دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ 53 بالتزامن مع تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة لهذا اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء وسط حالة من الترقب للإفراج عن دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال مقابل إفراج حركة حماس عن محتجزين لديها، وذلك في إطار صفقة التبادل الجزئية بين الطرفين. 

وأفادت مصادر فلسطينية أن دبابات الاحتلال أطلقت قذائف تجاه مبان غير مأهولة في حي الشيخ رضوان وأطراف مخيم الشاطئ مع تراجع حركتها للغرب في ساعات فجر اليوم الثلاثاء. 

وذكر مصدر إعلامي فلسطيني أن دبابات الاحتلال حاولت تجاوز نقاط تمركزها السابقة في منطقة العطاطرة ومحيطها فأطلق المقاومون النار تجاهها. 

وذكر أن آليات الاحتلال أطلقت النار تجاه المدنيين شرق القطاع، في حين حلق الطيران الحربي على ارتفاعات مختلفة الليلة الماضية خاصة في المحافظة الوسطى.

في هذه الأثناء يواصل الفلسطينيون عملية البحث عن مفقودين تحت أنقاض منازلهم المدمرة في المناطق التي يمكن الوصول إليها وسط مناشدات لإدخال خبراء ومعدات خاصة للمساعدة في عملية انتشال جثامين الشهداء وإزالة الأنقاض. 

وذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن حكومة الاحتلال تلقت أسماء 10 محتجزين لدى حركة حماس في غزة من المقرر أن تفرج عنهم الحركة اليوم الثلاثاء، بموجب اتفاق الهدنة الذي تم تمديده ليومين إضافيين.

وأعلنت حركة حماس مساء أمس الإثنين الاتفاق مع قطر ومصر على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة لمدة يومين إضافيين بنفس شروط الهدنة السابقة. 

وأعلنت حكومة الاحتلال موافقتها على إدراج 50 أسيرة فلسطينية في قائمة الأسرى المقرر إطلاقهم في حال الإفراج عن المزيد من المحتجزين الإسرائيليين من غزة. 

ووفق مصادر فلسطينية، نجحت المقاومة في إدراج أسماء 50 أسيرة بما فيهن أسيرات من أراضي الـ 48 ضمن قائمة المحررات إلى جانب 10 أشبال. 

وفي الـ 24 من تشرين الثاني الجاري، دخلت الهدنة المؤقتة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال حيز التنفيذ لمدة 4 أيام، برعاية قطرية مصرية.

عدد الشهداء يتجاوز الـ 15 ألفا وأكثر من 36 ألف جريح

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي أن أيام الهدنة الأربعة أظهرت حجم الدمار الهائل الناتج عن العدوان الذي أثر على 2.4 مليون شخص يواجهون ظروفا صعبة في جميع جوانب الحياة في قطاع غزة. 

وأوضح المكتب في بيان مساء أمس الإثنين ارتفاع عدد الشهداء إلى 15 ألفا، مشيرا إلى انتشال العديد منهم من تحت الأنقاض أو دفنهم بعد استخراج جثثهم من الشوارع أو الوفاة بسبب الجروح. ومن بين الضحايا أكثر من 6150 طفلا وأكثر من 4000 امرأة. 

وأكد المكتب أن عدد شهداء الكوادر الطبية بلغ 207 بين أطباء وممرضين ومسعفين، واستشهد 26 من رجال الدفاع المدني، إضافة إلى 70 صحفيا. 

وفي مؤتمر صحفي، أفاد المكتب أن عدد المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال بلغ أكثر من 1400 مجزرة، ووصل عدد الإصابات إلى أكثر من 36 ألفا، أكثرهم من النساء والأطفال. وأشار إلى وجود أكثر من 7000 مفقود، بينهم أكثر من 4700 طفل وامرأة تحت الأنقاض. 

وكشف المكتب عن تدمير 103 مقرات حكومية، وتضرر 266 مدرسة، مع تدمير 88 مسجدا تدميرا تاما، و174 مسجدا تدميرا جزئيا، بالإضافة إلى استهداف 3 كنائس. 

وأشار المكتب إلى هدم 50 ألف وحدة سكنية، وتضرر 240 ألف وحدة سكنية جزئيا، مما يعني تأثر أكثر من 60% من الوحدات السكنية في قطاع غزة بالهجوم الإسرائيلي. 

كما كشف المكتب الإعلامي الحكومي أن جيش الاحتلال قد مدد اعتقال مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية في غزة 45 يوما على ذمة التحقيق بتهمة التعاون مع العدو.

وحذر المكتب من استمرار الوضع الصحي الكارثي، مؤكدا أهمية إعادة تأهيل المستشفيات التي دمرها الاحتلال على الفور. كما دعا إلى إدخال المعدات الضرورية لفرق الإنقاذ لانتشال الجثامين تحت الركام. 

وناشد المكتب الدول العربية والإسلامية والعالمية بالتدخل الفوري لإيجاد حلول سريعة لإيواء النازحين جراء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

إعادة تشغيل قسم غسيل الكلى بمجمع الشفاء الطبي

أعلنت وزارة الصحة في غزة أمس الإثنين عن نجاحها في إعادة تشغيل قسم غسيل الكلى في مجمع الشفاء الطبي بجهود استثنائية، وذلك رغم الدمار الهائل الذي خلفته الهجمات الإسرائيلية على المجمع. وقالت الوزارة في بيان صحفي مساء الإثنين: 

"رغم الدمار الكبير الذي ألحقه الاحتلال بالبنية التحتية خلال الاعتداء الغاشم على مجمع الشفاء الطبي، استطاعت الوزارة إعادة تشغيل قسم غسيل الكلى بجهود استثنائية".

ودعت الوزارة جميع مرضى غسيل الكلى في غزة وشمالها للتوجه إلى مجمع الشفاء الطبي اليوم الثلاثاء لتلقي الخدمة. 

يذكر أن مجمع الشفاء الطبي تعرض لحملة إعلامية إسرائيلية كاذبة حول استخدامه لأغراض عسكرية، تبعتها حملة عسكرية حاصرت المجمع لمدة أسبوعين قبل أن يقتحمه جيش الاحتلال ويخليه من المرضى والنازحين والطواقم الطبية ويدمر مرافقه. 

وخلال الهدنة الإنسانية، كشفت الصور عن الدمار الكبير الذي لحق بمجمع الشفاء، واستهداف الاحتلال لمبانيه وتدمير عدة محتويات وأجهزة طبية. 

يعد مجمع الشفاء الطبي واحدا من أكبر المؤسسات الصحية في قطاع غزة، وقد تأسس في عام 1946، أي قبل إنشاء دولة الاحتلال بعامين.

اقرأ المزيد.. مستشفيات القطاع.. قصة صمود خلال الحرب وقبلها

الأونروا: الأوضاع في غزة صعبة

قال المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، عدنان أبو حسنة، إن الأوضاع في قطاع غزة تعد سيئة للغاية، حيث أشار إلى أن المساعدات الواردة لا تعكس حجم الاحتياجات الطارئة.

وأفاد أبو حسنة أنهم نجحوا أمس في إيصال وقود إلى شمال القطاع لتشغيل الآبار في جباليا، مشيرا إلى أن عدم توفر مياه نظيفة يمكن أن يؤدي إلى انتشار الأمراض، خاصة الكوليرا. 

وأكد المستشار أنهم نجحوا في معالجة نحو نصف مليون شخص في غزة خلال شهر واحد فقط، مشددا على أن هذا الرقم غير مسبوق. وأشار إلى أن الأمراض المعوية في القطاع تضاعفت 4 مرات، في حين ارتفعت الأمراض الجلدية ثلاث مرات. 

وأشار أبو حسنة إلى وجود مليون و100 ألف نازح في قطاع غزة، مع اكتظاظ غير مسبوق في مراكز الإيواء. وأوضح أن المعدل اليومي لدخول الشاحنات إلى قطاع غزة يبلغ 50 شاحنة فقط، مشددا على أن هناك حاجة ملحة لإيصال 200 شاحنة مساعدات إلى القطاع لمدة شهرين متتاليين.

اقرأ المزيد.. إدانات المنظمات الإنسانية.. هل تتجاوز الورق لتردع الاحتلال؟

بلينكن في المنطقة للمرة الرابعة منذ بدء العدوان

ويستعد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لزيارة دولة الاحتلال والضفة الغربية في خطوة تهدف إلى دعم جهود تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، والعمل على تحقيق إطلاق سراح جميع المحتجزين لدى حركة حماس. 

وأفادت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان بأن بلينكن سيزور بلجيكا ومقدونيا الشمالية و"إسرائيل" والضفة الغربية والإمارات خلال الأيام القادمة، حيث من المتوقع أن يبذل جهودا لتعزيز التعاون الإنساني والسعي إلى تحقيق التقدم في ملف الأسرى لدى حماس، بحسب بيان الخارجية.

اقرأ المزيد.. العرب يقابلون وقاحة بلينكن الداعم للاحتلال بدبلوماسية باهتة

رابع دفعة من الأسرى الفلسطينيين تخرج من سجن عوفر

وليلة أمس الإثنين خرجت الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة التبادل بين حماس والاحتلال من سجن عوفر برفقة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وبإطلاق سراح هذه الدفعة تكون حركة حماس قد أفرجت عن 69 محتجزا لديها بينما أفرج الاحتلال عن 150 أسيرا فلسطينيا من النساء والأطفال خلال أيام الهدنة الأربعة.

اقرأ المزيد.. شهيدان في رام الله والاحتلال يواصل اقتحام مدن الضفة الغربية