم لهي دليل على عظمتكم وذهول الدنيا أمام صمودكم ومقاومتكم وتضحياتكم. فأبشروا بوعد ربكم، "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ، وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ". 

تقبل الله شهداءنا الأبرار وشفى جرحانا الميامين وفك قيد أسرانا الأحرار وجمع شمل أهلنا في كل مكان. 

وإنه لجهاد نصر أو استشهاد 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

شاهد | الكلمة المصورة لأبو عبيدة في اليوم 224 من معركة طوفان الأقصى

اقرأ المزيد.. خطاب أبو عبيدة في اليوم 200 من المعركة

00:00:00