أبرز أحداث العالم العربي والساحة الدولية خلال العام 2021

الصورة
أحداث العالم 2021 | Husna Images
أحداث العالم 2021 | Husna Images
المصدر
آخر تحديث

نالت المنطقة العربية والساحة الدولية نصيبهما من أحداث العالم 2021 ففي هذا العام طوى الخلاف الخليجي- الخليجي صفحته، ليشهد صفحة خلاف جديدة بين دول خليجية ولبنان، كما هبت رياح الانقلابات على تونس والخرطوم، وحالة الخصام والقطيعة بين قطبين كبيرين في المنطقة المغاربية هما الرباط والجزائر، وجنوح سفينة إيفر غيفن في قناة السويس وتداعيات تلك الحادثة، ومحاولات تكريس التطبيع التي لم تتوقف بين الإمارات ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وتنظيم كأس العرب في الدوحة، الذي مثّل بسمة جميلة على وجه عربي حزين أعادت له الأمل بعروبة استطاعت أن توحدها كرة قدم بينما عجزت عنها الأنظمة العربية.

أحداث العالم 2021

وفي غمرة انشغال العرب بأحوالهم إلا أن أعينهم كانت ترقب من حولهم، حيث علقت صورة الأفغان الذين تساقطوا من طائرة حلقت في الجو في ذاكرة البشرية كبصمة دمغت عام 2021 إلى الأبد، بُعيد سيطرة حركة طالبان على عموم أفغانستان في وقت قياسي، صورة كان لها نظيرها في أقصى الغرب عندما عاث أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب فسادا في مبنى الكابيتول أحد قلاع الديمقراطية الأمريكية، وصولا إلى فساد من نوع آخر كشفت عنه وثائق باندورا وما حملته من معلومات عن تهرب ضريبي وفساد مالي، فحبس قادة ورؤساء دول أنفاسهم، وخروج بريطانيا رسميا من الاتحاد الأوروبي بعد نصف قرن من الشراكة، ومغادرة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل منصبها، وأخيرا نُذر حرب قد تشتعل في عامنا المقبل بعد توتر متسارع بين روسيا وأوكرانيا.

قمة العلا تطوي صفحة الخلاف الخليجي

قمة العلا

 

شهد العام 2021 نهاية قطيعة كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر لدولة قطر، بسبب موقف الدوحة الرافض لتطبيق شروط دول الحصار والذي سمي باتفاق الرياض، فوضعت قمة العلا في 5 من كانون الثاني/يناير 2021 حدّا لذلك الخلاف الذي بدأ منذ العام 2017.

وبحسب متابعين فإن قرار المصالحة كان سعوديا وحاسما، دفع بقية الأطراف إلى مد يد المصافحة لقطر دون شروط، بعد جهود كويتية حثيثة لرأب الصدع الخليجي، كما رأى محللون أن 3 عناصر ساعدت في إنهاء الأزمة الخليجية، أولها خسارة دونالد ترامب الانتخابات ومجيء قيادة جديدة، وتآكل عوامل التحالف السعودي الإماراتي وتحديدا فيما يتعلق باليمن وتطبيع أبو ظبي مع دولة الاحتلال والموقف من إيران، ورغبة الرياض الالتفات إلى الداخل وتحجيم خلافاتها الإقليمية.

جنوح إيفر غيفين في قناة السويس

سفينة ايفير غيفين

 

لمدة 6 أيام أغلقت سفينة إيفرغيفن المجرى الملاحي لقناة السويس من تاريخ 23 آذار/مارس وحتى تاريخ تعويمها وترحيلها بالكامل في 29 آذار/مارس، بينما استمرت فترة احتجاز السفينة في المياه المصرية 107 أيام، وخلال تلك المدة انشغلت وسائل الإعلام بأخبار إيفر غيفين التي كبدت تجارة العالم خسائر قدرت بمليارات الدولارات، في حين تكبدت القاهرة وحدها نحو 84 مليون دولار خلال أقل من أسبوع، ما دفع إدارة القناة مطالبة مالكي السفينة بتعويضات مالية بقيمة نحو مليار دولار قبل تخفيضها إلى 550 مليون دولار بعيد استئناف قدمته الشركة المالكة للسفينة.

انقلاب على الشرعية الدستورية في تونس

 

في 25 من تموز/ يوليو 2021 انقلب الرئيس التونسي قيس سعيد على الشرعية في البلاد فجمّد أعمال البرلمان وأغلقه أمام النواب بمدرعات الجيش، كما أقال الحكومة واحتجز رئيسها هشام المشيشي الذي غاب عن المشهد منذ تلك الأحداث، في ظل معلومات أفادت بتعرضه للتعنيف والتهديد في قصر قرطاج لإجباره على تقديم استقالة حكومته.

قرارات سعيد أتاحت له التفرد بالسلطات الثلاث وجمعها في يده ليدشن بذلك مرحلة جديدة بصفته الحاكم الأوحد.

في بادئ الأمر لاقت تلك القرارات ترحيبا شعبيا بعد أن دمغها سعيد بخطاب تعهد فيه بالقضاء على الفساد وحل جميع مشاكل البلاد، ملوحا بشعار السيادة وحكم الشعب، مشككا بالديمقراطية التمثيلية والانتخابات التي أجريت في البلاد على مدار عقد، ومعتبرا أن ثورة تونس اختُطفت في 14 من كانون الثاني/يناير تاريخ ذكرى الثورة، ليعيد تغيير تاريخ الاحتفال بالثورة في 17 من كانون الأول/ ديسمبر.

ومع مُضي الوقت تسرّب الشك واليأس إلى صفوف شريحة كبيرة من مناصري قيس سعيد، وتحديدا بعيد تشكل جبهة "مواطنون ضد الانقلاب" التي أطلقت عدة فعاليات احتجاجية ضد انقلاب قيس سعيد في الشارع، عدا عن الوضع الاقتصادي الذي لم يتحسن طيلة 6 أشهر من تفرد سعيد بالقرار.

ما دفع بآلاف التونسيين إلى النزول لشوارع تونس العاصمة والتظاهر مطالبين سعيد بالرحيل.

وفي 29 أيلول/ سبتمبر كلّف الرئيس التونسي نجلاء بودن برئاسة الحكومة، واتهم خصوم قيس سعيد تعيين الوزراء والمقربين اعتمادا على ولائهم له وليس لعامل الكفاءة، في مؤشر على مساعي سعيد الاستبدادية بحسب معارضيه.

وفي 13 كانون الأول/ ديسمبر، أعلن سعيد مواصلة تجميد البرلمان واستمرار العمل بالمراسيم، بدءا من كانون الثاني/يناير المقبل حتى 20 من آذار/ مارس، كما أعلن نيته عرض إصلاحات دستورية على الاستفتاء الشعبي في 25 تموز/ يوليو المقبل، على أن يتم تنظيم الانتخابات التشريعية بتاريخ 17 كانون الأول/ ديسمبر من عام 2022 وفق قانون انتخابات جديد.

رياح الانقلاب تهب على السودان 

 

ولم تشكل انتفاضة السودان أي استثناء في مآلات الثورات العربية، حيث أطاح الفريق الأول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش في 25 من تشرين الأول/ أكتوبر 2021 بحكومة عبد الله حمدوك المدنية بزعم "إعادة تصحيح مسار الثورة".

وتواصلت الاحتجاجات في شوارع العاصمة الخرطوم على الرغم من إعلان البرهان وحمدوك، اتفاقهما في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بعودة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك إلى منصبه بعد نحو شهر من عزله، وتشكيل حكومة كفاءات ليس لها انتماءات حزبية. 

قطيعة بين المغرب والجزائر

قطيعة بين الجزائر والمغرب | صاحب حقوق الطبع والنشر: Shutterstock‏

 

وشهد العام 2021 قطيعة وخصاما بين المغرب والجزائر، ففي 21 من آب/ أغسطس 2021 أعلنت الجزائر رسميا قطع علاقاتها مع جارتها الرباط، وعلل وزير خارجية الجزائر رمضان العمامرة قرار بلاده أن المغرب لم تتوقف يوما عن القيام بأعمال عدائية منذ استقلال الجزائر في 1962، متهما المغرب بالتجسس على الجزائر عبر استخدام برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس، إضافة إلى تصريحات مندوب المغرب في الأمم المتحدة والتي دعم فيها مطالب حركة انفصالية تصنفها الجزائر كمنظمة إرهابية.

لم يتأخر الرد المغربي على قرار قطع العلاقات، فعبرت الرباط عن أسفها الشديد لقطع العلاقات قائلة إنه غير مبرر واصفة الحجج التي استندت عليها الجزائر بالزائفة والعبثية، مشددة في الوقت ذاته أن الرباط ستظل شريكا مخلصا للشعب الجزائري وستواصل العمل بحكمة بغية تطوير العلاقات بين الدول المغاربية.

يشار إلى أن "قضية الصحراء الغربية" التي تقع تحت السيادة المغاربية ظلت تمثل عقبة في تمتين العلاقات بين المغرب والجزائر، حيث أن الأخيرة تستقبل وتدعم جبهة البوليساريو التي تُطالب بالاستقلال الذاتي عن المغرب.

تصريحات قرداحي تثير حفيظة الخليج

 

ولم تكد لبنان تشهد تشكيل حكومة نجيب ميقاتي بعد عام من الفراغ، حتى أشعلت تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول حرب اليمن في برنامج برلمان شعب نهاية شهر تشرين الثاني/ أكتوبر 2021 غضبا رسميا خليجيا، واعتبر قرداحي بتصريحاته أن "الحوثيين حركة مقاومة يدافعون عن أنفسهم ولا يعتدون على أحد".

انتشرت تصريحات قرداحي على نطاق واسع، ردت عليها حكومات خليجية بالإدانة والرفض، فطالب مجلس التعاون الخليجي من قرداحي الاعتذار، كما طالب من لبنان توضيح موقفه، قبل أن تقرر كل من السعودية والبحرين والإمارات والكويت استدعاء سفرائها من بيروت، كما قامت بطرد سفراء لبنان المتواجدين لديها، قرارات أضافت عليها السعودية إجراء آخر عندما حظرت الاستيراد من لبنان.

واستمرت الأزمة، وكل من طرف يدافع عن موقفه، لكن بعد عدة وساطات آخرها للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعلن قرداحي في 3 من كانون الأول/ ديسمبر الجاري استقالته أملا بأن تقوم الدول الخليجية بإعادة العلاقات مع بلاده لسالف عهدها.

انتخابات العراق استحقاق دفع لمحاولة اغتيال الكاظمي

 

بعد أن أجبرت الاحتجاجات الشعبية في العراق رئيس الحكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة طالب المتظاهرون بإجراء "انتخابات مبكرة"، كما طالبوا مجلس النواب تبني قانون انتخاب جديد، وفي 10 من تشرين أول/ أكتوبر 2021 أجرى العراق انتخابات نيابية مبكرة.

وأحدثت النتائج الأولية للانتخابات صدمة للقوى الشيعية الكبيرة المقربة من إيران والمليشيات المسلحة المناصرة لها، بعد أن تراجعت حظوظها بالحصول على نحو 17 مقعدا فقط، مقابل صعود قوى سياسية أخرى ومستقلين وكيانات ناشئة، وبقيت الميليشيات ترفض الاعتراف بنتائج تلك الانتخابات ودفعت بأنصارها النزول إلى محيط المنطقة الخضراء مقر الحكومة الشديد التحصين، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة العشرات مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر.

وبعد تهديد القوى الخاسرة بالثأر لما جرى خلال الاحتجاجات الرافضة لنتائج الانتخابات، هاجمت فجر يوم 7 من تشرين الثاني/ نوفبمر 3 طائرات مفخخة مسيرة منزل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي محاولة اغتياله، لكن العملية فشلت فذهبت أصابع الاتهام نحو "الفصائل المسلحة الخاسرة المقربة من إيران".

بقيت النتائج معلقة دون حسم حتى تاريخ 27 من كانون أول/ ديسمبر 2021، حيث صادقت المحكمة الاتحادية العليا على نتائجها لتصبح قطعية ولا يمكن الطعن فيها، وذلك تمهيدا لدعوة البرلمان الجديد للانعقاد خلال 15 يوما من ذلك التاريخ.

أول زيارة لرئيس حكومة احتلال إلى الإمارات

زيارة رئيس وزراء الاحتلال إلى الإمارات

 

وتخلل العام 2021 الكثير من التحركات صوب توطيد علاقات التطبيع بين أبو ظبي وتل أبيب، وذلك منذ توقيع اتفاقية التطبيع أبراهام بين الجانبين في 20 أيلول/ سبتمبر 2020 في البيت الأبيض وبرعاية أمريكية، ففي 12 من كانون الأول/ ديسمبر توجّه رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت في زيارة رسمية إلى الإمارات، وذلك في أول زيارة من نوعها لرئيس وزراء لدولة الاحتلال إلى بلد خليجي في سبيل تقوية العلاقات الدافئة مع أبو ظبي، لا سيما فيما يتعلق التعاون الاقتصادي والأمني.

كأس العرب.. بسمة على وجه عربي حزين

 

مثّل مونديال كأس العرب الذي استضافته الدوحة في 30 من تشرين الثاني/ نوفمبر واستمرت حتى 18 كانون الأول/ ديسمبر 2021 حدثا رياضيا عربيا فريدا من نوعه، فتميزت قطر في التنظيم، كما تميز المونديال بروح الأخوة التي بثها في عواصم الوطن العربي التي تفاعلت شعوبها مع الحدث الذي افتتح بأوبريت غنائي تضمن مزيجا من أناشيد وطنية للدول العربية.

وتمكّنت الجزائر من حصد لقب مونديال كأس العرب بعد فوزها على تونس بهدفين، لتحل تونس في المرتبة الثانية، فيها حلت قطر بالمركز الثالث بعد فوزها على مصر.

على الصعيد العالمي

وخلال العام 2021 شهد العالم أحداثا سياسية ملتهبة بين حكومات سقطت وانتخابات أطاحت ببعضهم وآخر غادر رغبة منه بالابتعاد مكتفيا بما قدمه خلال مسيرته، وفضائح فساد مالي وتهرب ضريبي طالت ملوك ورؤساء وقادة، عدا عن تضارب المصالح بين الحكومات الذي أدى إلى توترات لا زالت الأنظار مشدوهة إلى ما سينتج عنها، وربما تمتد نيرانها إلى صفحات العام المقبل.

البريكست أصبح واقعا

 

أصبحت المملكة المتحدة في الساعة الأولى من العام 2021 رسميا خارج الاتحاد الأوروبي بعد 50 عاما من حياة مشتركة ومضطربة.

لحظة الخروج، وصفها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأنها "لحظة رائعة" وأضاف أن بلاده ستكون "مفتوحة وسخية ومنفتحة على الخارج".

واعتبارا من 1 كانون الثاني/ يناير 2021، توقفت بريطانيا عن تطبيق قواعد الاتحاد الأوروبي كما انتهت حرية التنقل لأكثر من نصف مليار شخص بين أراضيها و27 دولة في الاتحاد.

ويفرض بريكست على بريطانيا شكلا جديدا من العلاقة مع دول الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالرسوم الجمركية والصيد، كما تفرض عليها سلسلة قيود جمركية جديدة واستمرار التعاون الأمني دون السماح لبريطانيا بالوصول إلى قاعدة البيانات لمواطني منطقة الاتحاد الأوروبي، وسيحول الخروج مواصلة مواطني المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي الاستفادة من حرية الحركة للإقامة والعمل على طرفي الحدود.

رحيل ترامب وقدوم بايدن.. وهزة للديمقراطية الأمريكية

 

20 كانون الثاني/ يناير 2021 أصبح الديمقراطي جو بايدن الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، بعد فوزه على منافسه الجمهوري دونالد ترامب، الذي تردد بالاعتراف بنتائج فوز منافسه بل حرض أنصاره أيضا على رفضها.

وفي مخالفة لتقليد دأب عليه رؤساء الولايات المتحدة لم يحضر ترامب حفل تنصيب بايدن ولم يهنئه بالفوز.

كما غابت حشود الأمريكيين الكبيرة التي كانت تحرص على حضور مراسم تنصيب الرئيس الجديد بسبب الإجراءات الوقائية التي فرضتها جائحة كورونا، ومخاوف أمنية بعد اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول.

ومن بين أهم القرارات التي اتخذها بايدن في العام الأول لرئاسته "إلغاء سياسات سلفه للهجرة، وإعادة واشنطن إلى اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية"، إضافة لقرار الانسحاب من أفغانستان والعودة لطاولة المفاوضات حول برنامج إيران النووي والتي كان ترامب قد انسحب منها فارضا المزيد من العقوبات على طهران.

في 6 من كانون الثاني/يناير2021 اقتحم متطرفون من أنصار ترامب مبنى الكونغرس الأمريكي في سابقة من نوعها، ووصف البعض ذلك اليوم بـ"الحالك في تاريخ أمريكا"، حيث مثل هزة للنظام السياسي في البلاد، والذي أدى إلى سقوط 5 قتلى، واختار أنصار ترامب اليوم الذي سيصادق فيه الكونغرس على نتائج الانتخابات، وأدى الاقتحام إلى تعطيل جلسة الكونغرس بعد تهديد المشرعين بالسلاح وتكسير نوافذ المبنى وسرقة بعض مقتنياته.

غواصات فرنسا في مهب الريح

تسببت أزمة الغواصات الفرنسية خلال العام 2021 بتوتر الأجواء الدبلوماسية بين فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا، كانت تقضي الصفقة بتصميم 12 غواصة من نوع باراكودا من طرف فرنسا لصالح أستراليا بقيمة مالية تصل 34 مليار يورو، وهي واحدة من أكبر صفقات القرن 21، واعتبرت باريس حصولها على تلك الصفقة بمثابة شهادة على مكانتها في التصنيع العسكري عالميا.

وبحسب صحيفة ليبراسيوه الفرنسية فقد تخلل الصفقة منذ بدايتها ضبابية وأكاذيب أدت إلى فشلها وتوتر من العيار الثقيل بين تلك الدول وفرنسا التي اعتبرت نفسها مغدورة.

خلال عامي 2018 و2019 جرت الرياح في أستراليا بما لا تشتهيه "غواصات" باريس، بعد أن اضطر أحد أهم عرابي تلك الصفقة إلى تقديم استقالته، فتكشفت صعوبات تمثلت بالتصاميم وإنشاء مصنع تصنيع جديد ونقل التكنولوجيا وخلق ثقافة عمل، حيث يمكن للنهجين الأسترالي والفرنسي أن يشكلا شراكة فعالة في كلا الاتجاهين.

ومثل العامان 2019 و2020 منعرجا كبيرا في صفقة الغواصات، على الرغم من قيام باريس في 14 تموز/يوليو 2019 بإطلاق الجيل الجديد من غواصة "سافرن" النووية وهي الأولى من سلسلة الغواصات باراكودا، من أجل أستراليا التي بقيت لديها مخاوف جدية، من عدم مبالاة فرنسا، ومن تلك اللحظات بدأت أستراليا تبحث عن بدائل لباراكودا في حال تعذر تلبية طموحات أستراليا.

 

ومع تعيين وزير البحرية الأميركي السابق دونالد وينتر مستشارا خاصا لرئيس الوزراء الأسترالي وتسلم بيتر داتون منصب وزارة الدفاع الأسترالية، اجتمعت أهداف أستراليا وأمريكا بشأن الشراكة في التكنولوجيا النووي حسب تحقيق صحيفة ليبراسيون الفرنسية، كما وجهت أستراليا دعوة للاستفسار عما إذا كانت لندن وواشنطن ستساعدان الأخيرة لبناء أسطول غواصات تعمل بالطاقة النووية.

فولدت عملية هوليس، وهي الاسم الرمزي لتلك الصفقة السرية بحسب ليبراسيون، مضيفة أن جميع الأطراف وقعوا وثيقة تعهدوا فيها بعدم إفشاء مضمونها، وذلك بالتزامن مع إعلان استراليا أنها تدرس خيار الحصول على غواصة ألمانية.

وقالت ليبراسيون إنه في قمة مجموعة 7 في لندن ظهر بشكل مشترك ومفاجئ الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، برفقة متسلل آخر جاء من خارج القمة -حسب تعبير الصحيفة الفرنسية- هو رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون، فاستيقظت فرنسا في 15 أيلول/ سبتمبر على ضياع صفقة الغواصات وذهابها مع الريح لتبدأ أزمة متصاعدة بين الحلفاء، حيث اتهمت فرنسا حلفاءها الغربيين بالغدر والطعن من الخلف.

أفغانستان بيد طالبان

 

بعد احتلال دام 20 سنة، أنهت الولايات المتحدة وحلفاؤها وجودها من أفغانستان في 31 من آب/ أغسطس، كما شهدت الساحة الأفغانية تطورات متسارعة حينها، تمثلت بسيطرة حركة طالبان على عموم البلاد بعد انهيار القوات الأفغانية وهروبها من المواجهة، في وقت كانت فيه الولايات تسقط الواحدة تلو الأخرى بيد طالبان دون أبسط مقاومة، كما مثل فرار الرئيس الأفغاني أشرف غني مشهد دراماتيكيا لهشاشة بنيان شيدته الولايات المتحدة طيلة 20 سنة.

وشابت عملية انسحاب القوات الأمريكية فوضى عارمة، ومشاهد لا تنسى عندما نقلت شاشات التلفزة العالمية صور الأفغان وهم يتزاحمون بالآلاف على بوابات مطار كابل الدولي أملا في الحصول على مكان خال في إحدى طائرات الإجلاء، وذلك على الرغم من رسائل التطمين التي وجهتها حركة طالبان للعالم أجمع.

أسفرت محاولات الهروب عن سقوط عشرات الضحايا، وفي مشهد هز العالم أجمع حفر في الذاكرة البشرية ما سيجعل العام 2021 عاما لا يمحى من التاريخ، مشاهد أفغان تساقطوا من الجو بعد تعلقهم بإحدى طائرات الإجلاء قبل أن تحلق، مشهد أسال الكثير من الحزن والحبر.

وجاء الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بعد جولات من المفاوضات جرت في قطر بين حركة طالبان من جهة والحكومة الأفغانية وواشنطن من جهة ثانية.

وما زالت واشنطن لا تعترف بسلطة طالبان كما لم يتم تحرير الأموال الأفغانية من القيود المفروضة عليها في البنوك الغربية، حيث تشترط الولايات المتحدة للإفراج عن تلك الأموال والاعتراف بحكم طالبان شروطا حول شكل الحكم وضمان الحقوق والحريات، وضمانة الحفاظ على المصالح الأمريكية في أفغانستان.

وثائق باندورا

 

وفي مطلع تشرين الثاني/ أكتوبر 2021 نشر الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين بالشراكة مع عشرات مؤسسات الإعلام حول العالم تحقيقا اعتمد على 12 مليون وثيقة مسربة من 14 شركة تقدم خدمات قانونية ومالية لتسجيل شركات offshore في ملاذات ضريبية، بهدف الاستثمار بسرية دون الكشف عن هوية المستفيد النهائي، ما يفتح بابا كبيرا لتسهيل عمليات غسيل الأموال وعمليات مالية مشبوهة وغير قانونية.

سميت تلك الوثائق بـ "باندورا" المستمدة من أسطورة يونانية قديمة، تقول إن "كبير الآلهة زيوس قدم صندوقا كان قد وضع فيه كل صور الشرور البشرية لفتاة تسمى "باندورا" شريطة أن ألا تفتحه، لكن باندورا خالفت الشرط وفتحت الصندوق فانتشرت الشرور في أنحاء الكون.

شارك الاتحاد الوثائق المسربة مع 600 صحفي حول العالم، وأكثر من 150 مؤسسة إعلامية في 117 دولة، وكشفت الوثائق أسرارا مالية لــ35 من قادة العالم، حاليين وسابقين، وزهاء 330 من سياسيين ومسؤولين حكوميين وفنانين ومجرمين وشخصيات ملاحقة بتهم جنائية في 91 دولة وإقليما.

وعلى الرغم من الخضّة التي أحدثتها الوثائق على الصعيد الإعلامي، إلا أنها لم تسفر عن تغيير جوهري كسابقتها "وثائق بنما" حيث لم تتراجع تلك الأنشطة.

قلق على المناخ والاحترار العالمي تزايد

 

ومع تزايد القلق العالمي من تأثيرات التغيرات المناخية التي يسببها زيادة الاحترار وعدم اتخاذ الدول الصناعية الكبرى خطوات حقيقية وجادة للتقليل من ظاهرة انبعاثات الغازات التي تهدد سلامة الأرض، شهدت مدينة غلاسكو الاسكتلندية في 31 من تشرين أول/ أكتوبر انعقاد قمة المناخ استمرت على مدار أسبوعين.

لم تكن القمة على مستوى التطلعات، على الرغم اتفاق الساعات الأخيرة والذي تم التوصل إليه بهدف تسريع وتيرة مكافحة الاحتباس الحراري دون أن يؤكد ذلك الاتفاق على إبقاء الاحتباس ضمن سقف 1.5 درجة مئوية، ودون تأكيد تقديم المساعدة اللازمة للدول الفقيرة.

وبعد مفاوضات شاقة ورسائل تحذير وجهتها دول ومنظمات تم التوقيع على الاتفاق بعد تعديلات أدخلتها الصين والهند حول مصادر الطاقة الأحفورية.

كما تباينت المواقف بين مطالب الدول المعرضة لتأثيرات المناخ والدول الصناعية الكبرى. 

يذكر أن قمة غلاسكو للمناخ تستهدف الوصول إلى مستوى الحياد الكربوني بحلول العام 2050، من خلال تسريع عملية التخلص التدريجي من استخدام الفحم، والحد من إزالة الغابات، وتسريع التحول إلى استخدام السيارات الكهربائية.

وتشير معلومات صندوق النقد الدولي إلى أن دول العالم تنفق 11 مليون دولار أمريكي/ بالدقيقة الواحدة، لتمويل إنتاج الوقود الأحفوري مصدر الانبعاثات الحرارية المسببة للاحتباس الحراري.

ورغم التوصل إلى اتفاق، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نهاية قمة غلاسكو إن "الكارثة المناخية لا تزال ماثلة، إضافة إلى أن الإعفاءات على مصادر الطاقة الأحفورية والاستغناء عن الفحم وفرض ضريبة على الكربون وتأمين المساعدة المالية للدول الأشد فقرا باتت ضرورية.

كما شهدت دول عدة خلال العام حرائق كبيرة بسبب موجة حر شديدة وغير مسبوقة أسفرت عن اندلاع العشرات من الحرائق التي خلفت عشرات الضحايا في كل من الجزائر و العراق وإيران وتركيا واليونان ولبنان وقبرص الرومية وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا.

توتر روسي أوكراني

 

قبل 7 سنوات استولت روسيا على جزء من الأراضي الأوكرانية عدا عن دعمها الانفصاليين شرقي البلد، ومنذ ذلك الوقت والصراع مستمر، وتقول كييف إن موسكو أرسلت دبابات ومدفعية وقناصة إلى المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون. لكن ما أثار قلق العالم الأنباء التي أفادت وجود 90 ألف جندي روسي على مقربة من حدود أوكرانيا.

ومع تصاعد التوتر إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يقرر الغزو، لكن تقارير أوكرانية وغربية ترجح أن ذلك قد يحدث أوائل عام 2022.

من جانبه، قال وزير الدفاع الأوكراني إن الوقت الأكثر ترجيحا للوصول إلى التصعيد سيكون نهاية شهر كانون الثاني/ يناير 2021. 

من جهتها، أفادت تقارير CIA الأمريكية أن نحو 175 ألف جندي روسي قد يشاركوا في هذه التحركات في وقت مبكر من كانون الثاني/ يناير.

وقبيل اجتماع عن بعد، جرى بين بوتين والرئيس الأمريكي جو بايدن مطلع كانون الأول/ ديسمبر/كانون، طالب خمسة زعماء غربيين من روسيا تهدئة التوترات.

واتهمت موسكو الحكومة الأوكرانية بنقل حوالي 125 ألف جندي من جيشها إلى الشرق، زاعمة أن كييف كانت تخطط لمهاجمة المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا، الأمر الذي نفته أوكرانيا، قائلة إنه "هراء دعاية" للتغطية على خطط روسيا الخاصة.

كما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دول الغرب من تجاوز "الخطوط الحمراء" لبلاده بشأن أوكرانيا، وأهمها وقف توسع دول الناتو إلى الشرق، ونشر أسلحة في دول مجاورة يمكن أن تهدد أمن روسيا، ومنع نشر أوكرانيا طائرات بدون طيار تركية لمواجهة الانفصاليين المدعومين من روسيا شرق أوكرانيا، ورفض التدريبات العسكرية الغربية في البحر الأسود.

وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي، عبرت واشنطن عن التزامها بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن أراضيها لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن أشار إلى أن الخيار العسكري ليس مطروحا على الطاولة.

مغادرة ميركل

 

وأسدل العام 2021 الستار على امرأة مثلت تجربتها نموذجا فريدا بحكم موقعها السياسي، هي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والتي استمرت في منصبها مدة 16 عاما لأربع ولايات انتخابية، بقرار شخصي منها.

وفتحت "استقالة ميركل" الباب لحزب الديمقراطيين الاشتراكيين وممثله أولاف شولتز للفوز بالانتخابات التي أُجريت في 26 من أيلول/ سبتمبر 2021 ليصبح أولاف شولتز خلفا لميركل.

وعملت أنغيلا ميركل قبل أن تخوض غمار الحكم والسياسة نادلة في حانة بينما كانت تدرس الفيزياء في ألمانيا الشرقية الشيوعية.

وكشفت وسائل إعلام ألمانية أن ميركل وقبل رحيلها من منصبها بتسعة أيام أبرمت صفقة أسلحة هائلة مع مصر بلغت قيمتها 5 مليارات يورو.

ومن أعمق اللحظات في مسيرة ميركل، عندما أعلنت في التاسع من حزيران/ يونيو 2011 نهاية الطاقة النووية في ألمانيا.

كما أن أزمة اللاجئين عام 2014 شكلت تحديا إنسانيا كبيرا لميركل حيث دعت الشعب الألماني بأسره إلى التضامن، عبر عبارتها الشهيرة "نحن قادرون على ذلك"، كما تداولت لها وسائل الإعلام العالمية والألمانية عام 2015 صورة "سيلفي" التقطت في أحد معسكرات اللاجئين في برلين.

 

00:00:00