عدّلت الحكومة التعليمات المتعلقة بإجراءات الاشتراك في مياه الشرب ومعالجة الاعتراضات على مقطوعية المياه وذلك استجابة لمطالب العديد من
إدارة بايدن مارست ضغوطا على الاحتلال لتلبية حاجة الأردن من المياه
ذكرت صحف عبرية اليوم أن موافقة الكيان المحتل على بيع الأردن 50 مليون متر مكعب إضافية سنويًا من المياه، جاء نتيجة الضغط الذي مارسته إدارة الرئيس الأميركي بايدن على"إسرائيل" لتلبية الطلب الأردني لسد النقص الذي يعانيه جراء مشكلة المياه، ومحاولة لتحسين العلاقات المتوترة بين البلدين.
وبحسب صحيفة جيروزاليم بوست في عددها الصادر يوم الجمعة، وافق رئيس وزراء الكيان المحتل نفتالي بينيت على بيع الأردن 50 مليون متر مكعب إضافية سنويًا، على مدى خمس سنوات.
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن "إسرائيل والأردن بحاجة إلى تحسين علاقاتهما، ويمكن أن تكون قضايا المياه والطاقة في صميم إصلاح الضرر".
الناطق الإعلامي باسم وزارة المياه عمر سلامة مع أنه لم يعلم بهذا الطلب، كما صرح لـ حسنى، لكنه أكد أن المياه التي تأتي من الكيان المحتل سواء من خلال الاتفاقيات الموقعة أو شراء حصص جديدة فهي مياه لغايات الشرب.
وأشار إلى أنه بحسب الاتفاقية الموقعة بين الأردن والكيان المحتل في عام 1994، فإن مجموع ما يحصل عليه الأردن من بحيرة طبريا بموجب الاتفاقية نحو 55 مليون متر مكعب سنويا.
عجز مائي حرج هذا الصيف
وكانت وزارة المياه والري أعلنت في نيسان الماضي أن الأردن يعاني من عجز مائي حرج في هذا الصيف سيصل إلى نحو 15 مليون متر مكعب، حيث ناشدت المواطنين تفهم هذا الواقع والتعاون معها وترشيد الاستهلاك، وخاصة أن الموسم المطري لم يسجل سوى كميات متواضعة لم تتجاوز 60% من المعدل السنوي.
وفي تصريح سابق لـ حسنى، بين الناطق الإعلامي لوزارة المياه، أن الأردن طلب هذا العام من الكيان المحتل كمية من المياه لتلبية حاجاته في هذا الصيف، وذلك بشراء 8 ملايين متر مكعب من المياه، حيث تسمح اتفاقية السلام الموقعة بين الطرفين شراء كميات إضافية غير الكمية المتفق عليها، مشددا أن الكمية قليلة قياسا بسنوات أخرى.
وقال سلامة إن قرار الرفض والقبول عند الاحتلال بحسب الاتفاقية، لافتا إلى أن السنوات الماضية لم تشهد أي مشاكل في التزويد المائي لأن هناك علاقة مصالح مائية مع الاحتلال.
ويبدو أن الجهود الأمريكية نجحت بزيادة الكمية التي كانت قد طلبها الأردن، إذ أن إدارة بايدن تصرفت من وراء الكواليس لتشجيع "إسرائيل" على الانصياع لطلب الأردن لتحسين الأجواء بينهما.
بيع كميات كبيرة من المياه للأردن
مدير منظمة إيكو بيس الشرق الأوسط "جدعون برومبرغ" قال لصحيفة جيروزاليم بوست: "إن إسرائيل لم تبع قط مثل هذه الكميات الكبيرة من المياه للأردن"، واصفا هذا القرار بأنه انعكاس للحظة محتملة لتغيير قواعد اللعبة"، حيث يتمتع كلا الجانبين الآن بفرصة لخلق بيئة سياسية مشتركة أكثر صحة.
ويمثل الاتفاق بحسب الصحيفة، نقطة تحول في العلاقات الإسرائيلية الأردنية، التي أخذت منحى هبوطيًا حادًا خلال الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال الأخير على غزة، وعندما رفض الأردن السماح لرئيس الوزراء السابق نتنياهو بالصعود إلى الطائرة والتوجه إلى الإمارات العربية المتحدة عبر الأجواء الأردنية.
وأوضح برومبرغ أن "إسرائيل والأردن بحاجة إلى تحسين علاقاتهما، ويمكن أن تكون قضايا المياه والطاقة في صميم إصلاح الضرر".