أكد رئيس مجلس إدارة المدينة الرقمية ورئيسها التنفيذي المهندس إياد أبو خرمة، أن مشروع المدينة الرقمية في العقبة يمثل نقلة نوعية في البنية التحتية التكنولوجية الأردنية، ويجسد خطوة استراتيجية لوضع الأردن على خريطة التقنية العالمية، مستفيدا من موقعه الجغرافي وكفاءاته البشرية المتميزة. 

وأشار أبو خرمة في حديثه لـ حسنى إلى أن المشروع يهدف إلى:

• تعزيز الاقتصاد الوطني عبر استقطاب الاستثمارات التقنية العالمية.

• توفير فرص عمل نوعية للشباب الأردني.

• خفض كلفة الإنترنت بنسبة تجاوزت 70% بفضل تطوير بوابة دولية جديدة للخدمات الرقمية.

مفهوم المدينة الرقمية

وأوضح أبو خرمة أن المدينة الرقمية ليست مجرد مركز بيانات، بل منظومة متكاملة من البنى التحتية الرقمية تضم 6 مراكز بيانات ومحطة إنزال بحرية تعد من الأكبر في المنطقة، ومنصات للحوسبة السحابية والأمن السيبراني، ومراكز تدريب وتأهيل، إضافة إلى مختبرات للرياضات الإلكترونية وصناعة الألعاب الرقمية. 

وبين أن اختيار العقبة كموقع للمشروع جاء استنادا إلى موقعها الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر، والذي يمنح الأردن فرصة فريدة ليكون مسارا رديفا للكوابل البحرية العالمية التي تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا.

حفظ البيانات داخل الأردن

وأكد أبو خرمة أن المدينة الرقمية ستمكن المؤسسات الأردنية من تخزين بياناتها داخل المملكة، دون الحاجة إلى الاعتماد على خوادم خارجية، ما يعزز سيادة البيانات ويحميها من الاختراقات. 

وأشار إلى أن الأردن أقر مؤخرا تشريعات حديثة تمنع استخدام البيانات لأغراض تجارية وتلزم الشركات بحفظ بيانات الأردنيين داخل البلاد، مما يهيئ بيئة استثمارية آمنة ومحفزة لشركات التقنية العالمية.

محطة الإنزال البحري والربط الدولي

وتضم المدينة محطة إنزال بحرية تربط الأردن مباشرة بالكوابل العالمية، ما يتيح سرعة اتصال أكبر واستقلالية رقمية أعلى. 

وبين أبو خرمة أن العقبة أصبحت اليوم ترتبط بثلاثة كوابل بحرية، فيما يجري العمل على كابلين إضافيين، موضحا أن هذه الكوابل تعد شريان الإنترنت الرئيسي الذي يربط المملكة بأوروبا ومصر والسعودية، ويؤهل الأردن ليكون مركزا محوريا لنقل البيانات في المنطقة.

مشروع بجهود أردنية وتمويل وطني

وشدد أبو خرمة على أن المدينة الرقمية مشروع وطني بامتياز، تم تأسيسه بتمويل ورأس مال أردني بالكامل، ضمن شراكة وثيقة مع الحكومة، وبدعم من رؤية التحديث الاقتصادي التي تشجع الاستثمار في التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي. 

وأوضح أن المشروع بدأ بمراحل متعددة، حيث أنجزت المرحلة الأولى عبر تطوير بوابة دولية للإنترنت، فيما شمل الافتتاح الأخير المرحلة الثانية التي تضم مجمع مراكز البيانات والمحطة البحرية، وهي الأكبر ضمن المشروع.

انعكاسات اقتصادية وخدمة للمواطن

كشف أبو خرمة أن المشروع ساهم فعليا في خفض كلفة الإنترنت على الشركات المزودة للخدمة بنسبة تزيد على 70%، ما انعكس على الأسعار المقدمة للمواطنين. 

وأضاف أن المدينة الرقمية غطت نحو 85% من مدينة العقبة بشبكة ألياف ضوئية، تتيح للمواطنين الحصول على خدمات إنترنت ذات جودة عالية وسرعة كبيرة، إلى جانب برامج تدريب وتأهيل لأكثر من 375 شابا وشابة من خريجي الجامعات، تم توظيف عدد منهم في الشركة. 

وكان الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد قد افتتح أمس الثلاثاء مدينة العقبة الرقمية، التي تعد أول مشروع رقمي متكامل في الأردن، وأحد أكبر مراكز البيانات والبنية التحتية الرقمية في المنطقة. 

وتجول الأمير الحسين في مرافق المدينة، مستمعا لشرح المهندس إياد أبو خرمة حول تفاصيل المشروع، الذي يشتمل على أكبر مركز بيانات في المملكة بمساحة 17 ألف متر مربع وبقدرة تشغيلية تصل إلى 12 ميغاواط، وجاهزية كاملة لاستقبال تطبيقات الذكاء الاصطناعي. 

ويحتضن المشروع أول محطة إنزال كوابل بحرية بسياسة الوصول المفتوح، مما يعزز دور الأردن كبوابة رقمية مستقلة ترتبط مباشرة بالشبكات الدولية، إلى جانب أول مركز محايد لتبادل البيانات في المملكة، ما يجعلها وجهة إقليمية لاستضافة الخدمات الرقمية والأنظمة الحساسة للقطاعين الحكومي والمالي.

اقرأ المزيد.. شركة تطوير العقبة تكشف عن خططها التنموية والاستثمارية المقبلة