خطاب أبو عبيدة في اليوم 200 من معركة طوفان الأقصى بتاريخ 23-4-2024

الصورة
أبو عبيدة في كلمة مصورة في اليوم 200 من طوفان الأقصى 23/4/2024
أبو عبيدة في كلمة مصورة في اليوم 200 من طوفان الأقصى 23/4/2024

بسم الله الرحمن الرحيم، "وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ". 

الحمد لله رب العالمين، حمد المجاهدين الثابتين، القابضين على جمرة الدين والوطن، الواثقين بنصر الله رغم الخذلان والعدوان، والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد وعلى آله وصحبه ومن جاهد جهاده وبعد. 

يا أبناء شعبنا العظيم المبارك، يا مجاهدينا الأبطال الميامين في ثغور القتال ومواقع الرباط المقدس، في غزة وفي كل ساحات القتال والمواجهة في فلسطين وخارجها. يا جماهير وشعوب وقوى أمتنا العظيمة الكبيرة الممتدة، يا أحرار العالم في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

أبو عبيدة: 200 يوم على طوفان الأقصى التي مثلت ضربة قوية للاحتلال 

مئتا يوم منذ بدء معركة طوفان الأقصى التي بدأت بتدمير فرقة في جيش العدو الصهيوني في صباح السابع من أكتوبر 2023، وتسديد ضربة هي الأولى من نوعها في تاريخ الكيان؛ انتصارا للأقصى وردا على محاولة تدميره وطمس هويه، ولا يزال العدو المجرم وجيشه الهمجي يحاول لملمة صورته منذ ذلك اليوم لكنه لا يحصل إلا على المزيد من الخزي والعار وإساءة الوجه. سواء في انكسار جيشه وفشله المدوي أمام بأس مقاومتنا وشعبنا أو في صورته القذرة الوحشية التي تحطمت أمام العالم بأسره الذي عرف هذا الاحتلال على حقيقته البشعة كما لم يعرفها من قبل أبدا، أو في صورته الحقيقية ككيان غريب خارج عن سياق كل المنطقة ويستدعي عند كل محطة أربابه وأسياده للدفاع عنه كولاية بعيدة وككيان وظيفي دخيل. 

مائتا يوم مرت ولا يزال الجيش الهمجي النازي عالقا في رمال غزة بلا هدف ولا أفق ولا انتصار موهوم ولا تحرير لأسراه، ويستغل ورطته على الأرض في المزيد من التدمير الانتقامي الأعمى والأهوج والعشوائي الذي لم يحقق يوما انتصارا لأي من الغزاة، ولن يكون هذا الجيش السادي ولا قيادته الفاشلة أوفر حظا من الغزاة القتلة عبر التاريخ، بل إن ما سيحصده هو المزيد من الغضب وروح الانتقام والاستعداد لكنسه ومواجهته في فلسطين وحولها بل عبر العالم بأسره. 

وقد سمعنا زعيم النازية الجديدة نتنياهو يقول إن والده أخبره بأن الكراهية لهم هي فيروس يتجدد عبر الزمن، ونقول له هذا صحيح وليس بحاجة ليكتشفه والدك المؤرخ، لكن ما نسي أن يقوله لك والدك هو أن هذا الفيروس سببه قذارتكم المفرطة ودماء الأبرياء التي تتلطخ بها أياديكم عبر الزمن، نسي أن يقول لك بأن هذا الفيروس قاتل وفتاك وأن نتيجته الأكيدة هي موتكم وزوال احتلالكم وسقوطكم بإذن الله. فأضف هذا -أيها النازي المتعجرف- إلى دفتر حكم والدك وارجع إلى أسفار توراتك واقرأ فيها وعيد عذاب الله لأمثالكم من المفسدين في الأرض. ولن تجدي مسكنتكم وتباكيكم أمام العالم في تغيير حقيقتكم: 

فلقد عرفنا الغزاة قبلكم      .....      ونشهد الله فيكم البدعُ 

سبعون عاما وما بكم خجل   .....    الموت فينا وفيكم الفزع 

أخزاكم الله في الغزاة فما ..... رأى الورى مثلكم ولا سمعوا. 

المقاومة راسخة بعد 200 يوم من العدوان

مئتا يوم ومقاومتنا في غزة راسخة رسوخ جبال فلسطين، حيث لا جبال في غزة إلا رجالها الأبطال، وشعبها العظيم ومقاتلوها المؤمنون الشجعان الذين يخرجون وسيخرجون لهذا العدو من تحت كل رماد ومن بين كل ركام بقوة الله تعالى، وقد شاهد العالم طرفا من بأس مجاهدينا وضرباتهم الموجعة، ليس فقط أثناء وجود العدو في مناطق التوغل والقتال مباشرة بل أثناء انسحابه أو قبيل انسحابه من كل محاور تقدم فيها كان يتلقى فيها الضربات القاتلة. 

كما وثقنا جزءا يسيرا من ذلك في عملية السابع والعشرين من رمضان في الزنّة شرق خانيونس، وفي محاور خانيونس المختلفة، ومن قبل في كمين المغازي، ومواجهات البريج، وكمائن بيت حانون، ومن قبل في مقتلة جولاني في حي الشجاعية، وفي كل محاور مدينة غزة وشمال القطاع، وعمليات القنص الاحترافية للضباط والجنود، واصطياد الآليات وتدميرها. 

وستستمر ضرباتنا للعدو بعون الله وستأخذ أشكالا متجددة وتكتيكات متنوعة ومتناسبة طالما استمر عدوان الاحتلال أو تواجده على أي شبر من أرضنا. 

أبو عبيدة يؤكد على بنود عدة في اليوم 200 من معركة طوفان الأقصى

يا شعبنا وأمتنا ويا كل أحرار العالم، إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام، وفي اليوم المئتين من معركة طوفان الأقصى ومن العدوان الصهيوني المتواصل على شعبنا نؤكد على ما يلي: 

جرائم الاحتلال تدل على الشعور بالهزيمة والفشل

  • أولا: إن من أكاذيب حكومة العدو المتواصلة منذ أسابيع طويلة هو ربط ما يسمى بالانتصار في هذه الحرب باجتياح رفح ومحاولة إيهام العالم بأنه قضى على غالبية الكتائب العسكرية للقسام في قطاع غزة وتبقت كتائب رفح، إلى غير ذلك من الأكاذيب الواهية للهروب من حقيقة الفشل الكبير والعجز الذي ينتاب قيادة الاحتلال في تحقيق أهداف هذه الحرب الإجرامية غير المسبوقة في التاريخ المعاصر. 

    وإن تصرفات وجرائم العدو المتواصلة تدل على شعور بالهزيمة والفشل وليس النصر أو ما يشبه النصر، فجيش يجعل كل تركيزه على قتل الأطفال وارتكاب المجازر بحق العائلات، ومحاصرة المشافي وتجريف المقابر، والانتقام من جثامين الشهداء، وقنص المدنيين الأبرياء عن بعد مئات الأمتار، وقصف تجمعات المساعدات، واغتيال أعضاء المنظمات الإغاثية الدولية واللجان التطوعية المحلية، هذه مواصفات جيش يشعر بدونية وهزيمة وخيبة كبيرة، وليس جيشا منتصرا ولا واثقا من إنجازاته المزعومة. 

    وهذا علاوة على أنه آية من آيات الله في إساءة وجه هذا الكيان الغاصب الدنيء، فهي رسالة مدوية لأمتنا ولكل حر في العالم بأن هذا العدو الذي سحقنا كبرياء جيشه في ستين دقيقة في السابع من أكتوبر لم يستطع خلال مئتي يوم أن يحقق سوى الدمار والمجازر المروعة والإبادة الجماعية التي يتقنها أي جبان يمتلك طائرات وقنابل فتاكة. 

    وعليه فإن العدو وجيشه الهمجي حيثما بحث في أي بقعة من غزة عن نصر وإنجاز ما، يرفع به معنويات جنوده وجمهوره ويطيل فيه من عمر حكومته النازية، حيثما بحث عن هذا النصر سيجدنا هناك في مواجهته من حيث لا يحتسب؛ لنسفك دماء جنوده ونذكره بأن غزة باقية ومقاومتها متجذرة وهم الراحلون المنكسرون بعون الله وقوته. 

اقرأ المزيد.. 200 يوم من العدوان على غزة.. المستشفيات هدف لآلة الحرب الإسرائيلية

صمود الشعب هو العلامة الفارقة في معركة طوفان الأقصى

  • ثانيا: إن العلامة الفارقة في معركة طوفان الأقصى هي صمود شعبنا ومقاومتنا الذي أذهل العدو والصديق رغم الإبادة والمحرقة النازية، لذا فإننا لن نتنازل بأي حال عن الحقوق الأساسية الإنسانية لشعبنا الكريم الصابر، وعلى رأسها: وقف العدوان، وانسحاب العدو، وعودة النازحين، وإعادة الإعمار، ورفع الحصار. 

    وإن تعنت العدو في هذه القضايا يؤكد أن حربه ليست سوى حرب إبادة ضد شعبنا بأكمله وأنه يعلم بأن إنجازاته الوحيدة هي التدمير وإدامة معاناة المدنيين وقتلهم والتنكيل بهم، وقد بات واضحا وجليا أن حكومة العدو تماطل وتتلكأ في الوصول إلى صفقة للتبادل وتحاول عرقلة جهود الوسطاء للوصول إلى وقف لإطلاق النار، وتمارس الكذب والتضليل على جمهورها فيما يتعلق بهذا الملف، والعدو بذلك يتخبط تماما كما يتخبط في كل ما يتعلق بمسار هذه الحرب العدوانية، ويريد كسب المزيد من الوقت لعله يطيل أمد هذه الحرب لشعوره بالعجز والفشل الاستراتيجي.

    ونريد أن نسأل جمهور العدو، أين شاؤول آرون وهدار جولدن؟ لا زالا في قبضتنا منذ 10 سنوات، وأين الأسير الأثيوبي مانغيستو؟ وأين هشام السيد؟ لقد طواهم النسيان لأنهم ليسوا من اهتمامات نتنياهو وزوجته ولا حكومته المتطرفة. 

    بل نحيطكم علما بأن سيناريو رون آراد ربما يكون السيناريو الأوفر حظا أن يتكرر مع أبنائكم في غزة، وإن عائلات أسرى الاحتلال ستدرك ولكن ربما بعد فوات الأوان أن حكومتهم الفاشية قد ارتكبت بحقهم كارثة ومأساة ستظل حاضرة لوقت طويل وسيعانون هم منها كعائلات بعد أن يكون نتنياهو قد أنهى مناوراته السياسية وألاعيبه البائسة، فالكرة في ملعب من يعنيه الأمر من جمهور العدو ولكن في وقت حرج وضيق وخطير، وقد عودناكم عبر تاريخنا بأننا الأكثر مصداقية ووضوحا من حكوماتكم، وإن غدا لناظره قريب. 

    وهنا نقول بكلمات واضحة وموجزة، إن ما يسمى بالضغط العسكري في مفهوم المجرم نتنياهو وأركان حربه الفاشيين. والذي يعني المزيد من سفك الدماء والإبادة لشعبنا لن يدفعنا سوى للثبات على مواقفنا؛ لأن فاتورة الدماء التي دفعها شعبنا لن يكون مقابلها سوى انتزاع حقوق أهلنا الطبيعية وشروط مقاومتنا العادلة بإذن الله تعالى. 

طوفان الأقصى تستنهض الأمة وتوحد ساحاتها

  • ثالثا: إن من أهم آثار طوفان الأقصى هو استنهاض الأمة وتوحيد ساحاتها وجمع جبهاتها حول هدف واحد هو فلسطين والأقصى، فما سعى إليه العدو عبر عقود من الزمن هو عزل القضية الفلسطينية، والاستفراد بالقدس والأقصى لحسم الصراع، وتهويد أحد أقدس مقدسات المسلمين. 

    وكان التطبيع المقيت أحد وجوه هذا السعي المحموم من قبل الاحتلال، فإذا بـ طوفان الأقصى يقلب الطاولة على هذا العدو ويتحول إلى طوفان رفض ومقاومة له وطوفان غضب وكراهية عالمية لهذا الاحتلال المجرم النازي الذي ظهر على حقيقته متجردا من كل مساحيق تجميله التي خدع بها العالم لعقود. لذلك فإن عين العدو على غزة والعين الأخرى على ردة فعل العالم بدءا من الشعوب العربية والإسلامية، وجبهات المقاومة والقتال والإسناد المباشر عسكريا وشعبيا؛ وصولا إلى كل شعوب العالم وكياناته. 

    وإننا نقدر كل جهد عسكري وشعبي انضم إلى طوفان الأقصى وكان سببا في إيلام هذا العدو وفضحه، ونخص جبهات القتال الباسلة في لبنان واليمن والعراق، ونحيي أرواح شهدائها الكرام وأبطالها المقاتلين والمجاهدين وتضحيات شعوبها الحرة الأبية، كما ندعو كل جماهير أمتنا إلى التصعيد الفعل المقاوم بكل أشكاله وفي كل الساحات. 

    وإن ردة الفعل الهستيرية التي أبداها العدو وأسياده تجاه الفعل المقاوم الذي يلتئم من مختلف الجبهات لأول مرة في تاريخ قضيتنا من حيث نطاقه وأشكاله ردة فعل العدو تدل على أهمية هذا العمل المقاوم وتأثيره وخشية الاحتلال بل رعبه من تصاعده، وإن أولى الجبهات وأهمها بالتحرك والتصعيد الميداني هي جبهة الضفة المحتلة التي هي خاصرة هذا العدو وخط المواجهة الأقرب الذي يغير كل المعادلات. فتحيّة لأبطال الضفة من طولكرم وجنين ونابلس طوباس إلى رام الله وقلقيلية وأريحا وبيت لحم والخليل، وكل شبر الحرة الأبية وعاصمتنا المقدسة. 

    كما إن أهم الساحات العربية ومن أهمها شعبيا وجماهيريا وأكثرها إشغالا لبال العدو هي الجماهير الأردنية العزيزة التي نوجه لها التحية وندعوها لتصعيد فعلها وإعلاء صوتها، فالأردن منا ونحن منه، وكذا كل قطر من أرضنا العربية والإسلامية. 

    وفي هذا الصدد فقد شاهد العالم كيف أصيب الكيان الصهيوني بالذعر قبل وأثناء وبعد عملية الوعد الصادق التي ردت فيها الجمهورية الإسلامية في إيران على العدوان الصهيوني عليها، رد بحجمه ورسالته وطبيعته وضع قواعد جديدة ورسخ معادلات مهمة وأربك حسابات العدو ومن وراءه، فإذا بالكيان يستدعي حلفاءه من بعد آلاف الأميال ليدافعوا عنه باستماتة، ثم يخرج منتشيا بقدرات الدفاع بعد أن كان يتبجح بالهجوم ويحاول إخفاء نتائج وآثار هذه العملية، إلا أننا راقبنا وندرك جيدا مدى تأثر هذا الرد وهذه الضربات إذ تؤكد أنه قد مضى الزمن الذي يعربد فيه هذا العدو دون حسيب أو يعتدي دون رد أو عقاب.

ختاما يا أهلنا يا شعبنا العظيم، تحية لكم وأنتم تكسرون العدوان كل يوم بصمودكم وثباتكم على أرضكم وأنتم تطرون أروع ملحمة للعطاء وتعلمون الدنيا دروسا فريدة في الكرامة، تحية لعائلاتنا الكريمة عائلات الشهداء تيجان رؤوس أمة الإسلام، وتحية للجرحى وأسرهم، وللأسرى وعائلاتهم، وللنازحين والمشردين من بيوتهم، ولكل طفل وامرأة وشيخ فلسطيني، فأنتم فخر الأحرار في العالم وأيقونة البطولة التي لا تضاهى، ولقد صنعتم وتصنعون التاريخ بتضحياتكم في مواجهة جيش نازي مرتزق يمتلك دويلة مارقة باغية. 

وإن كل معاناة يعانيها أهلنا وأطفالنا، وكل شارع وحي ومخيم ومدينة في قطاعنا، وفي كل أماكن تواجد شعبنا ستظل شاهدة على عظمة شعبنا وعلى خزي عدونا، وإن مقاومتكم ستظل الأمينة على تضحياتكم وعلى عهد شهدائنا وجرحانا وأسرانا ما بقي فينا عرق ينبض. فنحن من شعبنا وهو منا نحمل رايته وآماله ونشاركه آلامه وتضحياته التي ستثمر نصرا وعزة بعون الله القدير. 

"إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ" "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النّاس لا يَعْلَمُونَ".

وإنه لجهاد نصر أو استشهاد 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

شاهد | كلمة أبو عبيدة كاملة في اليوم الـ 200 من الحرب على غزة

اقرأ المزيد.. 200 يوم من العدوان على غزة.. جرائم إبادة وحصيلة مرعبة

00:00:00