هل سيتأثر أمن الطاقة في الأردن إذا انقطع الغاز الإسرائيلي؟

الصورة
حقل تمار الذي ينقل الغاز الإسرائيلي إلى الأردن
حقل تمار الذي ينقل الغاز الإسرائيلي إلى الأردن
المصدر

يعتمد الأردن الآن بشكل أساسي في توليد الطاقة على 300 مليون م3 من الغاز الإسرائيلي الذي يستورده من دولة الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي بموجب اتفاقية الغاز الموقعة عام 2016 بين شركة الكهرباء الأردنية وشركة نوبل إنيرجي التي كانت المشغل الرئيسي لحقلي "تمار" و"لفياثان" قبل أن تستحوذ عليها شركة شيفرون.

إلا أن معركة طوفان الأقصى وصواريخ المقاومة التي تستهدف مدنا إسرائيلية ومنها عسقلان، دفعت بالاحتلال إلى اتخاذ قرار تعليق إنتاج حقل "تمار" في البحر الأبيض المتوسط والقريب من عسقلان خوفا من تعرضه لصواريخ المقاومة، حيث سبق وأن استهدفته صواريخ القسام عام 2021.

قرار وزارة الطاقة الإسرائيلية بتعليق إنتاج حقل "تمار" في اليوم الثالث من المعركة أثار تخوفات من عواقب هذا على الأردن، وتساؤلات فيما إذا كان أمن الطاقة في الأردن سيتضرر.

لا مشكلات في عمليات توريد الغاز الإسرائيلي للأردن

مدير عام شركة الكهرباء الوطنية أمجد الرواشدة نفى في حديث لـ حسنى وجود أي انقطاع في عمليات نقل الغاز الإسرائيلي الذي تستورده الأردن، مبينا أن عمليات التزود بالغاز تسير على ما يرام. 

وكانت وسائل إعلام عربية قد نقلت أخبارا تتحدث عن إيقاف صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر والأردن دون أي تنسيق، تزامنا مع بدء معركة طوفان الأقصى. 

وفي العاشر من تشرين الأول، أعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية أن شركة "شيفرون" أوقفت تصدير الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب غاز شرق المتوسط "إي إم جي" البحري بين إسرائيل ومصر حتى لا يتعرض للقصف والتدمير من قبل المقاومة الفلسطينية، على أن تقوم بتصدير الغاز الإسرائيلي في خط أنابيب بديل عبر الأردن.

ما إمكانية حدوث نقص في الغاز الذي تستورده الأردن؟

الباحث والخبير في مجال النفط والطاقة م. عامر الشوبكي بين أن الاحتلال الإسرائيلي أصدر تعليماته إلى شركة "شيفرون" لإغلاق حقل "تمار" خوفا من تعرضه للقصف من صواريخ المقاومة بحكم وقوع منصته بالقرب من مستوطنة عسقلان في مدن غلاف غزة

وأوضح الشوبكي أن حقل "تمار" مسؤول عن تزويد الأردن ومصر بجزء من حصتهما من الغاز الطبيعي، إضافة إلى مسؤوليته عن تزويد "إسرائيل" بنحو 70% من حاجتها من الغاز الطبيعي، حيث تسبب إغلاقه بمشكلة في الطاقة لدى الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الشوبكي إن إغلاق الحقل دعا الاحتلال الإسرائيلي إلى محاولة تقليل النقص الحاصل في سوقه المحلي من الغاز من خلال الاعتماد على حقل "لفياثان" وهو ما أدى إلى اعتقاد البعض أن هناك إمكانية لحدوث نقص حاد في كميات الغاز الموردة إلى الأردن، بحكم أن حقل "لفياثان" هو المسؤول الرئيسي عن تزويد الأردن بحاجته من الغاز. 

وأعلنت جمهورية مصر عن زيادة ساعات قطع التيار الكهربائي لنحو ساعتين يوميا؛ نتيجة توقف الاحتلال الإسرائيلي عن تزويدها بـ 800 مليون م3 من الغاز يوميا، كما أعلنت شركة "شيفرون" المشغلة لحقل "تمار" أن أولويتها تتمثل في تزويد السفن الناقة للغاز المتعاقد معها مسبقا بحاجتها من الغاز الطبيعي.

اقرأ المزيد.. مساع لتهجير الغزيين وأهداف مستقبلية لتدمير مصر.. هذا ما تخبئه "إسرائيل"

هل سيشهد الأردن انقطاعا بالكهرباء

الشوبكي أكد على أهمية تحوط المملكة بحاجتها من الغاز الطبيعي؛ لا سيما وأن الأردن تعتمد بما نسبته 95% على الغاز الإسرائيلي لتغطية استهلاكها اليومي، بينما تعتمد بما نسبته 5% على حقل الريشة. 

وقال الشوبكي لـ حسنى إن الأردن وصل إلى مرحلة الأمان في التزود بالطاقة، بحكم وجود قوانين تفرض على شركات توليد الكهرباء المحلية امتلاك خزانات وقود يمكنها توليد الكهرباء من خلالها لمدة لا تقل عن 14 يوما، وهو ما يعد خط الدفاع الأول في حالات الطوارئ. وأضاف الشوبكي: 

"ما زال الأردن يستأجر سفينة الغاز العائمة في خليج العقبة ويستطيع من خلالها التحوط بطلب إرساليات غاز مسال، حيث يتم التزود به عن طريق السفينة المرتبطة بخط الغاز العربي، ومن هناك يتم تزويد محطات الكهرباء التي تعمل بالأردن بحاجتها من الغاز".

وكانت وزارة الطاقة والثروة المعدنية قد وقعت اتفاقية استئجار باخرة غاز عائمة عام 2013، وهي تستقبل بشكل دائم الغاز الطبيعي المسال المستورد إلى ميناء الغاز بالعقبة.

وأفاد الشوبكي أن محطة العطارات للصخر الزيتي تنتج في الوقت الحالي قرابة 450 ميغا واط، ويمكن توسيع هذه الإنتاجية لتحقيق الأمن بالطاقة بشكل كامل، موضحا أن هناك إمكانية أمام الحكومة لإجراء تعاقد جديد بحيث تحصل الدولة على الطاقة بأسعار مخفضة تقلل التكلفة. 

وذكر الشوبكي أن تشغيل محطة العطارات التي تعمل على الصخر الزيتي يزود الأردن بنحو 20% من حاجته من الطاقة، حيث تكفي الطاقة المولدة من المشروع لتشغيل كافة لوازم الحياة بالأردن لمدة تتراوح بين 4-5 ساعات بشكل يومي في حال قطعت كافة الإمدادات الخارجية. 

وأكد الشوبكي أن الأردن قد حقق أمن الطاقة وأنه يستطيع تأمين البدائل في حال انقطاع الغاز الإسرائيلي من قبل دولة الاحتلال. 

وتشكل الطاقة المتجددة فرصة كبيرة لإنتاج الطاقة في الأردن، إلا أن الشوبكي لفت إلى أننا بحاجة إلى تحديث الشبكة الكهربائية وأتمتتها لتتحمل الطاقة المنتجة، مبينا أنها ما زالت غير مجدية؛ بحكم عدم وجود قدرة على تخزين هذه الطاقة باعتباره أمرا مكلفا، عدا عن انخفاض جدوى هذه الطاقة خلال فصل الشتاء.

"إسرائيل" مجبرة على تزويد الأردن بالغاز بأسعار تفضيلية

وشهدت أسواق الغاز العالمية ارتفاعات غير مسبوقة في الأسعار نتيجة للأزمات العالمية المتمثلة بالحرب الروسية الأوكرانية وإيقاف روسيا تزويد القارة الأوروبية بالغاز، حيث وصل سعر المليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز إلى 50 دولارا في بعض الفترات. 

الشوبكي قال لـ حسنى إن الأردن يحصل على الغاز الإسرائيلي بأسعار تفضيلية بحكم اتفاقية الغاز الموقعة بين شركة الكهرباء الأردنية والشركات المشغلة للحقول. 

وأوضح أن الأردن يحصل على المليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز شاملا أجور النقل للأردن بسعر يتراوح ما بين 8-9 دولارات، رغم أن سعر الكمية نفسها من الغاز عالميا يصل إلى 20 دولارا حاليا.

اقرأ المزيد.. طوفان الأقصى تغرق الاقتصاد الإسرائيلي

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00